كشف مسؤولون أمريكيون وغربيون لشبكة “سي إن إن” أن روسيا تستعد لنشر ما يقرب من ألف مرتزق في أوكرانيا خلال الأيام والأسابيع المقبلة، محذرين من أن القوات الروسية تخطط لقصف مدن أوكرانية حتى تستسلم، وهو تصعيد قد يؤدي إلى خسائر مدنية كبيرة.
وذكر مسؤول دفاعي أمريكي رفيع المستوى، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن الولايات المتحدة رأت بعض المؤشرات على أن المرتزقة الروس ربما شاركوا في الهجوم على بعض الأماكن بأوكرانيا، لكن لم يتضح بالضبط عدد المرتزقة أو الأماكن التي تواجدوا بها.
وقال المسؤول الأمريكي: إن قوات المرتزقة ستنضم إلى القوات الروسية المتعثرة في أوكرانيا، مع دخول الغزو الروسي أسبوعه الثاني.
وعانت بعض القوات الروسية من نكسات في المعارك، بما في ذلك قافلة ضخمة ظلت متوقفة في شمال العاصمة الأوكرانية كييف خلال الأيام الماضية.
وأضاف المسؤول أن الولايات المتحدة تعتقد أن أداء المرتزقة الموجودين بالفعل في أوكرانيا كان سيئاً، حيث واجهوا مقاومة أشد من المتوقع من الأوكرانيين.
وقال مسؤول استخبارات غربي كبير للشبكة الأمريكية: إن المسؤولين في الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الذين يراقبون الغزو الروسي لأوكرانيا لاحظوا تحولًا واضحًا في إستراتيجية روسيا، حيث تبدو الآن مستعدة لقصف مدن حتى تستسلم؛ مما قد يؤدي إلى خسائر كبيرة بين المدنيين.
وأضاف المسؤول أن الأسلحة الثقيلة ليست ثقيلة في وزنها فحسب، بل في الضرر الذي يمكن أن تتسبب فيه؛ لذا فمن الممكن سقوط المزيد من الضحايا، وتابع: هذا أسلوب فظ للغاية.
وأشار المسؤول الاستخباراتي إلى أن تجربته مع القيادة الروسية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقودني إلى الحكم بأن معاييرهم مختلفة تماماً عندما يتعلق الأمر باحترام حياة الإنسان.
يذكر أن مسؤولين أمريكيين حذروا، خلال الأيام الأخيرة، من أن إستراتيجية روسيا تبدو وكأنها تتحول من التركيز بشكل أساسي على الأهداف العسكرية إلى استهداف المدنيين، بعد إدراك موسكو فشل الخطة الأولية التي كانت تهدف للاستيلاء على كييف بسرعة وإسقاط الحكومة الأوكرانية.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، أمس الجمعة: من المرجح أن تكون الأيام المقبلة أسوأ، مع وقوع المزيد من القتلى والمعاناة والدمار، حيث تجلب القوات الروسية أسلحة ثقيلة وتواصل هجماتها في جميع أنحاء أوكرانيا.
وكذلك قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال مؤتمر صحفي في بروكسل، حيث التقى مع حلفاء بلاده الأوروبيين: إن هجمات الروس تتسبب في خسائر متزايدة في صفوف المدنيين، حيث قُتل المئات إن لم يكن الآلاف من الأوكرانيين، وجُرح العديد منهم، كما قتل أشخاص من دول أخرى وفر أكثر من مليون لاجئ من أوكرانيا إلى البلدان المجاورة.
وأضاف: ملايين الأشخاص في جميع أنحاء أوكرانيا محاصرون في ظروف قاسية بشكل متزايد حيث تدمر روسيا البنية التحتية.