“أمن العقوبة فأساء الأدب”.. دعاة مصريون يستنكرون هجوم إبراهيم عيسى على ثوابت الإسلام

 

طالب عدد من الدعاة المصريين باتخاذ مواقف قوية وجادة ضد كل من يهاجم الإسلام ويشكك في ثوابته وعقيدته، وليس فقط كشف أكاذيبه ولكن محاسبته طبقاً للشريعة والقوانين التي تجرم ازدراء الأديان، وذلك على خلفية ما أثاره مؤخراً الإعلامي إبراهيم عيسى من ادعاءات وأكاذيب حول صحة معجزة “المعراج”، وهجومه على عدد من الصحابة وعلماء الأزهر ومؤسسته.

وأكدوا، في تصريحات لـ”المجتمع”، أن ما يجري هو بتنسيق دولي ومحلي، لزعزعة عقيدة الإسلام في نفوس أبنائنا ونشر الإلحاد والتشجيع عليه، عبر منابر إعلامية محلية ودولية ودعم واضح دون مواربة، مطالبين الأزهر ودار الإفتاء بإظهار موقف الشرع تجاه من يقوم بهذه الأفعال الذي يصف هؤلاء بالمارقين والزندقة طبقاً لتصريحات الدعاة.

وأثار الإعلامي المصري إبراهيم عيسى، مؤخراً، عاصفة من الجدل وردود الفعل المستنكرة، بعد وصفه معجزة الإسراء والمعراج بـ”القصة الوهمية”، الأمر الذي دفع النائب العام المصري لفتح تحقيق معه في البلاغات المقدمة ضده.

وقال عيسى، في برنامج تلفزيوني يقدمه: “إنها قصة وهمية كاملة، كتب السيرة والتاريخ والحديث هي من تقول ذلك، لكن هو يصدر لك الكتب التي تقول: إنها حدثت، أما التي تنفي حدوث المعراج، فلا تتم الإشارة لها”.

وقال: إن ما جرى في المعراج “دعائي وغير حقيقي”، وفق وصفه.

وأثارت تصريحات عيسى استهجان دار الإفتاء المصرية، وقالت، في تغريدة عبر “تويتر”: رحلة الإسراء والمعراج حَدَثت قطعًا، ولا يجوز إنكارها بحال من الأحوال.

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في صفحته على “فيسبوك”: إن “الإسراء والمعراج من معجزات سيدنا رسول الله ﷺ المتواترة، الثابتة بنص القرآن الكريم في سورتي “الإسراء” و”النجم”، وبأحاديث السُّنة النبوية المطهرة في الصحيحين والسُّنن والمسانيد ودواوين ومصنفات السنة، التي انعقد على ثبوت أدلتها ووقوع أحداثها إجماع المسلمين في كل العصور، بما لا يدع مجالاً لتشكيك طاعن، أو تحريف مرجف”.

وأضاف مركز الفتوى أن “محاولات الطعن البائسة في صحابة سيدنا رسول الله.. جرم محرم، وجرأة مستهجنة ومرفوضة، ودرب من التجاوز البغيض والمستنكر”.

وهاجم عيسى بوصفه من “غير المتخصصين، سيما إذا كانوا من مروجي الأفكار والتوجهات المتطرفة، التي تفتعل الأزمات، وتثير الفتن، وتفتقر إلى أبسط معايير العلم والمهنية والمصداقية، وتستثمر الأحداث والمناسبات في النَّيْل من المقدسات الدينية، والطعن في الثوابت الإسلامية بصورة متكررة ممنهجة”.

ومن جانبها، قالت دار الإفتاء المصرية: ما يراه البعض من أَنَّ المعراج كان بالروح فقط أو رؤيا منامية؛ فإنَّ هذا الرأي لا يعوَّل عليه؛ لأنَّ الله عزَّ وجلَّ قادرٌ على أن يعرج بالنبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم بجسده وروحه، كما أسرى به بجسده وروحه.

ردود غير كافية

وفي سياق تعليقه، قال وكيل وزارة الأوقاف الأسبق الشيخ محمد الصغير: إن إبراهيم عيسى وأمثاله يمثل ظاهرة ليست وليدة اليوم، وإنما نحن رصدناها وتحدثنا عنها في قناة “الناس” الفضائية عام 2009 يوم أن شكك في البخاري وأبو هريرة وسب معاوية بن أبي سفيان.

وأضاف أن عيسى أمن العقوبة فأساء الأدب وتعرض لأمور العقيدة فهو مارق كاذب فمن حق المارق المنافق “يركب ويدلل رجليه” طالما ليس هناك ردع له، حسب قوله.

وحول البيانات الأخيرة الصادرة من الأزهر ودار الإفتاء، قال وكيل وزارة الأوقاف الأسبق لـ”المجتمع”: إنها ليست كافية رغم تأثيرها فقهياً وعلمياً، لكن الذي ينقص الردود الأخيرة والذي يرد كيد إبراهيم عيسى في نحره ولم يحدث بقوة حتى الآن وهو بيان حكم الشرع في إبراهيم عيسى، وأنه تزندق بهذه الأفعال ورفع راية الردة ومرق من الإسلام مروق السهم من الرمية.

وحول من يقف وراءه والمنصات التي يطل منها قال الشيخ الصغير: إنه متعاقد مع قناة مصرية رسمية وأخرى أمريكية في وقت واحد، ووسائل التواصل تفرضه علينا من خلال ما يثيره من ادعاءات مع الأكاذيب يحقق له ما يريد، بالإضافة إلى شغل الناس بترهاته عن قضايا كبرى وكوارث تمرر، والخلاصة فإن الزنديق المارق يؤدي دوراً ومهمة.

مخطط بتنسيق محلي ودولي 

ومن جانبه، أكد الداعية والباحث الشرعي مصطفى إبراهيم أن الهجمات المتواصلة على ثوابت الدين الإسلامي والأزهر الشريف تتم بتنسيق محلي مع مخابرات غربية معادية للإسلام والمسلمين، يريدون نزع القداسة عن ثوابت الإسلام، حتى لا يكون للناس مرجعية ولا مستند عقائدي، يلجؤون إليه، أو يعتصمون به، أو يحتكمون إليه، وبذلك يسهل حكمهم والتلاعب بهم.

أضاف إبراهيم لـ ” المجتمع”: أن المشير عبدالفتاح السيسي صرح أيضاً بأنه غير منزعج ولا متأثر بتصاعد ظواهر الإلحاد،ولكنه ضائق وحانق على من لا ينصاعون لتفسيراته الخاطئة للإسلام،ولا لرغباته في عدم العمل بالسنة النبوية، أو عدم الاعتداد بالطلاق الشفهي خلافاً لإجماع الأمة لأكثر من أربعة عشر قرناً، موضحاً ان الأزهر كانت له مواقف محمودة ورفض النيل من ثوابت الإسلام ،وهو ما أثار غضب السلطات الحاكمة في مصر ، فأطلقت عليه أذرعها الإعلامية. 
 
واختتم حديثه بالتساؤل هل أصبح انتقاد رأس الدولة أو مجرد التفكير في الترشح أمامه في الانتخابات الرئاسية أكثر جرمأً  من مهاجمة ثوابت الإسلام والنيل من مقدسات المسلمين، أو الطعن في المؤسسة الدينية الأكبر والأعرق في العالم الإسلامي،رابطاً بين حبس من أقدموا علي الفعل الأول، وعدم اتخاذ أي إجراء ضد من يهاجمون الإسلام وثوابته.
Exit mobile version