زيارة ومقال ترضية للأزهر بعد الهجوم الضاري عليه مقابل وثيقة تطويع.. فهل يقبل الأزهر؟

شيخ الأزهر د. أحمد الطيب

 

قام مؤخراً كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بزيارة للإمام الأكبر د. أحمد الطيب في مكتبه بمشيخة الأزهر الشريف، وعبر عن تقديره للدور الكبير الذي يقوم به الأزهر الشريف في خدمة القضايا الوطنية، وقضايا العالم العربي والإسلامي، ونشر روح المحبة والتسامح والوسطية والاعتدال، والمكانة المرموقة التي يتمتع بها فضيلة الإمام الأكبر.

وتبادل رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مع الإمام الأكبر، حوارًا استمر لأكثر من ساعة حول القضايا الراهنة، وتناول الإعلام لها، والتأكيد على ضرورة استمرار الحوار البناء لنشر الفكر الديني الصحيح، الذي يعلي القيم الدينية والإنسانية، والإشادة بالدور الكبير الذي يمارسه الأزهر في العالم العربي والإسلامي.

وبعد الزيارة بيومين، أعادت بوابة “أخبار اليوم” نشر مقال للصحفي المخابراتي الراحل ياسر رزق بعنوان «عن الأزهر الشريف.. أتحدث»، وفي المقال الذي نشر بتاريخ 23 أكتوبر 2021م، يقول رزق: “علّها مناسبة طيبة، أن يصدر الأزهر في احتفاله بعامه الخمسين بعد الألف في رمضان المقبل وثيقة جامعة تفتح الباب لتجديد الفكر الديني وتحسم المواقف تجاه قضايا كبرى”، وبعد الإشادة بدور الأزهر على مدى التاريخ في الحفاظ على الإسلام، وتجديد الدين، ومواجهة الغزاة، يصل إلى الغاية المنشودة من المقال وهي تطويع الأزهر للإرادة السياسية الحاكمة، فيقول: “أتصور أن تحسم الوثيقة موقف الأزهر من جماعة الإخوان والانتماء إليها، وأن تجدد موقف الأزهر المعلن من الإرهاب وتعلي صوته للعالم إزاء هذه الظاهرة التي تلصق ظلماً بالإسلام بأفعال من ينتمون إليه بالاسم، وأن تحسم الوثيقة دون مواربة موقف الأزهر من الإرهابيين الخوارج الذين ينشرون القتل والخراب بين الآمنين، وهل من الإسلام الحق اعتبارهم مسلمين، بينما هم مفسدون في الأرض، وجعل الله في قرآنه جزاءهم هو حد الحرابة”.

ثم يؤكد، في ختام مقاله، السياق الذي تخرج منه الوثيقة: “ولا أحسب خيالي يجمح إذا تمنيت أن يعقد المؤتمر الجامع المقترح بمشاركة كبار علماء الإسلام في الأمة، وحضور بابا الفاتيكان ورجال الأديان السماوية (يقصد اليهود!).

ولست أجد مكاناً أنسب لهذا الحدث المهيب من موقع التجلي الأعظم في الوادي المقدس طوى بسيناء المصرية!”. 

جدير بالذكر أن بعض القنوات والأقلام الموتورة هاجمت الأزهر وشيخه هجوماً ضارياً قبل الزيارة ونشر المقال، ولم تتخذ الجهات الإعلامية المسؤولة أي إجراء، بينما تدخل المجلس الأعلى للإعلام فأوقف مذيعاً لأنه أشار على الشاشة إلى أن النادي الأهلي لكرة القدم لا يمثل مصر، وأطاح ببرنامج تلفزيوني لأنه أذاع مكالمة هاتفية قيل: إنها مفبركة، ولم يجد شيخ الأزهر غير جريدته محدودة الانتشار ليعلن غضبه من الحملة التي تشن عليه، ويدحض ما جاء فيها، وقد أحدث ذلك رد فعل ساخطاً لدى الجمهور.

السؤال الآن: هل تكون زيارة رئيس المجلس الأعلى للإعلام، ونشر مقال ياسر رزق ترضية مقبولة من الأزهر، لدخول بيت الطاعة وعدم التعرض للهجوم الإعلامي والسياسي؟ الله وحده أعلم!

Exit mobile version