قلق في تونس من محاولات حقن طلبة المدارس بمادّة مجهولة.. ما القصة؟

 

تعيش الأسر التونسية هذه الأيام على وقع ظاهرة غير مسبوقة في البلاد، وهي إقدام مجهولين على حقن طلبة المدارس بمادة غير معروفة.

وقد تكررت الحادثة في مناطق مختلفة في تونس من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، ولم يتم إلقاء القبض على الجناة، وهو ما زاد من توجس الأهالي، ولا سيما بعد طلب السلطات الأمنية منهم الحفاظ على أبنائهم، في حين أن مسؤوليتها كما يقول كثيرون حماية أطفالهم خارج المنازل، خاصة أن محيط المدارس والمعاهد خال تماماً من الوجود الأمني؛ وهو ما جعله بؤراً لكثير من المفسدين كمروجي المخدرات وغيرها من الموبقات.

وقالت مصادر طبية في تونس: إن التحاليل لم تثبت وجود مواد خطرة في أجسام الأطفال الذين تم حقنهم، وعددهم يزيد يوماً بعد يوم، مضيفة أنه لا يكاد يمر يوم دون أن يعلن عن سقوط ضحايا جدد في أماكن مختلفة في أيدي المجهولين أو الأشباح، كما يسميهم بعض.

الظاهرة اللغز

ودعت الجهات الأمنية أولياء الأمور إلى ضرورة الانتباه وحماية أبنائهم في محيط المدارس؛ وهو ما جعل البعض يتساءل حول ما إذا كان على الأولياء ترك أعمالهم ووظائفهم ومرافقة أبنائهم إلى المدارس وانتظارهم خارجها ليعودوا بهم إلى المنازل!

وتساءل الأهالي عن مغزى وأهداف المجهولين الذين يحقنون أبناءهم في محيط المدارس إذا كانت الحقن لا تمثل خطورة على صحتهم وليست بها مواد خطرة؟ وعن سر عدم اهتمام السلطة بهذه القضية التي تشغل الرأي العام، وهل هي لإشغال الناس بمثل هذه القضية بعيداً عن الأزمة الاجتماعية المستفحلة التي وصلت لافتقاد الخبز وعديد المواد الغذائية الرئيسة في محافظة القصرين؟

أسئلة كثيرة يطرحها الأهالي، ومنها ما قاله الإعلامي محمد الحمروني: ماذا لو تم حقن هؤلاء الأطفال بمادة أو مواد لا يمكن لتونس بإمكانياتها المحدودة كشفها؟ ثم ماذا لو كانت المادة أو المواد جديدة ومصممة كي لا تكتشف؟

ويخشى الأهالي من أن يكون الهدف من ذلك تجربة بعض الأدوية أو الأمراض على أبنائهم، أو نشر بعض الأمراض والأوبئة ولا تظهر هذه الأمراض إلا بعد فترة، في حين دعا البعض إلى الاستعانة بدول متقدمة لمعرفة الحقيقة.

جريمة تحت الحماية

لكن الأغرب والأدهى والأمر هو وجود حماية لمن يقومون بحقن الطلبة وهم بالعشرات، ففي بعض الحالات الحاصلة كاد الأهالي أن يقبضوا على بعضهم بيد أن أناساً آخرين كانوا لهم بالمرصاد وأفشلوا محاولتهم في غياب تام للأمن.

9 حالات في 6 أيام

الناطق الرسمي باسم الإدارة العامة للحرس في تونس العميد حسام الدين الجبابلي، قال، الإثنين: إنه تم تسجيل 9 حالات اعتداء على الأطفال بالحقن المجهولة خلال الأيام الستة الأخيرة من يناير فقط.

ودعت الإدارة العامة للحرس الوطني، في بلاغ لها، السبت الماضي، الأهالي إلى ضرورة الانتباه لأيّ عملية استدراج لأبنائهم التلاميذ ومحاولة حقنهم بزعم أنها ضد كورونا.

ودعت الإدارة العامة للحرس التونسي إلى أنّها تابعت عدّة قضايا تتعلق بحالات ومحاولات حقن الطلبة بمادّة مجهولة، وذلك في الفترة الممتدة من 24 إلى 28 يناير الماضي.

Exit mobile version