التونسيون يستهجنون من دعوة المفتي للتبرع للدولة

 

أثارت الرسالة التي توجه بها مفتي تونس عثمان بطيخ إلى “أهل البر والإحسان” للتبرع للدولة ردود فعل متعددة جمعت بين التندر والاستهجان، ولا سيما في ظرف اقتصادي واجتماعي يعتصر التونسيين عصراً، خاصة الفئات الفقيرة والمتوسطة، وهو ما حدا بدار الإفتاء التونسية إلى سحب الدعوة.

وذلك بعد أن أكد كثيرون أن من واجب الدولة توفير حاجيات المواطنين ورعاية مصالحهم، وإذا عجزت السلطة عن إدارة الشأن العام واكتفت بالخطابات الشعبوية والزيارات الليلية والسياسات العبثية التي جعلت عشرات المصانع والشركات تغادر تونس في المدة الأخيرة في ظل تعتيم إعلامي وتكتم كبير على ذلك؛ فعليها الاستقالة والدعوة إلى انتخابات عامة سابقة لأوانها.

كما لم تخل التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي من تصور مفتي تونس وهو يكلّف مسؤولين يقفون أمام المساجد يستجدون المصلين والمارة لتعبئة ميزانية الدولة لسنة 2022، أو فرض ضرائب على الملابس التي يرتديها التونسيون والطعام الذي يأكلونه، وذلك بأسلوب ساخر وسجالات افتراضية بين المواطنين وما يوصفون بالمكاسين (جامعوا الضرائب) لا تخل من طرافة وإبداع. 

طريق مسدود

وقال أمين عام الحزب الجمهوري عصام الشابي، رداً على رسالة المفتي، في تدوينة له، الخميس الماضي: إنه يبدو أن القناعة حصلت بأن الطريق للحصول على تمويل صندوق النقد الدولي باتت مسدودة، وأن مشروع الأمر الرئاسي المتعلق بالمصالحة الجزائية لن يكون كافياً لتعبئة موارد الدولة، ولا مرسوم إلغاء الامتيازات التي يتمتع بها أعضاء المجلس الأعلى للقضاء بقادر على التخفيف من وطأة الأزمة.

وتابع أمين عام الحزب الجمهوري قائلاً: فما كان من سماحة مفتي 25 يوليو ومفتي كل المنظومات والأنظمة على اختلافها إلا أن وجه دعوة صادقة إلى أهل البر والإحسان إلى مساعدة الدولة للخروج من أزمتها.

وأضاف: هذا هو النفق الذي نبهنا وحذرنا من مخاطر السير فيه، عملية الإنقاذ لا بد وأن تنطلق الآن وليس غداً، تونس أغلى وأعز من أن نتركها تنهار أمام أعيننا.

وفي رسالة مؤثرة، كتبت ابنة شقيق المفتي بطيخ دعته فيها إلى تقديم استقالته والنأي بنفسه عن الصراعات السياسية التي تعيش على وقعها البلاد.

وجاء في الرسالة: سيدي سماحة مفتي الجمهورية التونسية، من فضلك قدم استقالتك وترفّع عن الزج بشخصك واسمك وعلمك في صراعات سياسية وغضب شعبي على شخصك المتواضع.

وتساءلت: بعد هذا السب والشتم، هل سيحمي الرئيس سماحة المفتي؟

وكانت الصفحة الرسمية لديوان الإفتاء قد حذفت دعوة أهل الخير والبر من أبناء الشعب التونسي ورجال الأعمال بالمساهمة في تنشيط الاقتصاد وإنقاذ تونس.

وجاء في البلاغ الذي نشره ديوان الإفتاء بتونس، الخميس الماضي: يا من ساهمتم بتنشيط الاقتصاد وساعدتم أثناء الأزمات وما زلتم على العهد كذلك تقدمون الدعم السخي في سبيل نجدة الذين أصيبوا بوباء كورونا بشراء الأجهزة الطبية لمختلف المستشفيات، شكر الله سعيكم وبارك لكم في الصحة والأرزاق.

وجاء فيه أيضاً: وفي هذه الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، فإن وطنكم الذي هو وطن آبائكم وأجدادكم يدعوكم أن تهبوا إلى مواصلة البذل والعطاء إلى حين الخروج من أزمته وهو واجب أخلاقي وديني.

Exit mobile version