بعد ارتدائه قميصاً لـ”شركة خمور”.. هل يتعلم صلاح الدرس من أبو تريكة؟

 

أثار نجما الكرة المصرية محمد أبو تريكة، ومحمد صلاح، خلال الفترة الماضية العديد من المواقف التي أحدثت تفاعلاً واسعاً في العالم العربي والإسلامي.

فبالرغم من الاهتمام العربي والعالمي بفضل أداء لاعب منتخب مصر ونادي ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، فإنه يخرج بين الحين والآخر ليثير جدلاً على منصات التواصل الاجتماعي بسبب قيامه وتبنيه قضايا تمس الدين والأخلاق.

فبعد تصريحاته الجدلية عن شرب الخمور، ظهر صلاح، في جلسة تصوير خاصة مع مجلة “جي كيو” الإنجليزية المختصة في الأزياء والموضة، مرتدياً قميصاً يحمل شعار شركة الخمور الدنماركية “Carlsberg”.

وفي ديسمبر الماضي، أثار حديث صلاح، عن عدم رغبته في شرب الخمور دون ذكر تحريمها صراحة، جدلاً واسعاً شهدته منصات التواصل، جاء عقب بث لقاء مع الإعلامي المصري عمرو أديب، وتطرق لأمور عدة كروية واجتماعية، بينها إمكانية إجباره على شرب الخمر بالخارج، قبل أن ينفي صلاح ذلك، ويؤكد أن “نفسه لا ترغب في تجربتها”.

وبعد ساعات على تداول تصريحات صلاح، نشرت دار الإفتاء المصرية سلسلة تغريدات حول حكم شرب الخمر، قائلة: “عدم التفكير في إتيان الأشياء المحرمة عبادة في ذاته”، وأضافت في تغريدة منفصلة: “تحريم شرب الخمر ثابتٌ بنصوص الكتاب والسُّنة وإجماع المسلمين”.

كما أن نشره صورة له بصحبة عائلته في رأس السنة بملابس احتفالية أمام شجرة الميلاد، أثارت موجة واسعة من الجدل أيضاً، وتحولت هذه الصورة الاحتفالية إلى سجال جمهور صلاح، على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر كثيرون عن استيائهم من هذه الصور، وأشاروا إلى أنه من غير اللائق لشخص مسلم كصلاح أن يشارك بالاحتفالات الدينية لدين آخر.

مواقف أبو تريكة

ومقارنة مع مواقف النجم الكروي المعتزل محمد أبو تريكة، الذي يعلن باستمرار مناصرته لقضايا الأمة العربية والإسلامية خاصة فلسطين، ونصرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ومحاربته للقضايا اللاأخلاقية.

كان آخرها تصديه للحملات الرسمية التي تقيمها إدارة الدوري الإنجليزي لدعم المثليين، ووضع اللاعبين خلال المباريات شارات بألوان قوس قزح التي تشير لشعار المثلية الجنسية، وطالب أبو تريكة حينها اللاعبين العرب الذين يلعبون في الدوري الإنجليزي بالتصدي لهذه الحملات.

وقال أبو تريكة، خلال مداخلة له في الأستوديو التحليلي لقناة “بي إن سبورتس”: إن المثلية “لا تناسب الإسلام وضد الفطرة الإنسانية، خاصة أن كل الأديان السماوية تحارب تلك الظاهرة”.

وأوضح اللاعب أن ظاهرة المثلية “لا تتناسب مع الأعراف والتقاليد في المجتمع العربي والإسلامي”، مؤكداً أن هذا التصرف “لا علاقة له بالحرية وحقوق الإنسان، لأنها عكس الإنسانية”.

وتابع النجم المصري: “لازم إحنا نتصدى كإعلاميين ومحللين ورياضيين، ودور الشيوخ والعلماء أيضاً التصدي لهذه الظاهرة، ودور اللعيبة (اللاعبين) الموجودة كبير، وليست رسالة كرة قدم فقط”، حسبما قال.

وختم بقوله: “أنت تدافع عن حاجة قيّمة وتزيد من قيمة الإنسان، في حين هذه الظاهرة هي إهانة لبني آدم، والرسائل الرياضية تدخل كل بيت، ولذلك علينا التصدي لها”.

وعبّر كثيرون من مستخدمي مواقع التواصل وقتها عن دعمهم لأبو تريكة وانتقدوا الهجوم الذي تشنه وسائل إعلام غربية ضده.

دعوة لمقاطعة المنتجات الفرنسية

وعند إثارة فرنسا غضب العالم الإسلامي بنشرها رسومات تُسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ظهر أبو تريكة مدافعاً عن النبي الكريم، داعياً العالم الإسلامي إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية، رداً على الرسوم المسيئة، وإعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تمسك بلاده بها.

إذ قال على قناة “بي إن سبورت”: “يجب أن نحاكم الشخص بناء على تصرفه لا أن نحاكم المنهج”.

وعلق أبو تريكة على بيان الخارجية الفرنسية الذي طالبت فيه بعدم مقاطعة المنتجات الفرنسية قائلاً: “طالما يخاطبوننا بالمال سنخاطبهم بالمال”.

وأضاف: “إلا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإلا ديانة الإسلام، ومثلما نحترم الديانات الأخرى لا بد أن يتم احترامنا”.

نصرة فلسطين

أما مواقف أبو تريكة الداعمة لقضية فلسطين والشعب الفلسطيني ومعاناته فهي كثيرة ومتعددة، وربما أبرزها ارتدائه قميصاً كتب عليه “تعاطفًا مع غزة” خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا 2008.

وضُج العالم بتصريحات مسعود أوزيل، نجم أرسنال، ومنتخب ألمانيا حول ما يحدث للمسلمين في إقليم الإيغور، إذ طالب الجميع بدعمهم وهاجم الحكومة الصينية والصمت العالمي تجاه ما يحدث.

دعم مسلمي الإيغور

وكان لاعب كرة القدم الألماني من أصل تركي مسعود أوزيل استنكر صمت العالم الإسلامي على الانتهاكات التي ترتكبها الصين بحق مسلمي الإيغور في تركستان الشرقية.

وقال أوزيل: إن العالم الإسلامي غارق في الصمت، بينما الإعلام الغربي يسلط الضوء على الانتهاكات في تركستان الشرقية.

أوزيل دفع ثمن تصريحاته غاليًا فيما بعد، لكنه وجد دعمًا قويًا ومباشرًا من العديد، ومنهم محمد أبو تريكة الذي قال في أستوديو “بي إن سبورتس”، في ديسمبر 2019: “أوزيل يحارب غولاً اقتصادياً وهو الصين، أوزيل رفض عرضاً في بداية الموسم للانضمام للدوري الصيني بالرغم من ضعف راتبه مع أرسنال”.

Exit mobile version