وسط رفض قوى سياسية.. انتخاب الحلبوسي رئيساً للبرلمان العراقي في جلسة شهدت مشادات

 

انتخب أعضاء مجلس النواب العراقي الجديد، مساء أمس الأحد، محمد الحلبوسي رئيساً للمجلس، واختاروا حاكم الزاملي، وشاخوان عبدالله نائبين له، في جلسة تخللتها مشادات وفوضى، كما حددوا أجل أسبوعين لانتخاب رئيس جديد للبلاد.

وبخصوص نائبي الرئيس، حصل الزاملي، القيادي في التيار الصدري، على 182 صوتاً (من أصل 329) مقابل 34 لمنافسه حميد عباس الشبلاوي‎، فيما حصل شاخوان عبدالله -النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني- على 180 صوتاً مقابل 33 لمنافسته سروة عبدالواحد.

وجرى عرف سياسي متبع منذ عام 2005 أن يكون رئيس البرلمان من العرب السُّنة وله نائب أول شيعي وآخر كردي، بينما رئيس الحكومة من الشيعة ورئيس البلاد من الأكراد.

وفي أول تصريح له بعد إعادة انتخابه رئيساً للمجلس، قال الحلبوسي: إنه خلال الـ15 يوماً المقبلة سيتم فتح باب الترشح لمنصب رئيس البلاد، على أن تنتهي هذه المدة بانتخاب الرئيس الجديد، وأضاف أن البتّ في مسألة الكتلة البرلمانية الأكبر -التي تكلف بتشكيل الحكومة- سيتم في وقت لاحق.

يشار إلى أن الكتلة البرلمانية للتيار الصدري قد قدمت طلباً لرئيس البرلمان باعتبارها الكتلة البرلمانية الأكثر عدداً.

وقالت قوى الإطار التنسيقي، الذي يضم كل الأطراف السياسية العراقية الشيعية باستثناء التيار الصدري: إنها لا تعترف بمخرجات جلسة انتخاب رئيس المجلس ونائبيه، وإنها تحمل الجهات السياسية مسؤولية التصعيد داخل جلسة البرلمان الأولى وكل تداعياته.

وأضافت قوى الإطار التنسيقي، في بيان، أن ما وصفته بـ”انزلاق الأمور إلى هذا التخندق الحاصل” بات ينذر بخطر شديد.

وقالت القوى المذكورة: إن جلسة مجلس النواب تمت في غياب رئيس السن الذي ما زال ملتزماً بتأدية مهامه، مضيفة أن أعضاءها سجلوا مع بداية الجلسة أنهم الكتلة النيابية الأكثر عدداً وفقاً للإجراءات الدستورية، وتعهدوا بالتصدي لما وصفوه بـ”التفرد غير المسؤول في القرار السياسي”.

فوضى ومشادات

وخلال جلسة البرلمان نشبت مشادات كلامية بين نواب عن الإطار التنسيقي وآخرين عن التيار الصدري (متصدر نتائج الانتخابات)، إثر تقديمهما طلبين إلى رئيس الجلسة لاعتبار كل منهما الكتلة الأكبر عدداً.

وكان “الإطار التنسيقي” أبرز الرافضين لنتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة التي أُجريت في 10 أكتوبر الماضي، واعتبرها مزورة، لكن جرى رد طعون قدمها لدى مفوضية الانتخابات والمحكمة الاتحادية.

ومن جهته، قال محمود المشهداني الذي ترأس جلسة البرلمان الأولى باعتباره الأكبر سناً: إنه تعرض إلى “اعتداء” تسبب بدخوله في غيبوبة مؤقتة نتيجة ضربة تلقاها على رأسه مما استدعى نقله للمستشفى.

وأضاف المشهداني، في تصريح له بعد خروجه من المستشفى، إن “الاعتداء” حدث من نواب كتلة برلمانية لم ترق لها طريقة إدارته للجلسة.

وفي وقت سابق الأحد، رفع المشهداني الجلسة الافتتاحية، بعد وقوع مشادات بين برلمانيين أدت إلى فوضى، قبل أن ينقل إلى المستشفى إثر تعرضه لوعكة صحية.

وقالت قناة “العراقية” الرسمية: إن النائب عامر الفايز رفض تولي رئاسة الجلسة بدلاً من المشهداني، وإن النائب خالد الدراجي ترأس الجلسة الافتتاحية بعد استئنافها مجدداً.

ودخل نواب الكتلة الصدرية قاعة البرلمان وهم يرتدون الأكفان، بينما وصل نواب حركة امتداد المستقلة والجيل الجديد الكردية إلى مبنى البرلمان بواسطة عربة “توك توك” قادمين من ساحة التحرير، مركز المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ شهور.

ووفق النتائج النهائية للانتخابات، فازت الكتلة الصدرية التي يتزعمها مقتدى الصدر بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية، بحصولها على 73 مقعداً في البرلمان المكون من 329 مقعداً.

Exit mobile version