غزة على صفيح ساخن مع تنصل الكيان الصهيوني من تفاهمات التهدئة

لا تفارق طائرات الاحتلال الصهيوني وصوتها سماء قطاع غزة، يترافق مع ذلك عمليات إطلاق نار واستهداف بشكل مستمر للمناطق الشرقية من القطاع، وتبدو سيناريوهات المشهد يسير نحو التصعيد، وذلك مع استمرار الاحتلال في مسلسل تضييق الحصار المستمر منذ 16 عاماً،  وإعاقة عملية الاعمار،  وربط ملفات الاعمار ورفع الحصار بملف الجنود الصهاينة الأربعة، الذين تأسرهم فصائل المقاومة الفلسطينية منذ عدوان عام 2014.

إعلام عبري: “حماس” تستعد لجولة جديدة من المواجهة في ظل تعثر مفاوضات صفقة تبادل الأسرى

وقد سلطت وسائل الإعلام العبرية ومنها هآرتس”، و”معاريف”  الضوء على التطورات المتلاحقة في قطاع غزة، وحالة الاحتقان مع الفصائل الفلسطينية، في ظل انسداد أفق التوصل لتفاهمات تتعلق برفع الحصار وإعادة إعمار القطاع، والتوصل لصفقة تبادل أسرى شاملة،  لافتة إلى أن إطلاق  حركة “حماس” الصواريخ قرب شواطئ تل أبيب، واستمرارها في إطلاق الصواريخ التجريبية باتجاه البحر ليس صدفة، بل سيقرب حتماً المواجهة الشاملة في قطاع غزة، وهو أمر تريد الحكومة الحالية كما تقول الصحف الصهيونية تأجيله، ولكن كما تقول سنصل لنقطة الصدام لا محالة.

التوتر المستمر  

وعلى طول المناطق الشرقية من قطاع غزة يبدو المشهد الميداني متدهور بشكل مستمر، حيث تنفذ آليات الاحتلال عمليات توغل واستهداف مستمر للمزارعين وتحرمهم من الوصول لأراضيهم.

عطا الله: واشنطن تقود الوضع القائم في غزة نحو التسكين المؤقت بدون حل قضاياه الإنسانية

بدوره، قال المختص في الشأن الصهيوني أكرم عطا الله لـ”المجتمع” إن “الكيان الصهيوني يريد أن يبقي على حالة الوضع المستمرة منذ 15 عاماً، تصعيد وجولات من المواجهة ثم الهدوء، ولا يريد كيان الاحتلال تقديم  أي شيء للقطاع.. الجديد هو في الموقف الأمريكي الذي لا يريد تصعيدا من الاحتلال ضد القطاع، بعد أن وصلت التظاهرات الغاضبة للمواقف الأمريكية الصهيونية لعتبة البيت الأبيض، لأن هذه الإدارة تريد تسكين الموقف بدون تقديم أي تنازلات بخصوص التعامل مع القضية الفلسطينية”.

وأشار عطا الله إلى أن سيناريوهات الوضع القادم في غزة لن يتدحرج لمواجهة شاملة مع المقاومة، على غرار عدوان مايو الماضي، انما جولات قتال لا تستمر طويلاً في ظل المتغيرات السياسية الدولية، وممكن في لحظة ما يجد الاحتلال نفسه في مواجهة طويلة مع قطاع غزة بسبب التهديدات المستمرة ضد القطاع التي يطلقها رئيس وزراء الكيان نفتالي بينت وكل الاحتمالات واردة في الوضع في القطاع. 

خيارات متعددة

في السياق، قال الباحث في الشأن الفلسطيني ثابت العمور لـ”المجتمع”، إن هناك مجموعة من التطورات حدثت في الآونة الأخيرة في قطاع غزة سواء عملية قنص الجندي الصهيوني شمال القطاع، أو إطلاق الصواريخ من قبل المقاومة قرب تل أبيب واستخدام المقاومة مضادات جوية صاروخية في اعتراض الطائرات الصهيونية التي شنت سلسة من الغارات الجوية على القطاع مؤخراً . 

العمور: إما ترويض المقاومة بالسلام الاقتصادي أو المواجهة الشاملة

وأكد العمور أن المقاومة في قطاع غزة باتت تربط القضايا الوطنية مثل قضايا القدس والأسرى والاستيطان والتهويد، بالإضافة للقضايا الحياتية في قطاع غزة في مطالبها وهذا مهم وتطور كبير، مشيراً للتنسيق الكبير بين المقاومة وأجنحتها العسكرية، وهذا ظهر في المناورات المشتركة بين الاجنحة العسكرية للمقاومة في غزة  في مناورات “الركن الرشيد”، ومؤكداً أن السيناريوهات المتوقعة، إما ترويض قطاع غزة بالتسهيلات بمطلب أمريكي وأوروبي وحصر حاجات اقتصادية وصولاً للسلام الاقتصادي مقابل الهدوء، وإما حرب جديدة ضد القطاع واجهاض هذه القدرات والمعادلة المرسومة ضد القطاع هو منع تعاظم قدرات المقاومة وتنسيقها المشترك، ومن الممكن أن يشن الاحتلال العدوان. 

في سياق آخر، أفادت تقارير حقوقية أن حوالي 500 منشأة للمياه والصرف الصحي في القطاع، تعاني من نقص في الصمامات والفلاتر والمضخات والأنابيب والمعدات، وهو ما ينذر بتوقفها ويغرق القطاع في كارثة بيئية وستكون لها نتائج كارثية على الصحة العامة.

Exit mobile version