حاصرتهم الثلوج داخل سياراتهم.. وفاة العشرات بينهم أطفال في باكستان

 

توفي ما لا يقل عن 21 شخصاً بينهم أطفال في باكستان بعدما علقوا في زحمة سير خانقة تسبب بها اندفاع عشرات آلاف الزوار نحو مدينة شهدت تساقطاً كثيفاً للثلوج، بحسب ما أعلنت السلطات، أمس السبت.

نشرت خدمات الطوارئ الباكستانية لائحة بأسماء 21 شخصاً لقوا حتفهم من بينهم شرطي وزوجته وأولادهما الستة، وأوضح المتحدث باسم إقليم البنجاب حسان خوار أنهم توفوا من شدة الصقيع في سيارتهم.

احتمالية التسمم بأكسيد الكربون داخل سياراتهم

وليس واضحاً بعد إن كان الضحايا الآخرون ومن بينهم خمسة أفراد من أسرة واحدة أيضاً قد توفوا في ظروف مماثلة، أو بسبب تسمم بأكسيد الكربون الذي تنشقوه في سياراتهم.

وأكد وزير الداخلية شيخ رشيد أحمد أن الجيش يعمل على فتح الطرق وإنقاذ آلاف الأشخاص الذين ما زالوا عالقين قرب موري على بعد 70 كلم شمال شرق العاصمة إسلام آباد.

وتم تداول مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر سيارات متوقفة الواحدة ملتصقة بالأخرى وعلى سطوحها كثافة ثلوج لا تقل سماكتها عن متر واحد.

وأكد السائح بابار خان الذي علق لساعات في سيارته في اتصال هاتفي مع “فرانس برس” أنّ “تساقط الثلوج الكثيف أدى إلى قطع طرق وتسبّب بزحمة سير خانقة”، وأضاف: “أغلقت الطرق أيضاً بسبب سقوط أشجار في أماكن عديدة”.

وتوقع مركز الأرصاد الجوية الباكستاني تساقطاً كثيفاً للثلوج في المنطقة حتّى بعد ظهر اليوم الأحد.

وأعلن وزير الإعلام فؤاد شودهري تسجيل تساقط قياسي للثلوج في الساعات الـ48 الأخيرة لم تشهده المنطقة خلال عقود.

حزن وغضب

منذ أيام يتم نشر العديد من الصور على مواقع التواصل الاجتماعي في باكستان تظهر سياحاً يلهون بالثلج في محيط موري، المدينة التي بناها البريطانيون في القرن التاسع عشر.

وأعلنت سلطات البنجاب موري “منطقة منكوبة” وطلبت من السكان عدم التوجه إلى هناك.

وعبر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان عن صدمته وغضبه.

وكتب على حسابه على “تويتر”: إن تساقط الثلوج بشكل غير مسبوق، واندفاع أشخاص تنقّلوا بدون أخذ أحوال الطقس في الاعتبار، شكلا مفاجأة لإدارة المنطقة. 

وأضاف: أمرت بإجراء تحقيق وسأتخذ إجراءات صارمة لضمان منع حدوث مآس مماثلة.

وحذرت السلطات في عطلة نهاية الأسبوع الماضي من زحمة الزوار في موري، ولكن ذلك لم يمنع عدداً من سكان إسلام آباد من التقاطر إلى هناك مرة أخرى.

وأكد السائح عثمان عباسي أن “الناس يواجهون حالة رهيبة”.

وقال: لا يعاني السيّاح من مشكلات خطرة فحسب، بل أيضاً السكان المحليون.

وأشار إلى أن قوارير الغاز استنزفت، ولم يعد هناك مياه للشرب في معظم الأحياء، فبعضها تحول جليداً أو أتلف الصقيع طرق إمدادها، لافتاً إلى نقص بالمواد الغذائية في الفنادق.

تعلو موري 2300 متر عن سطح البحر وتقع على تلال عدة وتشهد طرقها الضيقة ازدحاماً وخصوصاً في الطقس الجيد.

وأكد شيخ رشيد أحمد أنّ سكان المدينة استضافوا العديد من الزوار وزودوا العالقين في الزحمة بالبطانيات والغذاء.

وأشار إلى أنّ المدارس والمقار الإدارية تستضيف منكوبين.

Exit mobile version