“رقمنة” التراث وإنتاج أفلام كارتون بالعربية الفصحى لتنشئة الأطفال عليها

 

أكد د. محمد عيسى الحريري، رئيس اتحاد المؤرخين العرب، أهمية اللغة العربية لارتباطها الوثيق بالدين الإسلامي والقرآن الكريم، فقد اصطفى الله هذه اللغة من بين لغات العالم لتكون لغة كتابه العظيم، ولتنزل بها الرسالة الخاتمة لقوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف: 2)، ومن هذا المنطلق ندرك عميق الصلة بين العربية والإسلام.

د. الحريري: الله تعالى اصطفى “العربية” لتكون لغة كتابه الكريم

جاء ذلك في كلمته أمام الندوة التي عقدتها رابطة الجامعات الإسلامية وكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر تحت عنوان “الصوت اللاتيني في الحرف العربي على الشبكة العنكبوتية ووسائل التواصل.. أضراره وسبل مواجهته”؛ احتفالاً باليوم العالمي للغة العربية، وشارك فيه عدد من أساتذة الجامعات وخبراء اللغة والإعلاميين والصحفيين.

وأوضح الحريري أن أهمية اللغة العربية تكمن في أنها من أقوى الروابط والصلات بين المسلمين، حيث إنها من أهم مقوّمات الوحدة بين المجتمعات، مشيراً إلى حرص الأمة العربية والإسلامية على تعليم لغتها ونشرها للراغبين فيها على اختلاف أجناسهم وألوانهم.

وأشار إلى أن العربية لم تعد لغة خاصة بالعرب وحدهم، بل أصبحت لغة عالمية يطلبها ملايين المسلمين في العالم اليوم لارتباطها بدينهم وثقافتهم الإسلامية، مطالباً بدراسة الدور الاقتصادي والاجتماعي للدراسات الإسلامية والعربية لتعظيم الاستفادة منها في المجتمعات المسلمة.

د. الهدهد: إسهامات العلماء العرب دونت بلغتهم وجعلت “العربية” لغة العلم

اللغة العربية الأكثر انتشاراً في العالم

ومن جانبه، قال د. إبراهيم الهدهد، مقرر لجنة النهوض باللغة العربية برابطة الجامعات الإسلامية رئيس جامعة الأزهر الأسبق: إن اللغة العربية لغة القرآن الكريم، وركن أساسي من أركان التنوع الثقافي للبشرية، مشيراً إلى أنها إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم، حيث يتحدث بها يومياً ما يزيد على 467 مليون نسمة حول العالم.

وأضاف الهدهد أن اللغة العربية من أسهل اللغات، وتتيح الدخول إلى عالم زاخر بالتنوع بجميع أشكاله وصوره، مشيراً إلى أن اللغة العربية تتميز بقدرتها على التعريب واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى بشروط دقيقة.

وأوضح أن اللغة العربية سادت لقرون طويلة من تاريخها بوصفها لغة السياسة والعلم والأدب، فأثرت تأثيراً مباشراً أو غير مباشر في كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي، مثل التركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الأفريقية أيضاً.

وأشار إلى أن الأزهر الشريف كان ولا يزال الوعاء الحافظ للغة العربية، وراعيًا لها في كل العصور التي تلت وجوده، مؤكداً أن العربية هي لغة العلم العالمي، نتيجة للإسهامات التي قدمها علماء العرب للبشرية التي دُونت بلغتهم.

د. السعيد: اللغة العربية تواجه العديد من التحديات ولكنها ستنتصر عليها

مليار ونصف المليار مسلم يتحدثون العربية

وقال د. غانم السعيد، عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر: إنه يتحدث باللغة العربية ويتعلمها ما يزيد على مليار ونصف مليار مسلم، وهي اللغة القومية لنصف مليار عربي، ولذلك اعتمدتها الأمم المتحدة عام 1973م.

بعد أن أقرت إدخالها ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة بعد اقتراحين تقدمتا بهما المملكتان السعودية والمغربية خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة “اليونسكو”.

وأشار إلى أن الاحتفال باللغة العربية كل عام أحدث حالة من الوعي بقيمة اللغة العربية، وعلى الرغم مما يبدو من تحديات متعددة تواجهها اللغة العربية، فإنها ستتجاوز هذه التحديات وستتغلب عليها كما تغلبت عليها في كل العصور السابقة؛ لأنها الوعاء لكتاب الله المعجز وتعهد الله تعالى بحفظ كتابه في قوله: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر: 9).

وأكد السعيد ضرورة الاهتمام باللغة العربية في المؤسسات التشريعية، مضيفاً أن مجلس النواب المصري ناقش مشروعي قانون يطالبان بالاهتمام باللغة العربية وحمايتها، من أجل حماية هويتنا وقوميتنا.

وطالب المؤسسات التعليمية وخاصة الأزهر بالقيام بواجبها في الاهتمام باللغة العربية من خلال التعليم، والتحدث والافتخار بها.

مطلوب من “المؤتمر الإسلامي” اعتماد العربية لغة رسمية

وبعد انتهاء كلمات المشاركين، قال د. إبراهيم الهدهد، رئيس الجلسة: إن الندوة انتهت بالتوصيات التالية:

– دعوة كل المؤسسات المدنية العربية والحكومات إلى إنشاء شركة عربية موحدة لرقمنة التراث العربي ورفعها على الشبكة العنكبوتية.

– دعوة كل الحكومات العربية والمؤسسات المدنية إلى إنشاء ماسح ضوئي يتكلم اللسان العربي.

– على كل عربي أن يلتزم الفصحى السهلة في وسائل التواصل الاجتماعي.

– حياة اللغة بحياة أهلها، فيجب الالتزام بها في الإعلام بكل صوره المباشرة والإلكترونية.

– يجب السعي لدى مجالس النواب العربية لسن تشريع يحمي اللغة العربية في العالم الواقعي والعالم الافتراضي، يكون مقروناً بعقوبات زاجرة لكل من يعتدي على اللغة العربية.

– يجب إنتاج أفلام كارتون باللسان العربي الفصيح لغرس اللغة في الأطفال.

– إعداد البرامج المحققة لشهادة الكفاءة اللغوية.

– دعا المشاركون أن يكون مقرر اللغة العربية متطلباً جامعياً في كل الجامعات.

– دعا المشاركون إلى ضرورة إنشاء مجلس أمن قومي لحماية اللغة العربية.

– دعوة منظمة التعاون الإسلامي (57 دولة) إلى أن تكون لغتها الرسمية الأولى اللغة العربية.  

Exit mobile version