السفير الباكستاني في القاهرة: مطلوب التحرك العاجل لإنقاذ الأفغان من المجاعة

 

صرح سفير جمهورية باكستان في القاهرة ساجد بلال أن باكستان ستستضيف، يوم 19 ديسمبر الجاري، في العاصمة إسلام آباد الجلسة الاستثنائية لوزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي للنظر في الوضع في أفغانستان، وأن هذه الجلسة تنعقد بمبادرة من المملكة العربية السعودية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في سفارة باكستان في القاهرة وحضره مجموعة كبيرة من الصحفيين والإعلاميين والدبلوماسيين.

وأوضح أن تلك الجلسة الاستثنائية سيسبقها اجتماع كبار المسؤولين بالدول الأعضاء بالمنظمة، في 18 ديسمبر، ويحضرها بالإضافة إلى الدول الأعضاء والدول المراقبة ممثلون عن الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية وبعض الدول غير الأعضاء بما في ذلك الدول الخمس دائمة العضوية (على مستوى المبعوثين الخاصين).

وتابع قائلاً: تنعقد الدورة الاستثنائية في ضوء الوضع الإنساني الخطير في أفغانستان، فوفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، يواجه 60% من سكان أفغانستان البالغ عددهم 38 مليون نسمة أزمة بمستويات المجاعة، والوضع يزداد سوءًا كل يوم، كما أدى قدوم الشتاء إلى تفاقم الوضع، وإذا ترك الوضع دون معالجة، يمكن أن يتفاقم إلى أكبر أزمة إنسانية في العالم.

أهداف اجتماع وزراء خارجية المؤتمر الإسلامي

وأشار السفير الباكستاني في القاهرة إلى أن الاجتماع يأتي للإعراب عن تضامن الأمة الإسلامية مع الشعب الأفغاني، والقيام بدورنا في احتواء وعكس مسار الوضع الإنساني المتدهور بسرعة في أفغانستان، ولا سيما فيما يتعلق بنقص الغذاء ونزوح الناس والانهيار الاقتصادي المحتمل.

وقال: إن الاجتماع يسعى إلى حشد الدعم الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة والمستمرة للشعب الأفغاني، ولهذا الغرض يمكن النظر في إمكانية وجود آلية مخصصة تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي.

وأكد بأن إعادة تركيز انتباه المجتمع الدولي الأوسع نطاقاً على أن الحالة التي تتكشف في أفغانستان لا تمثل تحدياً إنسانياً فحسب، بل يمكن أن تؤدي أيضاً إلى تفاقم الوضع الأمني، وإثارة عدم الاستقرار، والتسبب في نزوح جماعي للاجئين، والتأثير سلباً على السلم والأمن الإقليميين والدوليين.

ولفت السفير بلال الانتباه إلى أن تكرار أخطاء الماضي، والتخلي عن شعب أفغانستان، سيكون بمثابة فشل ذريع من جانب المجتمع الدولي ككل، وأن المجتمع الدولي يشعر بالقلق إزاء الوضع في أفغانستان، كما يريد شركاء أفغانستان الدوليون المساعدة، بما يؤكد أن استمرار انخراط المجتمع الدولي في أفغانستان أمر حتمي.

أولوية إنسانية عاجلة

وتابع بلال قائلاً: إن توفير الدعم الإنساني العاجل والفوري أصبح أولوية أساسية، فمن المهم بنفس القدر اتخاذ خطوات لمنع الانهيار الاقتصادي في البلاد وذلك بسرعة معالجة الأزمة الإنسانية وتم ضمان الاستقرار الاقتصادي، وبذا يمكن توطيد السلام في البلاد، وهذا سيعود بالنفع أيضاً بالنسبة للسلام الإقليمي.

وأشار السفير إلى أن أفغانستان عضو مؤسس في منظمة التعاون الإسلامي، وبوصفها جزءاً من الأمة الإسلامية، ووجود روابط من الصداقة والأخوة تربطنا بشعب أفغانستان، تؤمن باكستان بأن منظمة المؤتمر الإسلامي يمكن أن تقود الطريق لمساعدة إخواننا وأخواتنا الأفغان.

وتابع قائلاً: وعلى مر السنين، قدمت منظمة المؤتمر الإسلامي دعمها المستمر لشعب أفغانستان، والآن يحتاج الشعب الأفغاني أكثر من أي وقت مضى إلى دعم المجتمع الدولي بما في ذلك منظمة المؤتمر الإسلامي.

ولفت الانتباه إلى أن باكستان، من جانبها، انخرطت في أنشطة دبلوماسية مكثفة كما يتضح من اتصالات رئيس الوزراء عمران خان بقادة العالم، وزيارة وزير الخارجية شاه محمود قريشي إلى 4 دول مجاورة لأفغانستان (إيران، وطاجيكستان، وقرغيزستان، وتركمانستان).

جهود باكستان في إنقاذ الأفغان

وأضاف السفير بأن إنشاء منصة دول الجوار الست تم بمبادرة من باكستان، والمشاركة في اجتماعات تنسيق موسكو، واستضافة اجتماع “الترويكا بلس”، وذلك على سبيل المثال لا الحصر.

وفي معرض تسليط الضوء على جهود باكستان المستمرة من أجل الشعب الأفغاني، أشار السفير إلى أن الدورة الاستثنائية الأولى لمجلس وزراء الخارجية لمنظمة التعاون الإسلامي للنظر في وضع أفغانستان قد عقدت أيضًا في إسلام آباد في الثمانينيات.

وأضاف السفير أنه في الأشهر الأخيرة، انخرط رئيس الوزراء الباكستاني ووزير الخارجية بشكل مكثف مع قادة العالم لمعالجة الوضع الإنساني في أفغانستان، منذ أغسطس الماضي.

وأكد أن باكستان توقن بأن الدورة الاستثنائية ستوفر فرصة للنظر في خطوات عملية وملموسة للمساعدة في تلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب الأفغاني، ومن هنا تبزغ أهمية التعهدات الملموسة من قبل المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بتقديم الدعم المالي والعيني، مشدداً على أن باكستان من جانبها ستواصل الوقوف إلى جانب أشقائنا الأفغان.

Exit mobile version