“فيلم مسيء” يعكس تقصير “الدراما” في نقل رسالة الأسرى إلى العالم

أظهر الفيلم الأردني “أميرة”، الذي أثار استياء الأوساط الشعبية والثقافية الأردنية، لما حمله من إساءة للأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، حجم تقصير العمل الدرامي في الدفاع عن قضايا الأسرى، وتسليط الضوء على معاناتهم وبطولاتهم، وإبداعهم في مقارعة السجان.

تشويه قضية الأسرى

ولفت الأسير الأردني المحرر من سجون الاحتلال، مازن ملص، الانتباه إلى أن “مواضيع الأسرى التي يمكن للدراما تناولها كثيرة، وهي تحتاج إلى من يقوم بإخراجها وعمل أعمال عظيمة منها”.

واستشهد ملص ، “بقصة الأسير البطل نائل البرغوثي “الذي يستحق أن ينصب لأجله تمثال، وليس مجرد فيلم، فهو أقدم أسير في العالم، وقد تعدى فترة سجن لينسون مانديلا”.

واستعرض عدة قضايا قصرّت الدراما في تسليط الضوء عليها، كالأمهات الأسيرات اللواتي وضعن مواليدهن داخل السجون، وهن مكبلات الأيدي والأرجل، والأسرى الاطفال الذين يواجهون المحتل بكل صلافة وقوة، والكثير من الحالات المرضية من المصابين بالسرطان ومبتوري الأطراف”.

وانتقد ملص فيلم الأميرة، وقال “نرفض هذا الفيلم الذي شوه قضية الأسرى، وأساء إلى قضية مهمة في حياة الأسرى “تهريب النطف)، ورسالتهم أنهم مستمرون في الحياة بصمود وكبرياء وتحدٍ للمنظومة الأمنية المشددة للاحتلال”.

وأكد أن قصة الفيلم ليس لها أي علاقة بالواقع، وتطعن وتشكك وتسيىء لأبطال عظام”، متسائلا: “أي رسالة يراد إيصالها وفهمها غير التشكيك بنسب هؤلاء الأطفال؟”.

وطالب ملص بسحب الفيلم، ومحاسبة كل المسؤولين عنه، وباعتذار واضح وعلني لكافة الأسرى واهاليهم”.

وأوضح أن عمليات تهريب النطف بدأت في عام 2012، وأطلق على مواليد النطف المهربة الذين تجاوزا المئة مولود،، مصطلح “سفراء الحرية”.

وشدد على أن هذه المسألة “خضعت لاستشارة ونقاش طويل داخل السجون، وأخذ الفتاوى الشرعية، ورأي المتخصصين طبيا لضمان وصول النطف بحالة جيدة، ولضمان سلامة النسب بوجود شهود من الأسرى من باب الاحتياط”.

وقال:”الجريمة الكبرى التي ارتكبها صانعو الفيلم، عدم دراسة واقع السجون والأسرى، والاحتياطات الطبية والشرعية المأخوذة لمنع وجود أي شبهة، فكان فيلم من نسج خيال المؤلف”.

تشكيك في نضال الأسرى

ورأى مخرج الأفلام زيد غزال، أن هذا الفيلم “يمهد لتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني، ويشكك في عملية تهريب النطف، التي تعكس إبداع الأسرى في صراعهم مع الاحتلال”.

واستبعد أن يكون الفيلم مجرد مصادفة، وأكد أن الجهة المنتجة للفيلم لا تلتزم بالقوانين الناظمة، مستهجنا إعطاء تصاريح لأفلام، دون النظر إلى السيناريو وبلا هيئة رقابة”.

ورفضت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام التي أنتجت هذا الفيلم، اتهامها بالإساءة إلى الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي عبر ترشيح فيلم “أميرة” لجائزة الأوسكار، وقالت في بيان إنه “فيلم خيالي روائي، وليس وثائقياً”.

وأوضحت في بيان اليوم الأربعاء، أن “اختيار أسلوب رواية القصة وسرد الأحداث، يعود إلى طاقم العمل من الإخراج والتأليف والإنتاج”.

وأوضحت أن “دور الهيئة الملكية للأفلام هو الإعلان عن فتح باب التقديم للأفلام الطويلة للترشح لجوائز الأوسكار، واستلام الأفلام، وتنظيم سير العملية، إضافة إلى تشكيل لجنة مستقلة من خبراء معنيين بقطاع المرئي والمسموع”.

ويتناول فيلم “أميرة” الأردني، قصة فتاة فلسطينية ولدت عن طريق “نطفة مهربة” لوالدها الأسير في سجون الاحتلال، لكن عند تطلع الأب لإنجاب طفل آخر بالطريقة ذاتها؛ يكتشف الأطباء أنه عقيم، لتبدأ مأساة الفتاة في البحث عن حقيقة وجودها، وتكشف لاحقاً أن أحد السجانين الإسرائيليين عمد إلى تغيير النطفة ووضع نطفة منه لتتم زراعتها في رحم الأم.

وانتقدت مؤسسات فلسطينية مختصة بشؤون الأسرى الفيلم، وقال إنه يخدم الاحتلال وروايته ضد الأسرى، ويستغل قضيتهم بطريقة وضيعة، نافية أن يكون له أي علاقة بالفن.

واختار الأردن فيلم “أميرة” ليُمثّل المملكة في التنافس على جوائز الأوسكار، عن فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة (2022)، بحسب إعلان سابق لـ”الهيئة الملكية الأردنية للأفلام”.

Exit mobile version