بوتيرة متسارعة، يواصل الاحتلال الصهيوني تفتيت مدينة القدس المحتلة بالمستوطنات، ومخططات التهويد، بهدف عزل الأحياء المقدسية عن بعضها، وتهجير أكبر عدد من الفلسطينيين للوصول لمرحلة الخلل الديمغرافي وجعل ميزانه يميل لصالح المستوطنين، وذلك باستخدام طرق ممنهجة ومتكاملة تقوم على إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية في محيط وقلب الأحياء الفلسطينية في القدس، ووضع آلاف المنازل في مدينة القدس على قائمة الهدم، ومنع التمدد العمراني الفلسطيني.
مخططات بيت صفافا وجبل المشارف وقلنديا الاستيطانية، لإقامة 15 ألف وحدة استيطانية، هو حلقة مستمرة للاستيلاء على ما تبقى من الأرض الفلسطينية في مدينة القدس التي استولى الاحتلال على نحو 90% من مساحتها.
أبو ذياب: الاحتلال شرع في فصل البلدة القديمة عن شمال القدس وأقام 21 ألف وحدة استيطانية
عزل أحياء البلدة القديمة
ويقول المتحدث باسم أهالي بلدة سلون في القدس فخري أبو ذياب لـ”المجتمع”: إن الاحتلال ينفذ مخططات خطيرة على مراحل تستهدف تطويق البلدة القديمة، حيث شرع بإقامة حزام استيطاني يمتد من حي الشيخ جراح المهدد بالاستيلاء على عشرات المنازل فيه من قبل الاحتلال، ومروراً بجبل المشارف وجبل الزيتون الذي صادق الاحتلال على إقامة 2000 وحدة استيطانية جديدة فيه، لفصل البلدة القديمة عن شمال القدس وقطع الطريق الواصل بين القدس وشمال رام الله، وتطويق المسجد الأقصى المبارك، موضحاً أن الاحتلال زرع العشرات من البؤر الاستيطانية في أحياء الشيخ جراح، وسلوان، ووداي ياصول، وصور باهر والعيسوية.
وأوضح أبو ذياب أن هذا العام شهد مصادقة الاحتلال على إقامة نحو 22 ألف وحدة استيطانية، وتم الانتهاء من إقامة 16 ألف وحدة منها، بالتوازي مع ذلك الاستمرار في عمليات هدم مئات المنازل حيث بلغ مجموع المنازل التي هدمت منذ بداية العام الجاري في القدس وحدها 145 منزلاً، كما وضع الاحتلال 21 ألف منزل على قائمة الهدم في إطار عمليات التهجير القسري للفلسطينيين، مشيراً إلى أن 60% من الوحدات الاستيطانية التي أقامها الاحتلال في القدس فارغة من المستوطنين، لأن هدف الاحتلال الأساس هو الاستيلاء على الأرض ومنع التمدد العمراني والديمغرافي في القدس التي تشهد أخطر عملية تهويد استعماري لها منذ احتلالها عام 1967.
التفكجي: هدف الاحتلال إحداث خلل ديمغرافي لصالح المستوطنين ومخطط إقامة 58 ألف وحدة استيطانية مستمر
تحويل الأحياء الفلسطينية لفسيفساء معزولة
من جانبه، كشف مدير عام دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق بالقدس المحتلة خليل التفكجي لـ”المجتمع” أن الاحتلال يعكف على تنفيذ مخطط استيطاني تهويدي جديد في بيت صفافا جنوب القدس المحتلة من خلال إقامة مستوطنة جديدة تضم 473 وحدة استيطانية، حيث يعتبر هذا المخطط في بيت صفافا من أخطر المخططات الاستيطانية هدفه هو إزالة الخط الأخضر الفاصل بين حدود عام 1967 وعام 1948، لافتاً إلى أن الاحتلال يعمل ضمن خطة استيطانية تهويدية من 3 مراحل، وهي عملية التطويق بالأحزمة الاستيطانية، ثم الاختراق بالبؤر الاستيطانية، من ثم التشتيت من خلال تحويل الأحياء الفلسطينية في القدس فسيفساء صغيرة معزولة المنازل والمنشآت، وذلك بهدف إحداث خلل ديمغرافي خطير لجعل الأغلبية السكانية للمستوطنين في حين يتم ترحيل الأحياء الفلسطينية.
وأكد التفكجي أن الاحتلال ضمن مخطط ما يسمى 2030 أعد خطة استيطانية لإقامة 58 ألف وحدة استيطانية، هدفها الأساس هو الاستيلاء على ما تبقى من الأرض، وجعل الوجود الفلسطيني أقلية؛ بحيث يستحيل مع ذلك إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس من خلال فصها بشكل تام عن الضفة المحتلة.