الأزهر والكويت.. اعتزاز متبادل ومكانة طيبة بالقلوب

 

“الكويت تحتل مكانة طيبة في نفوس العرب والمسلمين”، بهذه الكلمات جدد شيخ الأزهر الشريف د. أحمد الطيب نهج المشيخة والجامعة تجاه بلد الحكمة والتسامح.. الكويت، ليأتي اللقاء الأخير بمشيخة الأزهر مع السفير محمد صالح الذويخ، سفير دولة الكويت بالقاهرة، مذكراً بتاريخ متبادل من التقدير والاعتزاز.

اعتزاز متبادل

أعرب الطيب في لقائه السفير الذويخ، أول أمس، عن اعتزازه بالعلاقات المتينة التي تربط الأزهر والكويت في المجالات العلمية والثقافية والعمل الإنساني والخيري.

وأضاف أن الأزهر على مدار تاريخه الطويل يحرص على أداء رسالته العلمية والاجتماعية بالطريقة التي تناسب عراقة هذه المؤسسة ودورها المهم تجاه قضايا العالم العربي والإٍسلامي، مشيرًا إلى أن الكويت تحتل مكانة طيبة في نفوس العرب والمسلمين.

شيخ الأزهر: الكويت تحتل مكانة طيبة في نفوس العرب والمسلمين

وفي السياق نفسه، أكد السفير الكويتي في القاهرة محمد الذويخ أن الأزهر مؤسسة إسلامية عريقة تحظى بمكانة كبيرة عالميًّا بفضل ما تقدمه للعالم وللشعوب العربية والإسلامية من منهج ديني معتدل وسماحة ووسطية تجسد حقيقة الإسلام.

وأوضح أن الكويت تعتز بعلاقتها مع الأزهر والزيارات المتبادلة خلال السنوات الماضية، بما يعكس متانة هذه العلاقات وأهميتها في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.

وسبق أن التقى شيخ الأزهر سفير الكويت الحالي في العام 2016م، فور تعيينه، وخلاله أكد الطيب عمق العلاقات التاريخية بين الأزهر ودولة الكويت الشقيقة، مشيداً بجهود سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، في دعم التضامن العربي، وبمواقفه الإنسانية التي جعلت من الكويت مركزًا للعمل الإنساني.

فيما أعرب السفير الكويتي عن تقديره لدور الأزهر الشريف في رعاية الفكر الوسطي للإسلام، واحتضانه لأبناء المسلمين من كافة دول العالم للدراسة بمختلف كلياته ومعاهده، مشيدًا بجهود شيخ الأزهر في دعم وترسيخ قيم السلام والحوار والتسامح بين مختلف الشعوب والدول.

أمير الإنسانية

واستقبل سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، يرحمه الله تعالى، شيخَ الأزهر د. أحمد الطيب مرتين في عامي 2014 و2016م.

وفي العام 2014، زار شيخ الأزهر الكويت على رأس وفد أزهري كبير في زيارة استغرقت ثلاثة أيام.

وفي العام 2016، منح صاحب السمو الشيخ الراحل صباح الأحمد شيخَ الأزهر وسام الكويت ذا الوشاح من الدرجة الممتازة تقديراً لجهوده الكبيرة المبذولة والمميزة في المجال الديني والخدمات الجليلة التي قدمها.

وقال سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد لشيخ الأزهر: “آمال الأمة الإسلامية معقودة عليك”، مشيداً بدور الأزهر في بيان وسطية وسماحة الإسلام.

ولم ينسَ الأزهر تسجيل الأثر الطيب لسمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، بعد وفاته، رحمه الله تعالى.

وقال الإمام الأكبر، في بيان نعيه: إن التاريخ شاهد على أن صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، كان قائدًا حكيمًا ومخلصًا وداعيًا وراعيًا للسلام والحوار بين الناس ودائم العمل على نهضة بلاده، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، فاستحق بجدارة أن يلقب بـ”أمير الإنسانية”.

سفير الكويت بالقاهرة: الأزهر مؤسسة إسلامية عريقة تحظى بمكانة كبيرة عالميًّا

لقاءات لا تتوقف

والتقى شيخ الأزهر بالعديد من القيادات الكويتية والرموز في الفترات الأخيرة.

ففي العام 2018، استقبل شيخ الأزهر الشريف النائب مرزوق الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي، على هامش “المؤتمر العالمي لنصرة القدس”.

وأشاد الإمام الأكبر بمواقف الكويت التاريخية الداعمة للقضايا العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وحيا الغانم على موقفه الشجاع خلال اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي، وتصديه لممثل الكيان الصهيوني وتفنيد أكاذيبه.

وأعرب الغانم، بدوره، عن شكره وتقديره للإمام الأكبر، مؤكداً أن مواقفه الداعمة لقضايا الأمة، ونهجه المعتدل المستنير، أصبح يشكل ركيزة أساسية لكل دعاة السلام والتعايش والحوار في العالم.

وقدَّر الأزهر أكثر من مرة دور الكويت في الدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومنها إعلان الأزهر في عام 2006م، تثمينه دعوة الكويت إلى مقاطعة البضائع والمنتجات الدنماركية للرد على إساءة بعض الصحف للرسول الكريم والإسلام.

وفي العام 2018، التقى شيخ الأزهر وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية المهندس فريد عمادي، بحضور مدير المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية بالقاهرة إسماعيل الكندري.

وأعرب شيخ الأزهر الشريف عن تقديره للدور الذي تقوم به دولة الكويت في دعم القضايا العربية والإسلامية.

وفي العام 2016م، أكد الإمام الأكبر خلال وداعه السفير سالم غصاب الزمانان، سفير دولة الكويت السابق لدى القاهرة، عمق العلاقات التاريخية بين الأزهر ودولة الكويت، مشيدًا بالمواقف الإنسانية لسمو أمير الكويت وجهوده في دعم الأشقاء العرب، ودوره في الحفاظ على وحدة واستقرار الأمة.

وأعرب السفير الكويتي عن تقدير دولة الكويت لدور الأزهر البارز في ترسيخ السلام المجتمعي، وجهوده في مواجهة كافة التيارات الفكرية المنحرفة.

وفي العام 2015م، شارك الأزهر الشريف في الاحتفال السنوي الذي نظمه بيت الزكاة الكويتي لتكريم الطلاب المتفوقين الدارسين والخريجين بجامعة الأزهر.

وخلال الاحتفال، أشاد علماء الأزهر بالدور الذي تقوم به دولة الكويت ورعايتها للطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر.

وفي العام 2012م، أشاد الإمام الأكبر، أمام حفل أقامه المكتب الكويتي للمشروعات الخيرية التابع لبيت الزكاة، بالدعم الذي يقدمه المكتب للطلاب المغتربين بجامعة الأزهر، داعياً للكويت أميراً وحكومة وشعباً بدوام الخير والرفاهية، مشيداً بالخدمات التي تقدمها الكويت للمسلمين في كافة بقاع الأرض.

Exit mobile version