تعقيباً على اعتراض المذيع المصري يوسف الحسيني، عضو مجلس النواب، على تدريس القرآن الكريم لطلاب المدارس الابتدائية، اعتبر الأزهر ذلك دعوة هدَّامة وتستهدف إبعاد الطلاب عن دينهم.
وأشار مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية إلى أن الدعوة إلى إبعاد النشء عن القرآن الكريم وتعاليمه الراقية السَّمحة “دعوة صريحة إلى إبعادهم عن دينهم، وقيمهم، وقطعهم عن لغتهم، وثقافتهم، وهويتهم، كما أنها تفتح الباب للأفكار والتفسيرات الهدَّامة”.
وأوضح الأزهر أن نصوص القرآن الكريم الراقية هي أول النصوص التي قررت مبادئ الحريات، واحترام الأديان، ودعت إلى الإخاء والمساواة الإنسانية دون تمييز على أساس دين أو لون أو عرق أو لغة.
جاء ذلك في أعقاب اعتراض المذيع يوسف الحسيني، وكيل لجنة الإعلام بمجلس النواب، خلال جلسة بالبرلمان على فكرة تحفيظ القرآن الكريم لتلاميذ المرحلة الابتدائية من أجل حماية اللغة العربية، زاعماً أن “المدارس بها تلاميذ غير مسلمين كالأقباط”.
وأضاف الأزهر، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، أن تنشئة الأطفال على فهم كتاب الله تعالى، وحفظه، وتعلمه، وتدبر معانيه خيرُ مُعين على حسن تربيتهم، وحفظ فطرتهم، ونقاء إنسانيتهم، وفهم دينهم فهمًا وسطيًّا مستنيرًا؛ فضلًا عن كون القرآن الكريم هو المَعين الصافي للغتنا العربية، وقواعدها وألفاظها، وبدائعها ومُحسّناتها.
وتابع أن دارس القرآن الكريم ينهل من علومه ومعارفه، ويُعمل عقله وفكره، ويصقل مهاراته وملكاته بكلام وبيان لا يشبهه شيءٌ من كلام البشر، والاهتمام بالنشء.
وخلال الاجتماع الذي عقدته لجنة الإعلام بمجلس النواب لمناقشة مشروعي قانونين بشأن النهوض باللغة العربية، اقترح د. غانم السعيد، عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، أن يتم تحفيظ القرآن الكريم لتلاميذ المرحلة الابتدائية أو التوسع في قراءة القرآن وعدم شريطة الحفظ من أجل حماية اللغة العربية.
وأشار إلى أن قراءة القرآن الكريم تقوّم اللسان وتساعد على النطق الصحيح باللغة العربية الفصحى، موضحاً أن الأزهر الشريف يقيم دورات لتقوية اللغة العربية للموظفين على مدار العام.
لكن النائب الحسيني اعترض على فكرة تحفيظ القرآن الكريم لتلاميذ المرحلة الابتدائية من أجل حماية اللغة العربية.