هكذا علق نواب تونسيون على مظاهرة “مواطنون ضد الانقلاب”

 

“يسقط، يسقط الانقلاب”، و”الشعب يريد إسقاط الرئيس”، و”الشعب يريد ما لا تريد”، و”برلمان تونسي”، و”يا للعار، يا للعار، المسيرة في حصار”، و”ارحل”، و”يا أمن يا جمهوري لا تتبع الدكتاتوري”، و”أوفياء، أوفياء لدماء الشهداء”..  

كانت هذه من بين الهتافات التي ترددت، أمس الأحد، في مظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف في تونس.

الطريقي: خرج التونسيون من أجل الدفاع عن حقوقهم

مظاهرة تحت الحصار

وقال القيادي في حزب حركة النهضة سامي الطريقي، في تصريح خاص لـ”المجتمع”: خرج التونسيون من أجل الدفاع عن حقوقهم ومنها الحق في التظاهر التي قال عنها الرئيس: إنه سيحافظ عليها، ولا بد أن يحافظ عليها، ولكن الأفعال لم تتطابق مع الأقوال على أرض الواقع، فالحصار الأمني المفروض لم يسبق له مثيل.

ووصف عضو مبادرة “مواطنون ضد الانقلاب” الحبيب بوعجيلة ما حدث في المظاهرة، بأنها إجراءات لم تشهدها تونس في تاريخها حتى في أحلك فترات الدكتاتورية في التسعينيات، وهو ما حوّل العاصمة وتونس قاطبة إلى ثكنة أمنية كبيرة شبيهة بمدن الموت ومدن الحرب والدمار ومعسكرات الاعتقال.

وأضاف: وذلك بعد أن حزمت فرنسا أمرها بدعم الانقلاب إلى النهاية، والإيعاز إلى أذرعها في تونس وخارجها بدعمه، ومن بينها “الاتحاد العام التونسي للشغل” الذي أعلن انحيازه للانقلاب بعد أخذ ورد، وتصريحات متناقضة في كل الاتجاهات.

الشواشي: ما جرى في مظاهرة الأحد فضيحة لأن التظاهر حق دستوري 

وحمل أستاذ القانون الدستوري بالجامعة التونسية جوهر بن مبارك مسؤولية ما حدث للرئيس سعيّد، وقال: إن سلطته خارجة عن القانون وخارقة للدستور الذي أقسم على حفظه وصونه، مضيفاً: هذه المظاهرة تطالب السلطة بالعودة إلى الدستور، والقانون اللّذان من المفروض أن تكون مهمتها المحافظة عليهما.

إدانة المضايقات

وقد أدان قادة مبادرة “مواطنون ضد الانقلاب” التضييق والمضايقات التي تعرض لها المتظاهرون في الطرق وعلى مشارف مكان المظاهرة.

وانتقد بوعجيلة تصوير المظاهرة بالطائرات الصغيرة “الدرون” لترويع وترهيب المتظاهرين، فضلاً عن كاميرات كان يحملها أمنيون بلباس مدني.

وقال، في تصريح لـ”المجتمع”: نؤكد مرة أخرى أن الانقلاب خرج عن الشعب، يرفع شعار الشعب يريد، ولكن الشعب يقول له: الشعب يريد ما لا تريد.

الدكتاتورية في تجلياتها

وقالت نائبة رئيس البرلمان سميرة الشواشي: ما جرى اليوم (الأحد) فضيحة لأن التظاهر حق دستوري، والتعبير عن الرأي حق دستوري، وبمنع الشعب التونسي من ممارسة هذا الحق يرتكب الانقلاب جريمة جديدة بحق الشعب التونسي بمنعه من ممارسة حقه.

وتابعت: نحن هنا لنؤكد أن حق التعبير وحق التظاهر لا يسقطان بقرار أو منشور أو مرسوم، ولا يضيع حق وراءه مطالب. 

عجالة: الاحتجاج مسار وليس مسيرة واحدة أو مظاهرة حتى نسترجع جمهوريتنا ومؤسساتنا

بدوره، قال عضو البرلمان والقيادي في ائتلاف الكرامة، يسري الدالي: ما واجهته المظاهرة من منع وتضييق تعبر عن تجليات الدكتاتورية، متسائلاً: أليست هذه الدكتاتورية عندما تحوّل وجهة المظاهرة من مكان إلى آخر.

وتابع: هل تجنيد آلاف الأمنيين لمنع الناس من المشاركة في المظاهرة، ومحاصرة من تمكن منهم من الوصول إلى العاصمة ينم عن احترام لحرية التعبير.

الانقلاب يكشف عن وجهه

من ناحيته، قال النائب عبداللطيف العلوي: الانقلاب يكشف عن وجهه الحقيقي بعد نفيه أنه انقلاب، وإذا لم يقم بما قام به حيال المتظاهرين لا يعد انقلاباً، لكنه أبى إلا أن يكون كما هو، وكما هو كل انقلاب على إرادة الشعب ودستور البلاد ومؤسساتها المنتخبة.

وأردف: هدف المظاهرة هو كشف هوية الانقلاب، وقد تمكنت من كشفها، فالعالم يشهد طريقة التعاطي التي اعتمدتها في مواجهة حق التظاهر وحق التعبير عن الرأي إزاء شعب خرج للتظاهر بشكل حضاري وسلمي وشرعي ونعتقد بأن رسالة المظاهرة قد وصلت.

وشدّد على أن الشعب التونسي قرر ألا عودة للقبضة البوليسية ولا عودة للاستبداد والدكتاتورية ولا عودة إلى تكميم الأفواه ومصادرة الحريات واحتكار السلطات، والحكم الفردي.

نهاية الانقلاب

وقالت عضو البرلمان كنزة عجالة لـ”المجتمع”: نحن خرجنا مع جماهير شعبنا لأن حريتنا اختطفت ومؤسساتنا اختطفت ودستورنا اختطف من قبل من أقسم على احترامه والعمل به، ليس ذلك فحسب بل أن حرياتنا أصبحت مهددة.

وتابعت: كل الحريات تراجعت، حتى إن العلاج منع عن نواب الشعب، وقائمة من الأدوية غير متوفرة في البلاد، وبواخر القمح تعود إلى موطنها لأن ثمنها لم يدفع.

وأكدت أن الاحتجاج مسار وليس مسيرة واحدة أو مظاهرة حتى نسترجع جمهوريتنا ومؤسساتنا ودستورنا وحقوقنا الدستورية.

إلى ذلك، قال عضو “مواطنون ضد الانقلاب” رضا بلحاج: مواجهة المظاهرة بتلك الإجراءات التي عشناها تؤكد أن الانقلاب خائف ويحتضر، وهي إجراءات تنبئ عن مؤشرات ضعف وانهيار، فاستعمال سعيّد الأمن بهذه الطريقة لضرب تحرك سلمي للمطالبة بالرجوع للمسار الديمقراطي يؤكد أن سعيّداً والانقلاب في طريق مسدود ويلفظ أنفاسه الأخيرة.

Exit mobile version