كشفت صحيفة “لوبينيون” الفرنسية أن الرئيس الفرنسي حاول التواصل مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون هذا الاثنين، لا سيما لإقناعه بالمشاركة في المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي ستحتضنه العاصمة الفرنسية باريس هذا الجمعة.. لكن لم يجد محاوره على الهاتف، وتم إرسال رسالة في هذا الاتجاه إلى الجزائر العاصمة عبر القنوات الدبلوماسية.
ففي مقابلة مع مجلة دير شبيغل الألمانية في نهاية أكتوبر، أكد الرئيس الجزائري أنه لم يعد يَرد على المكالمات الهاتفية لنظيره الفرنسي؛ السبب: التصريح المنسوب إلى ساكن الإليزيه والذي شكك فيه بوجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي، وانتقاداته للنظام “السياسي – العسكري” الجزائري الذي قال إنه بُني على “ريع الذاكرة”، وإن ثورة الحراك الشعبية أضعفته.
وقد أثار ما كشفته صحيفة لوموند الفرنسية عن هذه التصريحات ردود فعل غاضبة في الجزائر، التي قررت على ضوء ذلك غلق مجالها الجوي في وجه الطائرات العسكرية الفرنسية. وقال الرئيس الجزائري في مقابلته مع مجلة شبيغل الألمانية: “إذا أراد الفرنسيون الذهاب إلى النيجر أو مالي، حسنًا، سيخصصون تسع ساعات وليس أربع ساعات، كما كان من قبل. بالطبع، سوف نجعل إعادة الجرحى إلى الوطن أمرًا ممكنًا دائمًا. لكن في ما تبقى، ليس علينا التعاون”.
وذكر عبد المجيد تبون مع دير شبيغل أنه لن يتخذ “الخطوة الأولى” لمحاولة تخفيف التوترات بين باريس والجزائر.
في مواجهة تدهور العلاقات، تحاول الرئاسة الفرنسية نزع فتيل الأزمة الدبلوماسية، حيث نقلت “لوبينيون” عن مصدر في الإليزيه قوله: “على مدى أربع سنوات، يقوم الرئيس ماكرون بتحركات لمصالحة الذاكرة والحرب الجزائرية.. والتقى بشباب جزائريين للعمل على توجهات تقرير بنجامين ستورا حول الموضوع. وتحدث بهذه المناسبة عن سياسته المتعلقة بإحياء الذكرى وطرح عددا من الأسئلة. وهو يأسف للتعليقات التي تم نشرها في الصحافة، ولديه احترام كبير للأمة الجزائرية وتاريخها. وهو ملتزم بتطوير العلاقات الثنائية لصالح شعبي البلدين”.