ماذا وراء منع المؤتمر الصحفي لحراك “مواطنون ضد الانقلاب” في تونس؟

 

منعت قوات الأمن التونسية، أمس الإثنين، المؤتمر الصحفي لحراك “مواطنون ضد الانقلاب”؛ مما اضطر منظمو المؤتمر إلى عقده في الشارع العام، وهو “ما كشف عن وجه الانقلاب القبيح”، بتعبير البعض.

لكن هذه الصرامة وهذا المنع غير المسبوق منذ 25 يوليو الماضي عده البعض تطوراً في الموقف باتجاه التصعيد، في حين اعتبره البعض الآخر “منع الوداع” بتصرف بسيط في وصف الرئيس قيس سعيّد لمظاهرة المعارضة في أكتوبر الماضي عندما أطلق عليها “طواف الوداع”، فهل كان المنع طواف الوداع لسعيّد؟

بوعجيلة: تونس وصلت إلى مرحلة حقيقية من الانسداد السياسي

تناقض الخطاب والممارسة

وعلّق المحامي والناشط السياسي سمير ديلو على منع الأمن التونسي عقد المؤتمر الصحفي لحراك “مواطنون ضد الانقلاب” بقوله: في إطار الالتزام الرّئاسي بالاحترام التّام للحقوق والحرّيّات، منع النّدوة الصّحفيّة لحراك “مواطنون ضدّ الانقلاب”!

وقال الوزير السابق عبداللطيف المكي: إن منظمي هذا المؤتمر اضطروا لعقد ندوتهم الصحفية في الشارع وعلى الرصيف.

من جهته، أفاد الناشط السياسي الحبيب بوعجيلة، في تصريح لقناة “التاسعة” الخاصة: وصلنا الآن إلى مرحلة حقيقية من الانسداد السياسي، ليس فقط على مستوى الوضعية الاقتصادية والاجتماعية، بل على مستوى الحدود الدنيا من الحقوق والحريات.

وشبه بوعجيلة ما يحصل الآن بفترة حكم بن علي في التسعينات، قائلاً: نحمّل ما جرى لرئاسة الجمهورية باعتبارنا نعارض مباشرة انقلاب قيس سعيد.

وأضاف: الانقلاب حرمنا من حقوقنا الدنيا في التعبير؛ وبالتالي فقد كشف عن وجهه القبيح.

بالطيب: الشركاء الدوليون أجمعوا على عدم العودة للتعاون مع تونس إلا بعد عودة الشرعية الدستورية

استعجال التحرك

ويرى الناشط السياسي نور الدين الختروشي تحول حراك “مواطنون ضد الانقلاب” إلى المبادرة الديمقراطية خطوة في الاتجاه الصحيح ودعوتها للأحزاب والمنظمات الوطنية للالتحاق بها يعني أنها تطمح لقيادة جبهة وطنية جامعة ضد الانقلاب وهذا أمر مشروع، ولكن يبقى السؤال هنا: هل تتوفر المبادرة على شرط التجميع وإدارته؟ وهل تهيأت الساحة لبروز هذه الجبهة الجامعة لأهم مكونات المشهد؟

أما عن الإعلان عن تحرك احتجاجي يوم 14 نوفمبر المقبل، فيرى الختروشي أنه كان الأفضل انتظار التحاق من سيلتحق بالمبادرة من الأطراف الحزبية والاجتماعية والشخصيات الوطنية ووضع خارطة التحركات الميدانية وفق أجندة صلبة وإستراتيجية واضحة.

انقلاب وليس تصحيح مسار

وعلق الناشط الطلابي والسياسي بلال مرزوق على منع المؤتمر الصحفي قائلاً: بعد تجميد العمل بالدستور، وغلق مجلس النواب بدبابة، واحتكار كل السلطات، والمنع من التظاهر والمسيرات والإقامة الجبرية، واستعمال القضاء العسكري وغيرها من الأوجه القبيحة للانقلاب، وصلنا لمرحلة منع المؤتمرات الصحفية، وتساءل: هل ما زال من يردد بأن الانقلاب تصحيح مسار، وقيس سعيد ليس دكتاتوراً؟

انقلاب عسكري أم عودة الديمقراطية

لا تخلو مجالس الكواليس هذه الأيام من حديث عن انقلاب عسكري وشيك في تونس، ولا يعرف إن كان تحصيلاً حاصلاً أم كبديل عن تعنت الرئيس سعيّد وإصراره على المضي في الانقلاب. 

وقال المستشار السابق للرئيس التونسي سعيّد، مدير ديوانه عبدالرؤوف بالطيب الذي انضم لحراك “مواطنون ضد الانقلاب”: تونس في عزلة دولية، فكل الشركاء الدوليين أجمعوا على عدم العودة للتعاون مع تونس إلا بعد عودة الشرعية الدستورية، لكن الرئيس يقابل هذا بخطاب متشنج وفيه سمة من الاستعلاء.

                                                                                     من مسيرة أكتوبر ضد الانقلاب

Exit mobile version