حقيقة النفق في محيط منزل السفير الفرنسي بتونس بين الموضوعية والتوظيف السياسي

 

أعلنت وزارة الداخلية التونسية، أمس الأربعاء، عن اكتشاف نفق قرب مقر إقامة السفير الفرنسي أندريه باران، وقالت الوزارة، في بيانها: وردت معلومات للأجهزة الأمنيّة بخصوص وجود نشاط مشبوه بأحد المنازل بضاحية المرسى؛ ضاحية إقامة السّفير الفرنسي بتونس.

وأضاف البيان أنه بمزيد التحرّي، اتضح أن من بين الأشخاص المتردّدين على المنزل المذكور شخصاً معروفاً بالتطرّف، على الإثر تمّت مداهمة المنزل بعد التنسيق مع النيابة العموميّة واتضح وجود أشغال حفر نفق.

السفير الفرنسي: ما يروج يبقى مجرد إشاعات

وأفاد البيان أنه تمّ تكليف مصالح الإدارة العامّة للحرس الوطني المكلفة بمكافحة الإرهاب لإجراء التحقيقات والمعاينات الفنية اللازمة بالتنسيق مع النيابة العموميّة.

وتابع أن الموضوع يحظى بمتابعة من أعلى مُستوى.

قراءة في بيان “الداخلية”

لم يذكر بيان الداخلية التونسية إن كان الحفر الموجود بالمنزل المشار إليه قديماً أو حديثاً، وهو أمر مهم في الموضوع.

كما لم يشر البيان إلى أن الحفر أو النفق متجه فعلاً إلى منزل السفير الفرنسي، وهو أمر غاية في الأهمية، رغم تضمين البيان لإيحاءات تفيد بأن المستهدف هو السفير الفرنسي.

الملاحظة الثالثة هي أن البيان لم يتحدث عن حصول اعتقالات نتيجة لهذا الاكتشاف وهوية الأشخاص الذين ترددوا أو يترددون والماضي والمضارع مهمان في القضية، ولا سيما أن البيان أشار إلى أن شخصاً واحداً من بين المترددين متهم بالتطرف، وما نوع التطرف؟ وما المعايير المعتمدة في التصنيف؟

الرئيس سعيّد: تونس ستبقى آمنة بالرغم من محاولات البعض اليائسة 

تعليق السفير الفرنسي

في تعليقه حول ما يقال عن أشغال حفر نفق بأحد المنازل في المرسى بالقرب من مقر إقامته، قال السفير الفرنسي في تونس أندريه باران، في تصريح لإذاعة “شمس أف أم” الخاصة: إنه لا يريد التعليق على الموضوع، وإن “ما يروج يبقى مجرد إشاعات”.

وتابع: “إلى حد اللحظة لم نرَ نفقاً”.

وذلك بعد أن تناقلت وسائل إعلام محلية وخارجية خبر العثور على نفق سري بين منزل في ضاحية المرسى بتونس العاصمة ومقر إقامة السفير الفرنسي، كما ورد في بعض وسائل الإعلام.

بعد تصريحات السفير الفرنسي، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية ياسر مصباح لراديو “إي أف أم”: إن التحريات جارية في هذا الخصوص، متحفظاً عن ذكر التفاصيل.

التوظيف السياسي

الرئيس التونسي قيس سعيد، الذي سبق وأن أشاعت إدارته أنه تعرض لمحاولة اغتيال، ثم بظرف مسموم تأكد فيما بعد أنه لا يحتوي على أي مواد سامة، ثم زعمت بعض وسائل الإعلام الصفراء أنه كان سيغتال بصاروخ تركي، وأن إرهابيين سيغزون تونس انطلاقاً من ليبيا وهم موجودون بقاعدة الوطية في محاولة لتوريط طرابلس، واصل السعي بحثاً عن قرائن تثبت وجود نفق واستهداف سواء السفير الفرنسي، كما قيل، أو غيره بعد نفي السفير! فقد استقبل، مساء أمس الأربعاء، في قصر قرطاج، وزير الداخلية، التونسي توفيق شرف الدين، إثر معاينته الليلة الماضية لوجود نفق تم حفره في منزل بجهة المرسى، (دون ذكر تاريخ الحفر) بالقرب من إقامة السفير الفرنسي هناك، وصرّح بأن” تونس ستبقى آمنة وقوية بفضل مؤسساتها وتماسك شعبها”.

الحمروني: مغالطات سياسية وإعلامية بسبب البحث عن الإثارة والتوظيف السياسي

ورغم إشارته إلى وقوع تهويل للموضوع، قال رئيس الدولة: “بالرغم من محاولات التهويل بخصوص النفق المذكور، فإنه توجد جملة من القرائن تدل على وجود تدبير إجرامي”.

وتوجه سعيد بالشكر إلى القوات الأمنية على يقظتها، كما طمأن التونسيين والدول التي لها علاقات مع تونس، قائلاً: “ليطمئن الجميع، فتونس ستبقى آمنة بالرغم من محاولات البعض اليائسة، وذلك بفضل قواتها المسلحة العسكرية والأمنية وتلاحم شعبها، رغم الجهات التي تقف وراء الستار”، على حد قوله.

النفق قديم

قناة “التاسعة” المحسوبة على الموالاة لسعيّد، ذكرت بأن “النفق قديم”، وأن الحفر ليس له أهداف سياسية، وإنما هو بحث عن الكنوز؛ لأن المنطقة تاريخية بما فيها مقر السفير الفرنسي منطقة معالم تاريخية ومنها منزل السفير نفسه، وفيها الكثير من البنايات التي تعود إلى عهد البايات ومختلف العائلات التي حكمت تونس.

وعلّق الإعلامي محمد الحمروني على ما أفادت به قناة “التاسعة” التونسية الخاصة قائلاً: للأسف، هناك مغالطات سياسية وإعلامية بسبب البحث عن الإثارة والتوظيف السياسي وإشغال الناس عن القضايا الحقيقية، ومنها إمكانية عجز الدولة عن توفير الخبز للمواطنين، لذلك تم الإيحاء بأن الأمر وكأنه يتعلق باستهداف للسفارة وللسفير.

Exit mobile version