واجِهوا “فوكس”.. الأزهر يطالب بملاحقة اليمين المتطرف بإسبانيا

 

“حزب فوكس الإسباني رأس حربة معاداة المسلمين والمهاجرين في إسبانيا، ويجب التصدي له”، هكذا خلص موقف مرصد الأزهر الشريف لمكافحة التطرف بمصر خلال رصده لمواقف الحزب الأخيرة، مثمناً حجب فعالية تمييزية ضد المسلمين كان مقرراً عقدها خلال اليومين القادمين.

خطوة تحدٍّ

مرصد الأزهر ثمن رفض مؤسسة “المعارض” بجزر الكناري في إسبانيا استقبال مؤتمر لحزب “فوكس” اليميني المتطرف، خلال يومي 5 و6 نوفمبر الجاري؛ نظرًا لمعاداته للمهاجرين والمسلمين، وذلك وفق ما نشرته صحيفة “إل دياريو” الإسبانية.

“فوكس” حزب يميني متطرف معادٍ للإسلام والمهاجرين

وأوضح المرصد، في متابعة جديدة وصلت “المجتمع”، أنه كان من المقرر عقد المؤتمر بالتعاون مع مجموعة من المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، في جزر الكناري، إلا أن الغرض منه أثار استياء “مؤسسة المعارض” التي وصفت منظمي المؤتمر بالتطرف وطمس الهوية الأوروبية، متهمة حزب “فوكس” بالمراوغة وعدم الالتزام ببنود المؤتمر وعنوانه المتفق عليه سابقًا.

وحذر المرصد من خطورة مثل هذه المواقف المعادية على أمن واستقرار المجتمعات الأوروبية عامة؛ لكونها تؤثر سلبًا على التعايش السلمي والاندماج الاجتماعي، فضلًا عن تجاهلها لمفهوم المواطنة الذي يرسخ الاحترام المتبادل بين جميع أطياف المجتمع.

حزب متطرف

وفي هذا الشأن، سلط مرصد الأزهر الضوء على موقف حزب “فوكس” اليميني المتطرف المعادي بشكل واضح للمسلمين والمهاجرين بعدد من التقارير الصادرة عنه ضمن متابعاته لأوضاع المسلمين والمهاجرين في إسبانيا.

وقال المرصد، في تقرير حديث اطلع عليه مراسل “المجتمع”: حزب “فوكس” اليميني المتطرف من الأحزاب التي تستخدم شعارات الهوية الوطنية لاستقطاب متعاطفين للهجوم على الإسلام والمسلمين وكذلك اللاجئين، ويستغل أي مناسبة لإثارة الرأي العام ضد المسلمين واللاجئين في إسبانيا.

مرصد الأزهر: هناك خطر على أمن واستقرار المجتمعات الأوروبية

وأضاف أن ممثلي اليمين المتطرف يظهرون في وسائل الإعلام لنشر سم الكراهية، محذراً من ‏أن التشكيل الذي يقوده سانتياغو أباسكال، رئيس حزب “فوكس”، هو القوة السياسية الثالثة في إسبانيا، ‏بعد الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي، خاصة بعد الانتخابات العامة الأخيرة لعام 2020م.

وأوضح أنه رغم أن المسلمين والمهاجرين في إسبانيا مندمجون بصورة كبيرة، مقارنةً بدول أوروبية أخرى، فإن بعض مظاهر التفرقة تطالهم بين الحين والآخر، حيث يعمل الحزب ومجموعات اليمين المتطرف على الاستفادة من الأحداث المختلفة للهجوم على الإسلام، والأماكن المقدسة الإسلامية، وكذلك استغلال الأعمال الإرهابية التي تقوم بها التنظيمات المتطرفة كذريعة لتلك الممارسات.

شهادات إسبانية

وتضمن تقرير المرصد العديد من الشهادات الإسبانية التي توثق خطورة حزب “فوكس” على المسلمين والمهاجرين.

رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيث كان في مقدمة الشهود، وفق المرصد، حيث حذر بنفسه في خطاب له في تجمع حاشد في مدينة “خيتافي”، في ‏‏أبريل 2021، من خطورة اليمين المتطرف متمثلًا في حزب “فوكس” في إسبانيا، مؤكداً أن ذلك الحزب ‏يمثل تهديدًا على التعايش السلمي وعلى الديمقراطية داخل المجتمع الإسباني.

رئيس الحكومة الإسبانية: “فوكس” ‏يمثل تهديدًا على التعايش السلمي  

ونقل تقرير المرصد عن الكاتب الإسباني جيرمو فيرنانديث باثكيث الباحث في “جامعة كومبلوتنسي” ‏في مدريد –المتخصص في دراسة الحركات اليمينية المتطرفة الأوروبية– قوله: إن الديمقراطية التي يدعو لها حزب ‏‏”فوكس” اليميني المتطرف في إسبانيا ديمقراطية محدودة، على الرغم من ركوبه حصان الحرية، كونه ضمن المجموعات الفاشية الجديدة في بلدان أخرى، مثل: ألمانيا وفرنسا وإيطاليا.

وأقر جيرمو أن خطورة الجماعات اليمينية المتطرفة وصلت إلى التعدي الجسدي المباشر على جماعات من المهاجرين أو المسلمين، أو على أي فئة مجتمعية لا تؤيد أفكارهم وتوجهاتهم، وهي أمور لم تكن موجودة قبل 3 سنوات، وفق الشهادة.

وعلى المستوى السياسي، أشارت جميع الأحزاب الديمقراطية في إسبانيا، بحسب تقرير المرصد، إلى أن حزب “فوكس” يشكل عائقًا لتقدم عملية التعايش السلمي؛ حيث تتسم خطاباته دائمًا بالكراهية، والعنصرية، وكره الأجانب، وكراهية النساء، والتمييز الطبقي، كما أنهم يتجاوزون في حق المسلمين وغيرهم.

وكانت شركة تويتر علّقت الحساب الرسمي لحزب “فوكس”، في 30 يناير الماضي، بسبب تغريدة عن المسلمين “انتهكت قواعد خطاب الكراهية”، وفق الشركة.

Exit mobile version