محللون: استهلاك النفط يفوق العرض ويستنزف المخزونات

توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعد إنهائها الأسبوع الماضي على ارتفاع، ولكن مع تسجيل أول خسارة أسبوعية عقب سلسلة من المكاسب، مؤكدين أن الخسائر تعود إلى ارتفاع المخزونات الأمريكية، إضافة إلى الأنباء عن استئناف مفاوضات فيينا بشأن البرنامج النووي الإيراني ما جدد احتمالات زيادة المعروض النفطي في الأسواق.

ويستعد وزراء الطاقة في مجموعة “أوبك +” لعقد الاجتماع الشهري الجديد الخميس المقبل عبر الفيديو وسط ترجيحات باستمرار المجموعة في برنامجها السابق بزيادة شهرية في الإمدادات بنحو 400 ألف برميل يوميا.

وأوضح محللون أن أسعار النفط الخام حققت مكاسب شهرية في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي بنسبة 11 في المائة، وسط علامات على أن الاستهلاك يفوق العرض ويستنزف المخزونات، لافتين إلى أن زيادة حركة التنقل والسفر الجوي جعلت هناك طلبا قويا على المنتجات النفطية مع توقع تحقيق مزيد من التعافي خلال الربع الحالي.

وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة كيو إتش أي لخدمات الطاقة إن المكاسب الشهرية الكبيرة التي حققها النفط الخام على مدار تشرين الأول (أكتوبر) ستستمر في الأسابيع المقبلة نظرا لبقاء تأثير أزمة النقص المستمر في الغاز الطبيعي ما أدى إلى زيادة الطلب على المنتجات النفطية.

وأوضح أن سوق النفط رغم تعثرها النسبي خلال تعاملات الأسبوع الماضي بسبب المخزونات تتجه إلى استئناف المكاسب خلال الأسبوع الجاري بفعل ارتفاع هوامش الربح الذي يشير إلى أن استهلاك النفط الخام سيظل قويا مع استمرار المصافي في معالجة مزيد من النفط الخام لتلبية الطلب العالمي المتزايد.

ويوضح دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة تكنيك جروب الدولية أن ارتفاع المخزونات الأمريكية في الأسبوع الماضي على الأرجح يعد تطورا مؤقتا واستثنائيا، لافتا إلى أن أغلبية التحليلات الدولية تشير بقوة إلى أن مخزونات النفط العالمية ستستمر في الانخفاض خلال الأشهر المقبلة.

ولفت إلى أهمية اجتماع وزراء الطاقة في مجموعة “أوبك +” الخميس المقبل لمراجعة خططها لاستعادة بعض الإنتاج تدريجيا الذي أوقفته أثناء ذروة الوباء، مشيرا إلى أن التجار يواصلون تقييم احتمالية قيام “أوبك” وحلفائها بزيادة الإنتاج بشكل أكبر من الزيادة الشهرية المتفق عليها سلفا. ويرى، بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة أن أسعار النفط الخام على الأرجح على أعتاب مكاسب جديدة في نهاية الأسبوع الجاري في ضوء تزايد قناعة السوق باستمرار “أوبك +” في مسارها المبرمج لزيادة الإنتاج بوتيرة محدودة رغم الانتعاش الواسع في الطلب ورواج حركة السفر والتنقل على المستوى الدولي.

ولفت إلى أن تحالف “أوبك +” يتمسك حتى الآن بوجهة نظره في أن الزيادات الشهرية الحذرة في العرض بمقدار 400 ألف برميل يوميا مناسبة مع استمرار المخاطر في السوق إضافة إلى صعوبات نقص الاستثمار التي تواجه قطاعا كبيرا من المنتجين في تحالف منتجي “أوبك +”. بدورها، تقول إرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة آفريكان ليدرشيب الدولية إن أسعار النفط ما زالت متأثرة بأزمة نقص إمدادات الغاز الطبيعي التي أدت إلى التحول إلى المنتجات النفطية كبديل عن الغاز على الرغم مما حدث أخيرا من تراجع أسعار الغاز الطبيعي نسبيا بعد أن أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس الماضي إلى أن روسيا ستصدر غازا إضافيا إلى أوروبا في الشهر المقبل.

وذكرت أن ارتفاع أسعار النفط الخام أدى إلى تعزيز أرباح شركات الطاقة الدولية خاصة “شيفرون” و”إكسون موبيل” ورغم ذلك لم تلجأ الشركات إلى زيادة الإنتاج بطاقات إضافية ولكن تركز حاليا في عمليات إعادة شراء الأسهم وتعويض المساهمين.

ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، أنهت أسعار النفط التداولات على ارتفاع الجمعة وتحولت للتعافي بعد تراجع في وقت سابق من الجلسة مدعومة بتوقعات بأن منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وحلفاءها بقيادة روسيا “أوبك +” سيواصلون الحفاظ على قيود الإنتاج.

ولكن الخامين القياسيين، برنت وتكساس الوسيط الأمريكي، أنهيا الأسبوع على تراجع بعد أن وصل سعرهما لأعلى مستوى في أعوام الإثنين.

وارتفع سعر خام برنت ستة سنتات ليستقر عند 84.38 دولار للبرميل عند التسوية بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 76 سنتا أو 0.9 في المائة، إلى 83.57 دولار للبرميل.

وشهدت الأسعار ضغوطا منذ الأربعاء الماضي بعد تقرير أفاد بأن مخزونات الخام الأمريكية زادت بمقدار 4.3 مليون برميل في أحدث أسبوع.

وشهدت أسعار الخام ارتفاعات في 2021 مع تعافي الاقتصادات حول العالم من جائحة كورونا لكن الأسعار اتجهت صوب الهبوط هذا الأسبوع وسجل برنت أول تراجع أسبوعي في نحو شهرين.

من جانب آخر، ذكر تقرير “بيكر هيوز” عن أنشطة الحفر الأمريكية لهذا الأسبوع أن عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة ارتفع بمقدار منصتين هذا الأسبوع بينما يبلغ إجمالي عدد الحفارات الآن 544، بزيادة 248 عن هذا الوقت من العام الماضي ولكن لا يزال أقل من 790 منصة نشطة مقارنة بآذار (مارس) 2020.

ولفت التقرير إلى ارتفاع عدد منصات النفط الأمريكية هذا الأسبوع إلى 444 – بزيادة منصة واحدة – بعد الخسارة الأولى في سبعة أسابيع في الأسبوع السابق كما زاد عدد منصات الغاز بمقدار منصة واحدة بينما ظلت الحفارات المتنوعة على حالها.

ونوه التقرير إلى تقديرات إدارة معلومات الطاقة لإنتاج النفط في الولايات المتحدة للأسبوع المنتهي في 22 تشرين الأول (أكتوبر) جددت تقديراتها عند 11.3 مليون برميل يوميا بينما ارتفع إجمالي عدد الحفارات في كندا بمقدار منصتين ووصل عدد الحفارات النشطة للنفط والغاز في كندا الآن إلى 166، بزيادة 80 عن العام الماضي.

وأشار التقرير إلى بقاء عدد الحفارات في حوض برميان على حاله هذا الأسبوع لكنها شهدت مكاسب من 126 منصة نشطة خلال العام الماضي كما ظل عدد الحفارات في ثاني أكثر الأحواض غزارة في البلاد، إيجل فورد، على حاله هذا الأسبوع، لكنه اكتسب 23 منصة خلال العام الماضي كما يبلغ إجمالي عدد الحفارات في برميان الآن 268، مع إجمالي 40 منصة في إيجل فورد.

Exit mobile version