مسؤول أمريكي: إعادة فتح القنصلية في القدس الشرقية تحتاج لموافقة صهيونية

بدا من حديث دبلوماسي أمريكي، أن مخطط إدارة الرئيس جو بايدن، لإعادة فتح قنصلية في القدس الشرقية لخدمة الفلسطينيين، سيؤجل كثيرا، وربما لا يبصر النور، حيث ربط فتح القنصلية، بوجود موافقة صهيونية، وهو أمر غير متوفر في ظل رفض حكومة تل أبيب.

وقال نائب وزير الخارجية الأمريكي، بريان مكوهان، أمام مجلس الشيوخ، إنه يجب على الولايات المتحدة الحصول على موافقة الاحتلال لفتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية مجددا، والتي كانت توفر الخدمات للفلسطينيين، وأُغلقت خلال فترة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

ونقل تلفزيون i24news الصهيوني عن مكوهان قوله: “ما أفهمه هو أنه يجب علينا الحصول على موافقة الحكومة المستضيفة لفتح أي منشأة ديبلوماسية”.

وجاءت تصريحات المسؤول الأمريكي، على خلفية ادعاءات للنائب من حزب “الليكود” نير بركات ومسؤولين في الحزب الجمهوري، بأن إدارة بايدن تنوي فورا بعد المصادقة على الميزانية في الأراضي المحتلة، فتحَ القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، والتي تقدم خدمات للفلسطينيين بصورة أحادية الجانب.

وقد ألمحت صحيفة “هآرتس” سابقا، إلى أن واشنطن تخشى أن يؤدي إعادة فتح بعثتها الدبلوماسية إلى إضعاف أو حتى نهاية الحكومة الائتلافية الحالية برئاسة نفتالي بينيت، وأن يؤثر ذلك على إقرار موازنة حكومة الاحتلال.

وهناك توقعات في صهيونية بأن تقوم الإدارة الأمريكية، بالضغط على الحكومة بشكل كبير، بخصوص إعادة فتح القنصلية بعد تمرير الميزانية.

ووفق التلفزيون الرسمي للصهاينة، فبحسب الإجراءات الديبلوماسية المتبعة، يتعين أن تصادق الدولة المستضيفة بصورة يدوية للدولة الأجنبية على فتح أي منشأة دبلوماسية، ولفتح قنصلية أخرى للفلسطينيين، تحتاج واشنطن إلى مصادقة فعالة من حكومة الاحتلال، في ظل رفض تل أبيب الاعتراف بأن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين.

يشار إلى أن رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، أبلغ الإدارة الأمريكية بأنه يعارض فتح القنصلية التي أغلقتها إدارة إدارة ترامب في مارس 2019، كما نفى وزير الخارجية يائير لابيد، أن يكون هو الآخر قد وافق على فتح القنصلية.

وكُشف النقاب بأن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وحكومة الاحتلال، شكّلتا طاقما مشتركا لحلّ الخلاف القائم بين الجانبين، حول إعادة فتح القنصلية، وحسب تقارير عبرية فإن هناك “مفاوضات سرية” تجرى بين الجانبين لحلّ هذه المسألة، فيما أكدت الإدارة الأمريكية عزمها إعادة فتح قنصليتها في القدس، من دون أن تحدد موعداً لذلك.

وكان الرئيس الأمريكي وعد سابقا بإعادة فتح القنصلية، كما أعلن دعمه لحل الدولتين. لكن رغم ذلك فإن الجانب الفلسطيني المعني بهذا الأمر، لم يتلقَ أي توضيح حول آخر التطورات، يخبره بالموعد المحدد لهذه العملية، ولا آخر الترتيبات التي تجرى حول الملف.

وبالرغم من الموقف الصهيوني المعلن حول التشدد بالرفض، والحديث بأن فتح القنصلية وموافقة بعض الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي على ذلك، سيطيح بحكومة الاحتلال، إلا أن هناك خشية فلسطينية قوية، من أن يكون الأمر مرتبطا بالحصول على “رشاوى سياسية كبيرة” تقدمها إدارة بايدن، لائتلاف بينيت.

وفي تقرير سابق لـ”القدس العربي” ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة، أنه لم تجرَ مؤخرا أي اتصالات حول فتح القنصلية مع الجانب الفلسطيني الرسمي، بخلاف الوعد الذي قدمته سابقا إدارة بايدن.

وعلمت “القدس العربي” أيضا أن الجانب الأمريكي، لم يطرح ملف إعادة فتح مكتب تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، والذي أغلق بقرار من إدارة ترامب عام 2018، وأن هذا الملف لا يزال مغلقا، رغم عودة العلاقات بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية، رغم الوعد السابق من قبل الإدارة الجديدة بفتح هذا المكتب.

وكان عزام الأحمد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، قال إن الوعود التي قطعتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، “كلام في الهواء”، لم ينفذ منها شيء.

جدير بالذكر أن القنصلية الأمريكية العامة في القدس، تأسست عام 1844، وظلت على مدار 25 عاما تجري اتصالات مع السلطة الفلسطينية، قبل أن يغلقها الرئيس الأمريكي السابق ترامب عام 2019، وقرر دمجها بالسفارة الأمريكية التي نقلها من تل أبيب إلى القدس أواسط 2018.

ومنذ ذلك القرار، أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية بدون تمثيل دبلوماسي مع الفلسطينيين، حيث رفضت السلطة الفلسطينية التعامل مع السفير الأمريكي في الأراضي المحتلة والتابع لحكومة الاحتلال.

Exit mobile version