مرصد الأزهر: تصاعد العنف الصهيوني ضد “الأقصى” والفلسطينيين

 

كشف تقريران لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف عن تصاعد العنف الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى بصورة غير مسبوقة، حيث تضاعف اعتداءات المستوطنين الإرهابية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال العام الجاري، واقتحم أكثر من 6 آلاف صهيوني اقتحموا ساحات المسجد الأقصى خلال توثيق للشهر الماضي.

اعتداءات تحت الحماية

وبحسب تقرير لمرصد الأزهر صادر أمس الأحد، فإن الاعتداءات الإرهابية التي ارتكبها المستوطنون ضد أبناء الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية ازدادت بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بدءًا من العام 2019م، كما أنها تضاعفت خلال العام الجاري (2021).

وحمل التقرير الذي وصل “المجتمع” مسؤولية تلك الاعتداءات لقوات الاحتلال الصهيوني، التي قامت بمنح الحماية للمستوطنين، بالإضافة إلى امتناعها عن مواجهتهم، وترك المتطرفين يفعلون ما يشاؤون.

ويؤكد مرصد الأزهر أن تلك الاعتداءات الإرهابية التي يرتكبها المستوطنون المتطرفون ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل تهدف إلى إلقاء الرعب في قلوب الفلسطينيين وإجبارهم على ترك أراضيهم وممتلكاتهم لصالح المشاريع الاستيطانية المدعومة من مؤسسات الكيان الصهيوني الأمنية والسياسية.

الاعتداءات تشهد زيادة تقدر بـ60% عن العام السابق

ويشدد المرصد على أحقية الشعب الفلسطيني في العيش بأمان وسلام على أراضيه التي توارثها عن أجداده العرب، دون التعرض لتلك الاعتداءات الإرهابية، مُطالبًا بضرورة وضع حدٍّ لتلك الاعتداءات التي يجرِّمها القانون الدولي، وتنكرها جميع الأعراف الإنسانية.

وأشارت المعطيات إلى أن المستوطنين نفذوا 363 اعتداءً على الفلسطينيين في عام 2019، وارتفع العدد في عام 2020 إلى 507 اعتداءات، أما العام الجاري (2021) فقد بلغت هذه الاعتداءات 416 اعتداءً في الشهور الستة الأولى فقط؛ أي بوتيرة 832 اعتداءً في السنة، بزيادة تقدر بـ60% عن العام السابق.

وبالمقارنة التحليلية لتلك الاعتداءات، فإنه في النصف الأول من عام 2020، ارتكب المستوطنون 263 اعتداءً ضد الشعب الفلسطيني، وفي النصف الأول من عام 2019 ارتكبوا 224 اعتداءً.

ويتضح من خلال تحليل ماهية تلك الاعتداءات، وفق مرصد الأزهر، أنه في النصف الأول من العام 2021 ارتكب المستوطنون قرابة 139 اعتداءً على الممتلكات، وإلقاء الحجارة من قبل جماعة “تاج محير” الإرهابية، مقابل 111 اعتداء من هذا النوع في عام 2020، و83 اعتداءً مشابهًا في عام 2019م، وفي النصف الأول من العام الحالي، نفَّذ المستوطنون 130 اعتداءً جسديًّا على أبناء الشعب الفلسطيني، مقابل 52 اعتداءً جسديًّا في عام 2020، في مقابل 63 اعتداءً مماثلًا في عام 2019.

وتركّزت الاعتداءات خلال السنوات الأخيرة في مناطق الخليل، ورام الله، ونابلس، وأشارت المعطيات إلى أن مستوطنة “يتسهار” (جنوب نابلس) -التي تُعد أحد معاقل غلاة المستوطنين المتطرفين- شهدت أكبر عدد من الاعتداءات الاستيطانية الصهيونية ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية، حيث بلغ عددها 84 اعتداءً في العام الماضي (2020)، تليها البؤرة الاستيطانية في الخليل، التي ارتكب المستوطنون فيها 83 اعتداءً خلال العام نفسه، وفق المرصد.

استمرار الاقتحامات

وفي سياق متصل، أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تقريره الشهري حول الاقتحامات الصهيونية التي تتعرَّض لها ساحات المسجد الأقصى المبارك؛ حيث اقتحم 6209 صهاينة ساحات “الأقصى” خلال سبتمبر الماضي، تحت حراسة أمنية مشددة من قِبَل شرطة الاحتلال.

واستنكر التقرير استمرار تدنيس ساحات الأقصى المبارك خلال الشهر المنصرم، بسبب الزيادة الحادّة في أعداد المستوطنين المتطرفين، جراء مواسم الأعياد الصهيونية التي حشدت لها جماعات ومنظمات الهيكل “المزعوم” بكل طاقتها، في محاولة لإعادة التركيز على مخططاتها التي تصدى لها النضال الفلسطيني في أكثر من مناسبة.

وشهد الشهر الماضي موسمًا لأبرز الأعياد الصهيونية، وهي: عيد “رأس السنة العبرية – روش هشانا”، 7 سبتمبر؛ حيث اقتحم “الأقصى” خلال يومي الاحتفال نحو 572 مستوطنًا وما يُطلق عليه عيد “يوم كيبور – عيد الغفران”، في 16 سبتمبر، واقتحم “الأقصى” خلال يومي الاحتفال 660 مستوطنًا.

أكثر من 6 آلاف صهيوني اقتحموا المسجد الأقصى خلال سبتمبر الماضي

كما شهد الشهر كذلك عيد “سوكوت – المظال أو العرش”، من 21 إلى 27 سبتمبر، واقتحم “الأقصى” خلال أيام هذا العيد الصهيوني أكثر من 3746 مستوطنًا، أما ما يُسمونه عيد “سمحات هتوراه – فرحة التوراة”، وهو ختام موسم الأعياد الصهيونية خلال هذا الشهر، وكان يوم 28 سبتمبر، واقتحم فيه حوالي 151 مستوطنًا.

وبحسب المرصد، فإن الأعياد الصهيونية لا تعد تواريخ يحتفي بها الصهاينة فقط داخل المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة داخل مدينة القدس المحتلة، بل باتت مناسبات لاستعراض القوة الصهيونية، وفرص لممارسة الجماعات والمنظمات المتطرفة لطقوسها الاستفزازية وغير الاعتيادية، التي تُشير من خلالها إلى سعيها المستمر إلى تغيير الوضع القائم داخل الأقصى المبارك، وفرض التقسيم الزماني والمكاني، واستباحة ساحاته المشرفة في أي وقت شاؤوا، في مقدمات للوصول إلى المأرب الصهيوني الخبيث؛ ألا وهو بناء الهيكل المزعوم على أنقاض الأقصى المبارك.

واتهم تقرير مرصد الأزهر سلطة الاحتلال الصهيوني بالتحريض على مزيد من الاقتحامات، وتعبيد الأرض أمام منظمات الهيكل وأنصارها المتطرفين مع توفير كل التدابير الأمنية والاحترازية لحمايتهم، في الوقت الذي تمارس شتّى أنواع التضييق والتنكيل برواد المسجد الأقصى المبارك وسدنته وحراسه؛ حيث عمدت سلطات الاحتلال إلى اعتقال عدد من رواد الأقصى، وفرض الإجراءات الصارمة عليهم، ومنع مئات المصلين من الوصول إلى الأقصى في أيام الجُمع.

ولفت المرصد إلى أنه أمام كل هذه التحديات ومحاولات التهويد الزماني والمكاني التي يتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، يبقى النضال الفلسطيني دفاعًا عن الأقصى المبارك هو الصخرة التي تتحطم وتتهاوى أمامها المخططات الصهيونية والآمال الزائفة.

وثمن المرصد تجديد العائلات والعشائر المقدسية مبادرة “رباط الحمائل” في صلاة الفجر؛ بهدف التواجد في المسجد، بالتناوب بين العوائل والحمائل، لقطع الطريق أمام الاحتلال والمستوطنين المتطرفين، كما أدى نحو 200 ألف مصلٍّ صلوات الجُمع داخل باحات الأقصى المبارك خلال سبتمبر الماضي؛ في أبلغ رد على الاحتلال وجماعاته المتطرفة، بأنه لا مجال للمساس بقدسية الأقصى المبارك.

وشدد مرصد الأزهر على أنه ما يحدث ينذر بتأجيج الصراع وإشعال الأوضاع ليس فقط داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنما في المنطقة بأسرها، مجدداً رفضه القاطع لجميع الممارسات والتصرفات الصهيونية التي تمثل انتهاكًا للوضع الديني والتاريخي والقانوني القائم داخل المسجد الأقصى.

Exit mobile version