مصر.. خبير دوائي في حوار خاص لمواجهة مستجدات “كورونا”

 

د.عبد الصمد خطاب:

–        المراحل الأولية كانت تنقصها الوعي.. ووجوده وقاية

–        الاستمرار في الإجراءات الاحترازية مهم بلا إغلاق

–        اللقاحات تقي من خطوة الأعراض وتوقف نزيف الموت

–        مستقبل الدواء مبشر في مواجهة هذا الوباء وغيره

 

 

 د.عبد الصمد خطاب، خبير دوائي متخصص في علم الأحياء الدقيقة ” الميكروبيولوجيا”، ومستشار لعدد من شركات الأدوية بمصر، ومهتم بالتعليم الطبي المستمر، متلمس يومياً بحكم عمله وعلاقاته مع شركات الأدوية بما يستجد في المسار العلاجي والدوائي خاصة مع تطورات فيروس كوفيد 19 – كورونا.

وجاءت إجابات د. خطاب على أسئلة “المجتمع” كي تضعنا على حقائق الأمور في مستجدات الوباء بمصر، وتأخذ بأيدينا نحو الوقاية والتعافي خاصة وأنه يؤكد أنه مستبشر بالتطور العلمي في صناعة الدواء لمواجهة ذلك الوباء وغيره.

المهمة مشتركة!

* كيف تقيم آليات المواجهة المصرية في الموجات السابقة شعباً وسلطة ؟!

** فى بداية موجات كورونا وخلال الموجة الأولى والثانية كان هناك نقص حاد في المعلومات الحقيقية عن هذا الفيروس، وبالتالي تم التعامل معه بالخوف والحذر، و مع عدم وجود علاج دوائى متخصص أو لقاح كانت الدلائل تشير إلى وضع كارثي منتظر.

وكان المسار الأمثل هو زيادة الوعي الشعبي بالوباء وأضراره وطرق الوقاية وقد قدمت الحكومة بعض النجاحات فى سياق زيادة الوعي من خلال برامج إعلامية وإعلانية عدة حققت الهدف منها بشكل ما.

وكانت الإستجابة الشعبية متفاوتة في مراحلها الأولى، وبدأت تزداد تدريجياً بعد الإجراءات الحكومية المشددة، والتي أوصت باتباع الإجراءات الاحترازية المعلنة للوقاية من الفيروس مثل ارتداء الكمامة واستخدام المواد المطهرة وتجنب الأماكن المزدحمة وعدم الاختلاط، والذهاب إلى أقرب مستشفى حال ظهور أي أعراض وغيرها، وفرضت في مرحلة لاحقة غرامات مالية.

إصابات أعلى!

*الحكومة المصرية تحذر من المواجهة الرابعة.. ما الفرق بين هذه الموجة وما قبلها؟

** بدأت الموجة الرابعة لفيروس كورونا في عدد كبير من الدول ومنها مصر، حيث بدأت أعداد الإصابات تتزايد مرة أخرى في الفترة الأخيرة، وأعلنت وزارة الصحة أن ذروة الموجة الرابعة لفيروس كورونا ستكون خلال الأسابيع المقبلة.

وأتوقع كمتخصص في علم الأحياء الدقيقة “الميكروبيولوجي”، أن تكون إصابات الموجة الرابعة أعلى من الموجتين الثانية والثالثة، نظرا لقوة انتشار متحور دلتا، وستكون ذروة الموجة الرابعة خلال شهر أكتوبر والنصف الأول من شهر نوفمبر لهذا العام.

وأعتقد أن الوفيات من كورونا في الموجة الرابعة ستكون موجودة في الفئات الغير مطعمة بنسبة كبيرة، أما نسبة الوفيات ضمن الذين تلقوا اللقاح ستقل وقد تقارب الصفر حتى في ظل وجود متحور دلتا، لأن اللقاح يقي بالفعل من خطورة أعراض كورونا.

 * الفروق بين الطفرات الفيروسية للموجات السابقة بما فيهم متحور دلتا لا تدعو للخوف على الإطلاق لكن يجب الأخذ بالإجراءات الاحترازية.

كما نؤكد على ضرورة التسجيل لدى الجهات المتخصصة بمصر لأخذ اللقاح وحتى يتثنى لنا حماية أنفسنا من المضاعفات الخطيرة لمتحور دلتا.

*كيف ترى مسار التلقيح في مصر وأبرز اللقاحات في وجهة نظرك؟

 التلقيح هو أحد المسارات الفعالة والتى تحد من انتشار الفيروس وتقلل حدة الأعراض التي يسببها.

وتتوافر في مصر مجموعة من اللقاحات لتناسب الفئات المختلفة من المواطنين، فهناك:

لقاح سينوفارم وهو اللقاح الصيني، عبارة عن جرعتين يفصل بينهما 21 يوماً.

ولقاح إسترازينكيا، عبارة عن جرعتين يفصل بينهما شهراً واحداً، ولقاح سينوفاك، وهو لقاح صيني مصري، هو عبارة عن جرعتين يفصل بينهما 21 يوماً.

أما لقاح جونسون اند جونسون فالبعض يحرص عليه لأنه أمريكي، وهو عبارة عن جرعة واحدة، وخصص في مصر للمسافرين.

ولقاح سبوتنيك الروسي عليه سؤال وهو عبارة عن جرعتين يفصل بينهما 21 يوما.

ولقاح فايزر، يحرص عليه البعض، وهو عبارة عن جرعتين يفصل بينهما 21 يوما ومخصص لأغراض السفر.

لاخوف من اللقاح

* بعض المواطنين تخشى من اللقاح … ماذا تقول لهم؟

** نؤكد أن لقاحات كورونا آمنة، حيث أنها خضعت لاختبارات سريرية لإثبات أنها تتوافق مع الشروط العالمية لضوابط الدواء، وتحت إشراف منظمة الصحة العالمية، والتي أوصت بضرورة استخدام هذه اللقاحات من أجل حماية الفرد والمجتمع و للحد من انتشار فيروس كورونا.

ورغم أن فيروس كورونا مستمر في الانتشار، وهناك العديد من الإصابات فإن اللقاح على الأقل يمنع زيادة تفشي الفيروس وبالتالي عدم زيادة حالات الوفاة، كونه واقي جيد من خطورة الأعراض.

وباختصار.. فإن اللقاحات تدرب أجسادنا و جهازنا المناعي، على كيفية مكافحة العدوى، عن طريق منعها استقبال الفيروس، وأن تكون حاضنة له.

مستقبل واعد

*    بحكم تخصصكم … هل مستقبل الدواء قادر على استيعاب الأوبئة مثل كورونا وما يستجد ؟

نعم بكل تأكيد.. فهناك جهات بحثية عالمية تعمل ليل نهار على اكتشاف أدوية لكافة الأمراض النادر منها والمنتشر كفيروس كورونا.

والتطور العلمي الهائل هو ما يعطينا بارقة أمل للوصول للأدوية التى نحتاجها لعلاج الأمراض المختلفة.

ومستقبل صناعة الأدوية مبشر جدا في مواجهة الأوبئة بسبب التطور الكبير في تكنولوجيا صناعة الدواء.

Exit mobile version