باحث وأكاديمي عراقي لـ”المجتمع”: الانتخابات العراقية سيكون لها انعكاسات على المحيط العربي والإقليمي

 

أكد الباحث والأكاديمي العراقي د. محمد الحديثي أن الانتخابات البرلمانية العراقية التي ستجرى غداً الأحد ستشهد تنافساً كبيراً بين القوى والأحزاب السياسية في البلاد، متوقعاً أن تزيد نسبة المشاركة في هذه الانتخابات مقارنة بالانتخابات السابقة في عام 2018م التي لم تتجاوز النسبة فيها 20%، مشيراً إلى استطلاعات رأي لمراكز عراقية داخلية وخارجية بأن تصل بين 35 % الى 40 %.

د. محمد الحديثي

وأوضح الحديثي في حديثه لـ”المجتمع” بأن الانتخابات الحالية ستجرى في غير موعدها الدستوري، وكان من المفترض أن تجرى في منتصف يونيو الماضي، ولكن لم تكن هناك استعدادات فنية ولوجستية وقانونية بالحد اللازم ما استدعى لتأجيلها إلى موعدها في 10 من أكتوبر الجاري.

تنافس كبير بين القوى والأحزاب السياسية على مقاعد البرلمان العراقي

وحول تأثير الانتخابات العراقية على المحيط العربي والإقليمي، أوضح الحديثي أن الانتخابات سيكون لها انعكاسات على المحيط العربي والإقليمي، تتعلق بالتفاهمات السياسية الأخيرة بين السعودية وإيران.  

قانون جديد

وذكر الحديثي أن العراق سيشهد تطبيق قانون جديد لأول مرة يطلق عليه نظام الدوائر المتعددة، مشيراً إلى أن القوانين السابقة كانت تتعامل على أساس أن المحافظة دائرة انتخابية واحدة، لافتاً إلى أن العراق يتألف من 18 محافظة.

لأول مرة.. العراق سيشهد تطبيق قانون انتخابي جديد قائم على نظام الدوائر المتعددة

وأشار إلى أنه تم تقسيم المناطق في قانون الانتخابات الجديد إلى 84 دائرة قسمت وفق الإحصاءات السكانية على الرغم من وجود تحفظات بالنظر الى عدم وجود إحصاء سكاني حديث في العراق، حسب تعبيره.

تحفظات واعتراضات

وبين الحديثي أن القانون الجديد لاقى العديد من الاعتراضات من عدد من القوى السياسية والناشطين؛ لأن الدوائر لم يتم تحديدها بشكل عادل بين جميع المحافظات.

الدوائر الانتخابية

استعرض الحديثي الخارطة الانتخابية في العراق، وقال إن مجلس النواب العراقي يتألف من 329 نائباً، ويختار الناخبون 320 نائباً وهناك 9 نواب يتم اختيارهم على نظام الكوتة للأقليات الدينية والقومية.

فيما يصل عدد المواطنين الذين يحق لهم الانتخاب 24 مليون و 900 ألف.

وأشار إلى أن عدد المقاعد الانتخابية وفق نظام الدوائر المتعددة، على النحو الآتي:

– محافظة بابل لها 17 مقعداً مقسمة إلى 4 دوائر انتخابية

– محافظة بغداد 69 مقعداً مقسمة إلى 17 دائرة

– محافظة دهوك 11 مقعداً مقسمة إلى 3 دوائر

– محافظة ديالى 14 مقعداً مقسمة إلى 4 دوائر

– محافظة ذي قار في جنوب العراق 19 لها مقعداً مقسمة إلى 5 دوائر

– محافظة صلاح الدين 12 مقعداً مقسمة إلى 3 دوائر

– محافظة كربلاء 11 مقعدا مقسمة إلى 3 دوائر

– محافظة أربيل 15 مقعدا مقسم الى 4 دوائر

– محافظة الأنبار 15 مقعدا مقسمة الى 4 دوائر

– محافظة البصرة 25 مقعدا مقسمة إلى 6 دوائر

– محافظة السليمانية 18 مقعدا مقسمة الى 5 دوائر

– محافظة القادسية 11 مقعدا مقسمة الى 3 دوائر

– محافظة المثنى 7 مقاعد مقسمة الى مقعدين

– محافظة النجف 12 مقعدا مقسمة الى 3 دوائر

– محافظة كركوك 12 مقعدا مقسمة الى 3 دوائر

– محافظة ميسان 10 مقاعد مقسمة الى 3 دوائر

– محافظة نينوى كبرى المحافظات بعد بغداد 31 مقعداً مقسمة إلى 8 دوائر

محافظة واسط 11 مقعدا ولديها 3 دوائر

 

تنافس سياسي كبير في المناطق المختلطة

تفاوت في نسب الترشيح

وذكر الحديثي أن هناك تنافس سياسي كبير في المناطق المختلطة التي تضم مكونات سنية وشيعية وكردية، مضيفاً “على العكس هناك تراجع في المناطق المغلقة التي تمثل لون اجتماعي واحد”.

وقال: إن دائرة المنصور وهي دائرة رقم 12 والتي تعتبر قلب العاصمة بغداد وفيها أغلبية سنية يتنافس فيها 39 مرشحاً وعدد الدوائر فيها 5.

بالمقابل، أشار الحديثي إلى تراجع في عدد من الدوائر، مثل محافظة دهوك، حيث تضم دائرة فيها 4 مقاعد ترشح لها 8 مرشحون فقط، وهذا يعود لاعتبارات بعضها سياسية واقتصادية واجتماعية، وبعضها متعلق بالتنافس السياسي والحزبي.

الخارطة الانتخابية

وفق الحديثي، تنقسم الخارطة الانتخابية في العراق إلى 3 أطراف:

1. القوى الشيعية التي تحصل عادة على أعلى عدد الأصوات بالنظر لمجموعة اعتبارات، وتضم أكبر تحالفين هما:

– الكتلة الصدرية تمثل التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، وهو قاد تحالف سائرون وحصل على أكبر المقاعد لعام 2018م، وكانت صاحبة الكلمة في تشكيل حكومة عبدالمهدي والكاظمي

– كتلة الفتح بزعامة هادي العامري، وتضم الفصائل الشيعية المسلحة والتي تمثل دوراً في الواقع السياسي العراقي لاعتبارات سياسية وأمنية وطائفية واقتصادية.. وغيرها.

– تحالف قوى الدولة الوطنية بزعامة عمار الحكيم يضم تيار الحكمة، وائتلاف النصر بزعامة حيدر العبادي.

– ائتلاف دولة القانون يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.

ولفت الحديثي إلى أن ائتلاف دولة القانون يحظى بفرصة جيدة في الحصول على عدد أكبر من مقاعد البرلمان من التي حصل عليها في 2018م.

قوى أخرى:

واعتبر الحديثي دخول حركة حقوق الجناح السياسي لكتائب حزب الله وهو تشكيل سياسي جديد لأول مرة بزعامة حسن يوسف، متغير كبير في الانتخابات بالنظر لطبيعة التنافس الذي يكتنف الواقع السياسي بالعراق.

وبالحديث عن تيارات أخرى، أشار الحديثي إلى أنها أقل أهمية وفاعلية ولن تحصل على عدد كبير من الأصوات، وهي:

– كتلة الوفاء يقودها عدنان الزرفي

– كتلة العقد الوطني فالح الفياض، انضوى فيها الحزب الإسلامي واشترك معها في انتخابات 2018 و 2021

– كتلة النهج الوطني الذي يمثل حزب الفضيلة

– تيار الفراتين

– كتلة اقتدار وطن

وأشار إلى أن هناك متغيرات ستؤثر على سلوك القوى الشيعية، لاسيما في وجود دور ودعم إيراني لتيارات على حساب تيارات أخرى، وهو عامل مهم ومتغير فاعل في خارطة التحالفات الانتخابية والتشكيل القادم، لافتاً إلى أن تعدد القوى سيصعب عملية اختيار رئيس وزراء توافقي بين هذه القوى.

2. القوى السنية:

انتقالاً لخارطة القوى السنية، قال الحديثي لـ “المجتمع”: إن خارطة التحالفات ربما لم تتغير كثيراً عن انتخابات عام 2018م.

وبين أن انتخابات 2021م تشهد تحالفين أساسيين سنيين، هما:

– تحالف التقدم الوطني بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ومرجح أن يحصل على أكبر مقاعد المكون السني.

– تحالف عزم العراق الذي يتزعمه رئيس المشروع العربي الشيخ خميس الخنجر.

تحالفات سنية أخرى:

أشار الحديثي إلى أن هناك تحالفات سنية أقل أهمية وفاعلية ولن تحصل على عدد كبير من الأصوات، وهي:

– كتلة “العقد الوطني” والتي انضوى فيها الحزب الإسلامي، ومن المرجح أن يحصل على مقعد واحد أو اثنين.

– حزب “متحدون للعراق” يترأسه أسامة النجيفي والذي شهد تراجعاً كبيراً في الانتخابات الماضية.

– حزب “الجماهير” يتزعمه احمد الجبوري (أبو مازن) محافظ محافظة صلاح الدين السابق، وهو يمتلك قاعدة شعبية واسعة في محافظة صلاح الدين ربما سيحظى بعدد من المقاعد.

– حزب المشروع الوطني العراقي يتزعمه جمال الضاري، فشل في الحصول على مقاعد في الانتخابات السابقة، مرجحاً حصوله على مقعد أو مقعدين.

3. التحالفات الكردية:

واستعرض الحديثي الأحزاب والتحالفات الكردية، وقال: ربما لا تشهد تغيراً بين الحين والأخر، وهي على النحو الآتي:

– الحزب الديمقراطي الكردستاني ويرأسه مسعود البرزاني، ومن المرجح أن يتصدر قائمة الأحزاب الكردية.

– تحالف كردستان بدعم من قبل الرئيس العراقي برهم صالح، ويضم الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير، وهو أقرب إلى إيران على عكس “الديمقراطي الكردستاني”.

وأشار إلى أحزاب كردية أخرى صغيرة كجماعة العدل (إسلامية).

تحديات المكون السني:

ذكر الحديثي أن المكون السني العراقي يواجه مجموعة من التحديات بعضها داخلي وخارجي، وبعضها الآخر على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني والاجتماعي، مؤكداً أن مرحلة “داعش” أسهمت بشكل كبير في التأثير على المكون السني، وفي طبيعة المسار السياسي للقوى السنية وغياب الكلمة الواحدة والدولة الراعية للمكون السني.

تفاهمات إقليمية ستساهم في تهذيب السلوك الإيراني في المنطقة

 الدور الإيراني.. وتفاهمات إقليمية

يرى الحديثي أن هناك مبالغة في الحديث عن هيمنة إيران على القرار السياسي العراقي، وأن الأمور لا تصل إلى حد أن القرار لا يصدر إلا بموافقة إيرانية.

أما بخصوص التفاهمات الخارجية، فقال الحديثي: إذا ما نجحت السعودية في إجراء محادثات ناجحة مع إيران، لا سيما اذا ما نجحت إدارة بايدن في دفع ايران لتفاهمات أكبر مع السعودية ودول خليجية أخرى بشكل كبير سوف يقل الضغط الإيراني على العراق.

ووفق الحديثي، فإن هناك مجموعة من التفاهمات الإقليمية التي سوف تساهم بشكل كبير في تهذيب السلوك الإيراني في المنطقة، ولا سيما في العراق.

ويتنافس في الانتخابات 3249 مرشحاً و21 تحالفاً و109 أحزاب، بحسب وكالة الأنباء العراقية.

Exit mobile version