تونس.. أحد أنصار الانقلاب من بين شخصيات “وثائق باندورا”

 

يتحدث العالم عن التحقيق الاستقصائي الذي قام به موقع “إنكفادا” وتضمن أسماء عربية من حكام ومشاهير وسياسيين، من بينهم رئيس حزب “مشروع تونس” الذي يحيل على نشاط اقتصادي أكثر منه سياسي، كما يقول البعض، بعدما ظهر اسم محسن مرزوق، وهو أحد أنصار الانقلاب، ضمن قائمة شركات “الأوفشور”.

عرف بمناصرته للانقلابي حفتر وزيارته عدة مرات إلى بنغازي والتقاطه الصور معه

مرزوق في القائمة

محسن مرزوق، ليس مناصراً للانقلاب وداعياً لما يسميه الجمهورية الثالثة فحسب، بل عرف بمناصرته للانقلابي خليفة حفتر، وزيارته عدة مرات إلى بنغازي والتقاطه الصور معه.

كما إنه معروف بعلاقاته مع السياسي الفلسطيني محمد دحلان، حيث نشر موقع “إنكفادا” التونسي تحقيقاً استقصائياً قال: إنه ضمن أكبر تعاون صحفي استقصائي في التاريخ نشره الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، وساهم فيه نحو 600 صحفي من 117 دولة حول العالم، ويستند إلى حوالي 11.9 مليون وثيقة، مصدرها 14 شركة للخدمات المالية، وسلط الضوء على أكثر من 29 ألف شركة “أوفشور”.

وكشفت الوثائق عن تواصل مرزوق مع مكتب المحاماة “موساك فونسيكا” عام 2014 للاستفسار حول آليات فتح شركة “أوفشور”، ثم قام في نفس السنة بإنشاء شركة “إيقل وان” بالجزر البريطانية “جزر فيرجن” عن طريق شركة التي دفع لها حوالي 1791 جنيه إسترليني.

“أنكفادا”: مرزوق أسس شركة “إيقل ون” بجزر فيرجن البريطانية إحدى ملاذات التهرب الضريبي

وذكر الموقع أنه تم، في 16 ديسمبر 2014، تسجيل شركة مرزوق تحت مسمى “إيقل وان للاستثمارات القابضة ذات المسؤولية المحدودة” (Eagle One Investments Holdings Limited) في مدينة رود تاون، عاصمة الجزر العذراء البريطانية.

هذا الأرخبيل الممتد على قرابة 50 جزيرة هو جزء من أراضي ما وراء البحار التابعة للمملكة المتحدة، ويُعرف بكونه جنة ضريبية حيث الضرائب المفروضة ضئيلة أو تكاد تنعدم، وتختفي المعاملات البنكية وراء ستار من التعتيم.

مرزوق يرد

في المقابل، علّق رئيس حزب حركة مشروع تونس محسن مرزوق، على ما نشره موقع “إنكفادا”، حول تأسيسه لشركة غير مقيمة بإحدى ملاذات التهرب الضريبي.

وفي تدوينة له على “فيسبوك”، أكد مرزوق أنه تعاون بشفافية مع الصحفي المكلّف من “إنكفادا” وأجابه عن كل أسئلته في مناسبتين.

وشدد مرزوق على أنه لم يضخ أموالاً من تونس في حساب الشركة ولا أموالاً منها لتونس ولا غيرها، مؤكداً أن الشركة لم يكن لها حساب، وهو ما أكده تقرير “إنكفادا”.

ولم يقل مرزوق ماذا قال للصحفي من “إنكفادا”، حيث اعترف بأنه جمع أموالاً، ولم يكن متأكداً من مستقبله، ففكر في العودة لسالف نشاطه المالي خارج البلاد، كما هو مثبت في تقرير “إنكفادا” على الإنترنت.

مرزوق: لم يقع ضخ أموال من تونس في حساب الشركة.. ولم يكن لها حساب

محل تتبع قضائي

تجدر الإشارة إلى أنه سبق ورود اسم مرزوق في عمل صحفي استقصائي عام 2016 والمعروف باسم “أوراق بنما”، التي أشارت أيضاً إلى امتلاك مرزوق شركة “أفشور” بأحد الملاذات الضريبية.

وسبق أن كشف تحقيق نشره الاتّحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، الأحد 3 أكتوبر 2021، أن العديد من القادة ورئيس وزراء التشيك أندريه بابيس، ورئيسا كينيا أوهورو كينياتا، والإكوادور غييرمو لاسو، أخفوا ملايين الدولارات عبر شركات خارجية “أوفشور” لا سيما لأغراض التهرب الضريبي.

وورد ذكر نحو 35 من القادة والمسؤولين الحاليين والسابقين في الوثائق التي حللها الاتحاد في إطار ادعاءات تراوح بين الفساد وغسل الأموال والتهرب الضريبي.

وأشار البعض إلى الأسباب المالية للخلافات التي جرت بين قادة حزب “نداء تونس” الذي كان مرزوق مسؤولاً بارزاً فيه، ورئيساً لحملة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي الانتخابية، التي حظيت بدعم سخي من إحدى الدول العربية وربما أكثر من دولة، وهو محل تحقيق قضائي بعد رفع القيادي السابق في الحزب لزهر العكرمي شكوى في الغرض للقضاء التونسي.

Exit mobile version