تمارين نحو التغيير

 

عندما اقرأ كتاب أو مقال أو منشور ورقي كان أو إلكتروني، يحكي قصة معينة أو طرفة أو موقف، يحمل عدة معاني عظيمةً وقيم، وسلوك يرغب فيه كل سوي، سرعان ما أتأثر لأني وجدت بغيتي في إصلاح نفسي والتأسي في من سبقني، وأول تفكير أقوم به هو تمرير ذلك المنشور لغيري، سواء لأبنائي أو أرحامي أو أحبابي وأصحابي، متناسياً نفسي التي هي أولى أولاً بالبناء والتشييد، وتوقها للدرجات الرفيعة، وتسوّرها شرفات العز، على نحو أحلم فيه كإنسان مسلم، رغم إيماني بنقص الإنسان لأنه لا كمال إلا لله وحده..!

نعم أتأثر وأرغب بإصلاح ذاتي بعدما قرأت مواقف وأقوال وأخلاق وحكم تجعلني بعد توفيق الله عز وجل كما أريد وأرغب، ولكن عند المواقف الحقيقية يتخاذل العزم عندي، وتضعف النفس، و يتبدد كل شيء..!

ولا أستطيع تطبيق ما قرأت وما أثر في معنوياتي وحفزني لذلك التغيير، فما هي المشكلة؟ وما هو الحل؟

المشكلة هو عدم تعاهد ذلك التغيير الذي ترغب به، سواء كان تغييير عادة غير مرغوب فيها، أو إضافة سلوك قيمي جديد في حياتي..  والحل ببساطة هو التمرين!

نعم فكما تتمرن وتقوم بتدريب ذهنك على الحفظ وسعته أو سرعته وما شابه ذلك، أو على مهاراتك في العمل والوظيفة لتطويرها، وكما تتمرن وتهتم بتدريب جسدك على أداء التمارين والمهارات، كذلك السلوك والتغيير يحتاج منك ذلك.

اختر قيمة أو سلوك لا ترغب به وتريد تغييره وابدأ هذا التمرين اليومي عليه:

1- الدعاء: (فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) (وقال ربكم ادعوني استجب لكم) (قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم) وفي الحديث الله عز وجل حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل يديه أن يردهما صفراً خائبتين.

فاطلب منه بإلحاح هذا الطلب وأقرنه بدعائك اليومي، وتوكل عليه (إن الله يحب المتوكلين).

2- اجعل معك ورقة أو كارت في الجيب تكتب فيه القيمة التي تريد أو السلوك الذي لا ترغب به، واقرأها مثلاً وراء كل صلاة (خمس مرات) حتى تثبت لأن أوقات الصلاة تغطي اليوم كله.

3- ضع ورقة لاصقة بالأماكن التي تعتاد الجلوس فيها في يومك وليلتك مثل: مكتبك بالعمل – مكتبك في البيت – مقود السيارة أو التبلون – عند سريرك – عند المرآة التي تنظر بها يومياً .. الخ

4- القراءة: اقرأ كثيراً حول هذا الموضوع ستجده في السير والتراجم خصوصاً حول حياة الصحابة وفي قصص العلماء والصالحين فهذه القراءات ينبغي العناية بها وتعاهدها خلال الأسبوع، فقصص الأسوة الحسنة هي التي تقوم بالتغيير الجذري لهويتنا وشخصيتنا.

5- الاستماع: استمع تحديداً حول القيمة التي تريد وكرر كلام المحاضر أو المختص، واحفظ عباراته أيضاً ففيها نفع، اجعلها خمس أيام في الأسبوع لا تتعدى خمس إلى ثماني دقائق.

6- التأسي بأخلاق من حولك، فحتما ستجد عادة أو قيمة جميلة في أحد أصحابك الصالحين، أو سلوك لا ترغب به ستجد عكسه أو المغاير له في أحدهم.

7- عند شعورك بالتغيير المطلوب، لا تنسى أن تتعاهد ذلك مرة في الأسبوع على الأقل، فإن القلوب تتقلب والنفس تعجز وتكسل، لابد من شحذ الهمة باستمرار.

8- ابتعد عن البيئات والمجالس التي ترجع لك هذه العادة، فمن ترك شيء لله عوضه الله خير منه، وكما قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب).

Exit mobile version