“جسر يسوع” جوي لإنقاذ مسيحيي أفغانستان.. سيطرة طالبان تكشف حجم التبشير والردة بين الأفغان

 

وسط فوضي ترحيل “المتعاونين” الأفغان مع الاحتلال الغربي لأفغانستان، تكشفت حقائق كثيرة عن جانب آخر من الغزو الغربي لأفغانستان هو الغزو التبشيري والتنصيري الذي نجح في ارتداد قرابة من 10 إلى 12 ألف أفغاني مسلم عن دينهم وكانوا هم محور قلق المنظمات والتحالفات المسيحية الانجيلية في أوروبا عقب عودة حكم طالبان.

قبل أن تنهي ألمانيا جسرها الجوي يوم 26 أغسطس/ آب 2021م بيومين لنقل قرابة 5200 شخص من 45 دولة من أفغانستان منهم 4200 أفغاني و505 ألماني، أطلقت منظمات مسيحية نداءات استغاثة لإنقاذ المسيحيين الأفغان الذين قالوا إنه تم تنصيرهم.

مجلة IDEA التابعة لـ “التحالف الإنجيلي المسيحي” في ألمانيا تحدثت في العدد الأخير 24 أغسطس/آب 2021م عن خوف ومعاناة المسيحيين التي سيعيشونها بعد استيلاء طالبان على السلطة في أفغانستان.

وطالبت بإقامة “جسر يسوع” الجوي لإنقاذ “آلاف المسيحيين” الخائفين على حياتهم في أفغانستان.

أفغانستان دولة إسلامية ونسبة المسلمين فيها قرابة 100 %، منهم 90 % مسلمون سنة وقرابة 10 % مسلمون شيعة، وأقليات قليلة للغاية من المسيحيين والسيخ والهندوس وغيرهم يشكلون قرابة 0.3 % من السكان بحسب تقرير لمعهد بيو الأمريكي 2012م.

وتؤكد المصادر الغربية أن السيدة رولا غني زوجة الرئيس الأفغاني الذي ترك الحكم لطالبان أشرف غني هي مسيحية مارونية، من أصول لبنانية مسيحية، وكانت سيدة أفغانستان الأولى، وهربت مع زوجها فور سيطرة طالبان.

مع هذا لا تكف جماعات الإنجيل والتيارات المسيحية في أوروبا وأمريكا عن الصراخ من أجل إنقاذ هؤلاء الأفغان الذين ارتدوا عن الإسلام خلال الاحتلال الغربي للبلاد والذي دام قرابة 20 عاماً.

قالوا إن كثير منهم حاول الخروج من البلاد في فوضي مطار كابل أو من مناطق أخرى، والبقية لا يخرجون من بيوتهم خوفاً، رغم أن طالبان أعلنت عفواً عاماً عن الجميع.

بجانب التحالف المسيحي الألماني، دعا التحالف الإنجيلي العالمي 24 أغسطس/آب 2021م لإنقاذ “الأفغان الذين غيروا دينهم وأصبحوا مسيحيين”.

“خبير حقوق الإنسان” في التحالف الإنجيلي العالمي، اللبناني وسام الصليبي، زعم في اجتماع لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في جنيف في 24 أغسطس/آب الجاري “أنهم الآن معرضون لخطر أكبر”.

قبل هذا دعت دراسة استقصائية أجريت بالتعاون مع المركز الدولي للمعلومات والحرية الدينية في ألمانيا (IIRF-D)، وكلية اللاهوت الحرة في غيسن 30 أكتوبر/ تشرين أول 2019م “حول ترحيل الذين غيروا دينهم إلى المسيحية” لسرعة التحرك مع ظهور انتصارات طالبان.

10 إلى 12 ألف مرتد

تحدثت الدراسة عن وضع 6516 شخص من بلدان إسلامية كانوا تحولوا إلى الدين المسيحي ويعيشون في ألمانيا والتخوف من ترحيلهم لبلادهم وبينهم أفغان.

وزعم “التحالف الإنجيلي العالمي” أن المسيحيين الآن في خطر أكبر في أفغانستان بعد استيلاء طالبان على السلطة ونقل عن “قائد مسيحي في أفغانستان” أن المسيحيين هناك (المرتدين عن الإسلام) خائفون ويقبعون في منازلهم لتجنب استهداف مقاتلي طالبان لهم.

وقال “القائد المسيحي في أفغانستان”، والذي تم حجب اسمه لأسباب أمنية، للمحكمة الجنائية الدولية، إننا نطلب من الناس البقاء في منازلهم لأن الخروج الآن أمر خطير للغاية، مضيفًا أنه على الرغم من إعلان طالبان عن عفو ​​عام، إلا أن هناك مخاوف من أن يكون المسيحيين مستهدفين من قبل مقاتلي طالبان الذين يقومون بدوريات في شوارع كابل ومدن أخرى.

وذكر للمحكمة الجنائية الدولية أن المسيحيين في أفغانستان يتألفون بشكل شبه حصري من المتحولين (المرتدين) من الإسلام ويقدر عددهم بـ 10000 إلى 12000.

وقد كشفت مؤسسة Fondazione Meet Human الإيطالية 24 أغسطس/آب 2021م أنها ساعدت في نقل عائلة أفغانية مسيحية بها 8 أطفال من كابل إلى روما.

وقال على إحساني، وهو كاتب مسيحي أفغاني، لموقع Asia New إن المسيحيين الأفغان يتنقلون من منطقة إلى منطقة ويبحثون عن طرق لمغادرة البلاد لكن لا أحد يساعدهم.

وقال: “قدم الجيش الإيطالي وسائل نقل آمنة لمساعدة إحساني وتم إجلاء العائلة المسيحية على جسر جوي للمواطنين الإيطاليين واللاجئين الأفغان نظمته الحكومة الإيطالية”.

نقل الخمور بدل المتعاونين

الطريف أن صحيفة “بيلد” الألمانية قالت 17 أغسطس الجاري إن قوات البلاد العاملة في أفغانستان شحنت آلاف علب البيرة والنبيذ من هناك عوض عن إجلاء الأفغان الذين تعاونوا معها طوال السنوات الماضية من المسيحيين والمسلمين.

قالت إن الجيش الألماني أعطي أولوية لنقل أطنان وآلاف من زجاجات الخمور وعلب البيرة التي كانت مخصصه للجنود إلى ألمانيا على الطائرات ولم تكن هناك أولوية لنقل المتعاونين والمسيحيين من أفغانستان.

وهو ما يُظهر الأولويات التي تعطيها الحكومة الفيدرالية لأولئك الأشخاص في أفغانستان الذين عملوا هناك لسنوات من أجل ألمانيا وخاطروا بحياتهم وأطرافهم فهم أقل قيمة للحكومة الفيدرالية من علب البيرة.

أكدت الصحيفة الألمانية أنه تم نقل 29 حاوية بها مع ما يقرب من 65000 علبة من البيرة بالإضافة إلى 340 زجاجة من النبيذ والنبيذ الفوار عبر طائرات ترحيل اللاجئين الألمانية و22500 ليتر من الخمور ولم يتم نقل أفغان برغم أن الطائرات كانت بها سعة تسمح بذلك.

وانهي الجيش الألماني مهمته في أفغانستان بعد 20 عاماً من التواجد على أراضيها بإقلاع آخر طائرات الجيش الألماني يوم 26 أغسطس الجاري لإجلاء الرعايا الألمان والموظفين المحليين من أفغانستان.

وبذلك يكون جميع الجنود والدبلوماسيون الألمان قد غادروا أفغانستان، حسب تأكيدات وزيرة الدفاع والمستشارة ميركل، لكن لم يعرف مصير المسيحيين المرتدين الأفغان.

وتذكر العديد من المصادر الغربية أن هناك كنيسة سريّة تحت الأرض يرتادها ويعيش فيها مسيحيون أفغان محليين (مرتدين عن الإسلام)، وقدرت وزارة الخارجية الأمريكية حجم هذه المجموعة بما يتراوح ما بين 500 إلى 8,000 شخص.

وتزعم هيئة “مساعدة الكنيسة المتألمة” في أوروبا أن تطبيق الشريعة الإسلامية سيقضي على الحريات القليلة التي تم اكتسابها، والتبشير في أفغانستان.

وتتحدث عن أن “الخطر محدق بكل من لا يتّبعون نهج الإسلام الخاص بطالبان، بما في ذلك السّنة المعتدلون، والشيعة والجماعة المسيحية الصغيرة وباقي الأقليات الدينية مثل الهندوس والبهائيين والبوذيين”.

 

Exit mobile version