حرائق الغابات الحالية تجاوزت “الأزمة”

 

أعد فريق من العلماء، من بينهم د، ماثيو بوربونايس، من جامعة كولومبيا البريطانية أوكاناجان، ورقة تفصيلية عن خطة للحد من مخاطر حرائق الغابات في غرب كندا ومنع “مواسم الأزمات” مثل التي تواجهها كولومبيا البريطانية حاليًا.

بتطبيق عقود من الخبرة في إدارة حرائق البراري، وبيئة الحرائق، وأبحاث تغير المناخ والعمليات على الأرض، يصف مؤلفو الورقة بالتفصيل الأزمة التي تواجهها منطقة غرب كندا، ويقترحون مسارًا للعمل للحد من العواقب السلبية لحرائق الغابات المستقبلية.

يعمل د، بوربونايس، الذي أعد الورقة، أستاذًا مساعدًا في قسم علوم الأرض والبيئة والعلوم الجغرافية بكلية إيرفينج ك، باربر، وقد أمضي د، بوربونايس، قبل أن يصبح عضوًا في هيئة التدريس، سنوات في العمل كرجل إطفاء في البراري ويشعر الآن، أكثر من أي وقت مضى، هو ومعاونوه من مجتمع السكان الأصليين والأوساط الأكاديمية والحكومة ورجال الصناعة بالقلق بشأن ظروف الغابات، ويقولون: إننا بحاجة إلى القيام بما هو أبعد من ذلك لتقليل مخاطر حرائق الغابات بشكل استباقي.

وهذه خلاصة الورقة التي أعدها هو وفريقه:

إلى جانب التهديد المباشر للمنازل والناس، ما المشكلة الأكبر التي يجب معالجتها عندما يتعلق الأمر بحرائق الغابات؟

الأرقام مذهلة، من المحتمل أن نتحدث عن مئات إلى آلاف الوفيات المبكرة بسبب تأثيرات الدخان على صحة الإنسان، وعشرات إلى مئات الملايين من الأطنان من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تزيد من تعقيد الجهود المبذولة للتخفيف من تغير المناخ، ناهيك عن مليارات الدولارات في زيادة القمع، وتؤثر تكاليف الحرائق غير المباشرة سلبًا على النسيج الاجتماعي والثقافي والسياسي للمجتمع.

بحلول عام 2050، ستكون ما حدث في سنوات مثل 2017-2018 في كولومبيا البريطانية، ومن 2016-2019 في ألبرتا شائعاً، فنحن نشهد بالفعل دليلاً على عام آخر من سجل الأرقام القياسية في كولومبيا البريطانية، مع العديد من الحرائق وأوامر الإخلاء التي أدت إلى حالة الطوارئ، ويصر خبراء تغير المناخ وعلوم الحرائق على أن هناك نافذة محدودة للغاية –في العقد المقبل- ليتمكن المجتمع من أن يغير الأزمة بشكل إيجابي.

هل سنستمر في تحمل حرائق الغابات إن استمر نهجنا الحالي؟

لا، لن نتحمل التكاليف الباهظة لأحداث الحرائق والمواسم الأخيرة أبداً إذا سمح لها بالاستمرار بلا هوادة، حرائق الغابات الأخيرة كارثية، بما في ذلك حرائق الغابات في فورت ماكموري عام 2016، ومواسم الحرائق عامي 2017-2018 في كولومبيا البريطانية، وموسم حرائق عام 2019 في ألبرتا، تسببت في خسائر مباشرة بأكثر من 10 مليارات دولار، وتكاليف إخماد الحرائق بمليارات الدولارات، بالإضافة لعشرات المليارات من الدولارات تنفق في تكاليف غير مباشرة في كل من هذه الأحداث، لم نفكر بشكل كامل في فقدان مدينة ليتون بأكملها هذا الصيف، ومن الصعب تحديد الآثار السلبية على الصحة الاجتماعية والثقافية والبدنية والعقلية بسبب الخسائر في الأرواح وعمليات الإخلاء الناتجة عن الحرائق وانتشار الدخان.

كيف وصلنا إلى هنا؟ هل يتعلق الأمر فقط بتغير المناخ؟

يؤدي تغير المناخ دورًا كبيرًا، لكن الأمر أكثر تعقيدًا بكثير، على الرغم من أن الصور المأخوذة من ليتون وفورت ماكموري وكاليفورنيا وأستراليا تذكرنا بالآثار المدمرة المحتملة لحرائق الغابات على الأشخاص والبنية التحتية، فإننا ننسى أن حرائق الغابات جزء مهم من نظمنا البيئية، وأن كيفية إدارتنا للمسائل الطبيعية تساهم بشكل مباشر في أزمة حرائق الغابات الحالية، لكن المجتمع لم يكن أكثر عرضة للخطر من قبل حيث يعيش المزيد من الناس في مناطق معرضة للحرائق، ويؤدي تغير المناخ إلى إطالة موسم الحرائق وخلق ظروف مناخية أكثر قسوة.

في الماضي، كان الكثير من “مشكلة حرائق الغابات” مرتبطًا إما بوكالات إدارة حرائق البراري أو قطاع الغابات، وقد أدى هذا المنظور إلى مناقشة استمرت عقودًا حول كيفية تعظيم الحماية من الحرائق من خلال دمج أنشطة إدارة الحرائق والغابات، وهذا نموذج مبسط وغير كافٍ، لأن حرائق الغابات تؤثر على العديد من جوانب مجتمعنا وبيئتنا بما في ذلك الصحة والاقتصاد والتنوع البيولوجي ووظيفة النظام البيئي ومزيد من الأشياء المشابهة، ويجب أن تشرك إدارة حرائق البراري مؤيدين إضافيين، تتضمن السكان الأصليين والصناعة والمجتمعات، لمساعدة الناس على تعلم كيفية التعايش مع حقائق المشكلات الطبيعية والأنظمة البيئية التي تشمل حرائق الغابات، ويجب مع مرور الوقت العمل على الحد من آثارها الأكثر كارثية.

ما ينبغي القيام به؟ كيف يمكننا حماية الغابات والمواطنين والمجتمعات في غرب كندا وخارجها؟

يكمن التحدي في إنشاء خطة واقعية يمكننا تنفيذها بسهولة مع الاعتراف بالمصالح والموارد الحالية، هل يمكننا تخيل إستراتيجية فعالة للحد من حرائق الغابات تنجو من التغيرات السياسية والمتعلقة بالسوق التي شهدتها قارة أمريكا الشمالية خلال السنوات الأربع الماضية، إلى جانب الحقائق المالية للديون الحكومية المتزايدة؟ نعم، من خلال دمج القدرة على التكيف وتحديد المعالم لتكون بمثابة مؤشرات لكل من التقدم وتصحيح المسار، لدينا فرصة لتغيير ذي مغزى.

ببساطة، ما التوصية الرئيسة الواردة من هذا المستند التعريفي التمهيدي؟

الجواب ليس هيئة ملكية أخرى أو فريق عمل آخر، نحن نعرف ما يكفي عن الإجراءات التي يجب اتخاذها، ولا سيما في التعرف على حالة الطوارئ المتعلقة بتغير المناخ التي تواجه غرب قارة أمريكا الشمالية.

هناك فجوات معرفية وعدم يقين بالمحيط المنوط به تخفيف حرائق الغابات، هذا حقيقي، ولكن ينبغي ألا يعرقل العمل، وهذا يشمل، على سبيل المثال لا الحصر، آثار انحسار الغابات، والحرائق التي يمكن السيطرة عليها، وغرس الأشجار، وأعمال إعادة التأهيل والترميم، بالإضافة إلى تطوير إستراتيجيات للتعامل مع الكميات الهائلة من الوقود التي يجب إزالتها من غاباتنا بطريقة مستدامة بيئيًا.

ولحل هذه الأزمة، نحتاج إلى نوع جديد من الخطط الإستراتيجية، خطط تمتد لعقود عديدة وتكون وطنية ودولية في نطاقها ولكنها تتضمن بشكل هادف الحكومات المحلية وحكومات المقاطعات/ الولايات، ومن الأهمية بمكان أن تتلقى هذه الجهود دعمًا سياسيًا غير حزبي، وأن تكون قائمة على مبادئ وظيفة النظام البيئي ومرونته، وأن تكون شاملة وقابلة للتكيف، وينبغي للخطة أيضًا أن تستجيب لاحتياجات الأعمال والحكومة أثناء إنشاء ترخيص اجتماعي للعمل يتضمن مدخلات من الجمهور العام والسكان الأصليين ومجموعة واسعة من المنظمات غير الحكومية.

 

 

 

 

 

 

_______________________________

المصدر: موقع جامعة كولومبيا البريطانية.

Exit mobile version