شن مصريون حملة غاضبة على مواقع التواصل أثر كشف السلطات المصرية صور العملات الجديدة المصنوعة من مادة البوليمر البلاستيكية، بسبب التصميمات الموجودة على العملات والتي اعتبروها مسيئة لتاريخ مصر والأزهر الإسلامي.
النماذج الجديدة لشكل العملات الورقية نالت نقداً وسخرية واسعة على مواقع التواصل، حيث انتقدوا إحاطة صورة المسجد الأزهر بـ “علم المثليين” أو الرينبو على صورة العملة من فئة الـ 20 جنيهاً.
كما انتقدوا ألغاء صورة مسجد الرفاعي التاريخي من على العملة ووضع صورة لمسجد الرئيس عبد الفتاح السيسي في العاصمة الإدارية كدلالة على “رمز الجمهورية الجديدة” التي يجري الترويج لها في مصر مع افتتاح العاصمة الإدارية قريباً.
وانتقد مغردون شكل العملة الجديدة وكتبوا: “20 جنيه عليها علم المثليين و10 جنيه عليها مسجد عبد الفتاح السيسي من بين مئات المساجد الإسلامية والمعالم التاريخية!!”.
ونشرت الصحف المصرية اليوم صور العملات الجديدة ما أعقبه تدشين نشطاء هاشتاج “علم الشواذ” التي تصدر تويتر في مصر غضباً من الواقعة.
وقالت الصحف المصرية إن العملة بشكلها الجديد سيتم إصدارها في نوفمبر المقبل، من المطبعة الجديدة للبنك المركزي المصري، بالعاصمة الإدارية الجديدة، وهي مصنوعة من مادة البوليمر المعروفة إعلامياً بـ “النقود البلاستيكية”.
وكانت مصر قد أعلنت مطلع العام الحالي عن طرح عملات بلاستيكية صديقة للبيئة حيث تتمتع بعمر أطول من الورقية المتداولة حالياً، ويمتد عمرها الافتراضي لأكثر من 10 سنوات، مقارنة بعامين للعملات الحالية، كما أنها أقل تأثراً بالأتربة والرطوبة.
ويحمل التصميم لفئة العشرة جنيهات مصرية صورة لمسجد الفتاح العليم الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي في العاصمة الإدارية الجديدة يناير 2019م، وذلك بدلاً من صورة مسجد الرفاعي، أحد معالم العمارة الإسلامية بالقاهرة القديمة.
ويحمل تصميم العشرين جنيها صورة لمسجد محمد علي، والذي يحمل اسم مؤسس الأسرة العلوية التي حكمت مصر منذ بدايات القرن التاسع عشر، وحتى سقوط الملكية في خمسينيات القرن العشرين.
على إثر الانتقادات الواسعة على شبكات التواصل، قال مصدر مسؤول في البنك المركزي المصري لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن “النماذج المتداولة لصور العملات البلاستيكية من فئتي العشرة جنيهات والعشرين جنيهاً هي نماذج مبدئية وليست نهائية وقابلة للتطوير”، في إشارة للتراجع.
وقال مصدر أزهري لـ “المجتمع” إن الأزهر فوجئ بصورة علم المثليين يحيط بالمسجد على العملة الجديدة، وأنه رغم اعتبار البعض أنها صورة علم قوس قزح الملونة إلا أنها تسئ لصورة الأزهر، ولذا طالب علماء، شيخ الازهر بمخاطبة وزارة المالية لتعديلها.
كان الأزهر قد أعلن في عام 2017م أنه سيتصدى للمثليين بالطريقة نفسها التي يتصدى بها للإسلاميين المتطرفين. وعقدت إحدى الكنائس مؤتمراً مناوئاً للمثلية.
كما شهدت مصر عدة مرات تحركات ضد المثليين الشواذ، واعتقلت السلطات في اكتوبر 2017م عدد 22 شخصاً، في إطار حملة على المثليين بعد رفع عَلم قوس قزح الذي يرمز إلى المثلية خلال حفل موسيقي.
عملة الـ عشرة جنيهات وبها صورة مسجد الفتاح العليم بدلاً من مسجد الرفاعي أحد المعالم الأثرية الإسلامية بالقاهرة