لاعبات أوروبا يفضلن الاحتشام ويتمردن على “البكيني”

 

قبل أيام فَصَلتْ فرنسا -بلد الحريات والتنوير!-  إمام مسجد قرأ في صلاته آيات من سورة “الأحزاب” تتعلق بحجاب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا. وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا) (الأحزاب: 33-34).

قال الفرنسيون: إن ذلك يخالف قيم الجمهورية، وطبقوا على الإمام القانون العنصري الجديد الذي صدر مؤخراً، لمكافحة الإسلام الذي يسمى منع الانفصالية.

أخيراً فوجئ العالم باللاعبات الأوروبيات المشاركات في الدورة الأوليمبية في طوكيوا بارتداء ملابس محتشمة، ومنتفضين على البكيني الذي تفرضه اللجنة الأوليمبية عليهن في أثناء مبارياتهن أمام الجمهور.

فقد استبدل الفريق الألماني للجمباز النسائي الزي الرسمي الذي أقرته اللجنة الأوليمبية وهو البكيني، واخترن ارتداء زي يغطي كامل الجسد، في مُنافسات أولمبياد طوكيو، وأعلن الاتحاد الألماني للجمباز أن قرار الفريق النسائي الخاص به جاء لمُحاربة التمييز الجنسي في رياضة الجمباز!

وأصرت لاعبات منتخب النرويج لكرة اليد الشاطئية على استبدال الزي الرسمي “البيكيني” وارتداء “شورتات” بدلًا منه، وهو ما أدى إلى تغريم النرويج 1500 يورو لمُخالفتها لقواعد الرياضة.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال”، قد نشرت تقريرًا يتضمن آراء العديد من اللاعبات حول اختيار الزي الخاص بهن، فرأت بعض الفتيات أن الأزياء الرسمية للرياضات يجب أن تتسم بالموضوعية، حتى يلتفت الجميع للأداء الرياضي فقط دون الالتفات إلى الشكل الخارجي للفتيات، أي إلى أجسادهن أو أزيائهن.

وقالت إحدى اللاعبات المعتزلات: عندما كنت أنتهي من لعب مباراتي، أجد غالبية التعليقات تخص هيئتي من الخارج والزي الخاص بي دون الالتفات إلى الهدف الرئيس وهو الرياضة نفسها.

وأوضح تقرير الصحيفة أنه في عام 2004م، قرر “فيفا” تغيير قوانين الزي الخاص بسيدات كرة القدم كي يُصبح أكثر إثارة للمشاهدين، كما تم تغيير الزي الخاص بالكرة الطائرة، كي يصبح أكثر “عُريًا” من الزي الرجالي، وتعرض فريق ألمانيا للكرة الطائرة الشاطئية النسائي إلى التنمر خلال أولمبياد ريو دي جانيرو 2016م، بسبب ارتداء إحدى اللاعبات الحجاب وارتداء الأخرى زياً مُحتشماً تمامًا، ودعّمت العديد من المنتخبات آنذاك الفريق المصري الذي كانت لاعباته محجبات، وأقدمت بعض المُنتخبات على رفض ارتداء البكيني واستبداله إلى زي كامل دعمًا لمصر.

ولا ريب أن هذا التطور سيؤثر بصورة ما على طبيعة النظر إلى المرأة المشاركة في المسابقات الرياضية، وسيضع حداً لامتهان المرأة، والتعامل معها بوصفها سلعة رخيصة يستمتع المشاهد بجسدها، وليس أداءها. 

وهناك الآن بعض المنظمات النسائية الأوروبية التي تسعى إلى فرض احترام المرأة على اللجان المنظمة للأولمبياد، من خلال تشجيع الحجاب والاحتشام، وهو ما يؤكد أن الفطرة الإنسانية ترفض الابتذال والعري وكشف العورات.

Exit mobile version