الآن يمكن معرفة توقيت “الساعة البيولوجية” للجسم من خلال فحص الدم

 

ما “الساعة البيولوجية” للجسم؟

هي ساعة داخلية فطرية تسير ذاتياً، تتحكم بدورات النوم والاستيقاظ، فضلاً عن دورها الكبير في كل ما يخص الإنسان، بداية من إفراز الهرمونات حتى درجة حرارة الجسم.

ماذا تنفعنا معرفتها بالضبط؟

العديد من الأدوية يمكن أن تعمل بشكل أفضل وتؤدي إلى آثار جانبية أقل إذا تم تناول الدواء بشكل مناسب لتوقيت الجسم.

وجدت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة “كولورادو بولدر” في الولايات المتحدة أنه من الممكن تحديد توقيت الساعة البيولوجية للشخص عن طريق تحليل مجموعة من الجزيئات في الدم.

وقال كبير الباحثين، كريستوفر ديبنر: إذا تمكنا من فهم الساعة اليومية لكل فرد على حدة فيمكننا تحديد الوقت الأمثل من اليوم بالنسبة لهم لتناول الطعام أو ممارسة الرياضة أو تناول الأدوية.

على مدى عقود، عرف الباحثون أن “الساعة الرئيسة” المركزية في جسم الإنسان موجودة في منطقة من الدماغ تسمى “منطقة ما تحت المهاد” وهي تساعد على تنظيم دورة الجسم على مدار 24 ساعة.

في الآونة الأخيرة، كشفت الدراسات أن كل نسيج أو عضو في الجسم تقريباً يحتوي على جهاز توقيت داخلي متزامن مع تلك الساعة الرئيسة، يحدد متى تفرز هرمونات معينة، وكيف يعمل القلب والرئتان على مدار اليوم، وإيقاع عملية التمثيل الغذائي لدينا.

ما يصل إلى 82% من “جينات ترميز البروتين” التي تستهدف الأدوية تظهر أنماطاً مختلفة على مدار 24 ساعة، مما يشير إلى أن العديد من الأدوية يمكن أن تعمل بشكل أفضل وتؤدي إلى آثار جانبية أقل إذا تم تناول الدواء بشكل مناسب.

حتى بين الأشخاص الأصحاء يمكن أن تختلف دورات النوم والاستيقاظ من أربع ساعات إلى ست.

لكن الطريقة الوحيدة لقياس توقيت الساعة اليومية للفرد بدقة هي إجراء تقييم لـ”الميلاتونين الخافت”، وهو الهرمون الذي يزداد بشكل طبيعي في الجسم وقت النوم ويتضاءل في وقت اليقظة.

يتضمن هذا إبقاء الشخص في ضوء خافت، وسحب الدم أو اللعاب كل ساعة لمدة تصل إلى 24 ساعة.

الآن استخدم العلماء مقاييس أخرى في الدم يقومون بمراقبتها بديل هذا الإجراء المعقد، تقييم مستويات حوالي 4000 من المستقبلات المختلفة (مثل الأحماض الأمينية والفيتامينات والأحماض الدهنية التي هي منتجات ثانوية لعملية التمثيل الغذائي) في الدم.

استخدم الباحثون خوارزمية التعلم الآلي لتحديد أي مجموعة من المستقبلات مرتبطة بالساعة البيولوجية، مما خلق نوعاً من البصمة الجزيئية لمراحل الساعة البيولوجية الفردية.

وقال ديبنر، وهو الآن أستاذ مساعد في علم الحركة في جامعة يوتا: “استغرق هذا الإجراء الجديد في حدود ساعة واحدة تقريباً”.

وأشار إلى أن الاختبار كان أكثر دقة بشكل ملحوظ عندما يكون الناس مستريحين جيداً ولم يأكلوا مؤخراً.

وتابع ديبنر: “هذه خطوة مهمة إلى الأمام في تمهيد الطريق لطب الساعة البيولوجية، لتوفير العلاج المناسب للفرد في الوقت المناسب من اليوم”.

Exit mobile version