فضيحة “بيغاسوس” رؤساء في قائمة التجسس.. لماذا تتجسس “إسرائيل”؟

 

لا تزال تداعيات فضيحة “بيغاسوس” تتفاعل، مع الكشف عن قوائم مستهدفة بالتجسس على هواتفها، تضم رؤساء دول، ومسؤولين بارزين، بعد كشف التجسس على هواتف أكثر من 50 ألف صحفي وسياسي وناشط حقوقي من مختلف دول العالم يتردد في كل القارات.

ويسمح البرنامج، إذا اخترق الهاتف الذكي، بالوصول إلى الرسائل والصور وجهات الاتصال وحتى الاستماع إلى اتصالات حامله، ويمكن للبرنامج فتح الكاميرا وأخذ صور ومقاطع فيديو.

واندلعت مظاهرة ضخمة في الهند مطالبة بالتحقيق في فضيحة برنامج التجسس “بيغاسوس” حيث تبين من المعلومات أن الهند من بين الدول التي تجسست على النشطاء والصحفيين والمعارضين.

تقول صحيفة “واشنطن بوست”: إن جواسيس اليوم لم يعد مفروضاً عليهم التنقل كالسابق مثل جواسيس القرون السابقة، في إشارة إلى التجسس على الهواتف باستخدام برنامج “بيغاسوس” التابع لمجموعة “NSO”.

أرقام وشخصيات لافتة

من بين المستهدفين بالبرنامج ساسة أوروبيون بارزون كرئيس وزراء بلجيكا السابق، ورئيس المجلس الأوروبي الحالي شارل ميشيل، كما تم استهداف رقم والده لويس ميشيل، الذي كان عضواً في البرلمان الأوروبي حتى عام 2019.

الاسم الآخر البارز هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عثر على رقم هاتف يستخدمه منذ عام 2017 من بين الأرقام المستهدفة، حسب صحيفة “لوموند” الفرنسية.

كما عثر على أرقام تعود لأحد حراسه السابقين، ورقم وزير الخارجية جان إيف لودريان، ورئيس الوزراء الأسبق إدوار فيليب.

ونددت الحكومة الفرنسية بما وصفته بـ”وقائع صادمة للغاية”، وقال الناطق باسم الحكومة غابريال أتال لإذاعة “فرانس إنفو”: “إنها وقائع صادمة للغاية، وإذا ما ثبتت صحتها، فهي خطيرة للغاية”، وأضاف: “نحن ملتزمون بشدة بحريّة الصحافة، لذا فمن الخطير جداً أن يكون هناك تلاعب وأساليب تهدف إلى تقويض حرية الصحفيين وحريتهم في الاستقصاء والإعلام”.

ويتهم المغرب بالوقوف خلف استهداف أرقام الساسة الفرنسيين والبلجيك، بيد أن الرباط تنفي مسؤوليتها، وقرر المغرب رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية في باريس ضد منظمتي “فوربيدن ستوريز” و”العفو الدولية”، بتهمة التشهير على خلفية اتهامهما الرباط بالتجسس باستخدام برنامج “بيغاسوس”.

وتضمنت القائمة ملكاً واحداً، هو العاهل المغربي محمد السادس، و3 رؤساء بينهم الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونحو 10 رؤساء وزراء.

ومن الرؤساء المستهدفين أيضاً العراقي برهم صالح، والجنوب أفريقي سيرييل رامافوزا.

فيما استهدفت هواتف رؤساء وزراء باكستان عمران خان، ومصر مصطفى مدبولي، والمغرب سعد الدين العثماني.

وضمت القائمة مسؤولين حاليين وسابقين عرب بينهم اليمني أحمد بن دغر، واللبناني سعد الحريري، وآخرين.

وتابعت بأن فحص الطب الشرعي الذي أجراه مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو لـ67 هاتفًا ذكيًا مرتبطًا بأرقام في القائمة، أظهر أن 37 هاتفًا تم اختراقها بنجاح بواسطة “Pegasus” أو ظهرت عليها علامات محاولة اختراق.

ووجدت التحليلات التي أجرتها منظمة “العفو الدولية” أن العديد من الهواتف ظهرت عليها علامات الإصابة أو محاولة الإصابة بعد دقائق أو حتى ثوانٍ من الطوابع الزمنية التي ظهرت لأرقامها في القائمة.

شبكة دولية للتجسس

ويظهر أن لبرنامج التجسس علاقة ما بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018، حسب منظمة “العفو الدولية”، التي تقول: إن الهاتف النقال لخطيبة خاشقجي التركية خديجة جنكيز تم اختراقه بعد 4 أيام فقط من مقتله، ويعتقد أن السياسي التركي ياسين أقطاي قد تمت مراقبته أيضاً، كان أقطاي صديقاً لخاشقجي ومستشاراً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

عام 2019 حاولت الشيخة لطيفة، ابنة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الفرار، بيد أن محاولتها باءت بالفشل، لكن زوجة أبيها الأميرة الأردنية هيا بنت الحسين نجحت في الفرار عام 2019، اليوم كشف أن رقمي هاتفي لطيفة، وهيا، خضعا للتجسس بالبرنامج أيضاً، وكان رقم لطيفة خاضعاً للتجسس سنة على الأقل قبل محاولة هروبها الفاشلة.

وتقول “NSO”، وهي واحدة فقط من عدة جهات فاعلة رئيسة في هذا السوق: إن لديها 60 وكالة حكومية عميلة في 40 دولة.

وتحاول مجموعة “إن إس أو” “الإسرائيلية” الإبقاء على ماء الوجه، والسر الذي طالما أمدت به دولاً من جانب، واحتكرته لصالح دولة الاحتلال من جانب آخر، ألا وهو برامج التجسس.

ويقول موقع “يورو نيوز”: إن “إن إس أو” لم تكن الشركة “الإسرائيلية” الوحيدة التي تساعد دولاً في عمليات المراقبة السرية.

ويتقصى موقع “سيتيزن لاب” على الإنترنت آثار التجسس الرقمي الذي تمارسه الحكومات، وخلال الأسبوع الماضي فقط، نشر موقع “سيتيزن لاب” تحقيقاً بشأن شركة “إسرائيلية” سرية أخرى هي “كانديرو” تبيع برامج تجسس لحكومات أجنبية.

وسلطت الاتهامات -التي طالت التجسس على رؤساء دول- الضوء على البرمجية، التي تتيح الوصول إلى الهاتف المحمول للشخص المستهدف والتنصت عليه.

لماذا تتجسس “إسرائيل”؟

وفقاً للكثير من المراقبين، فإن “إسرائيل” هي المستفيد الأول من المعلومات الاستخباراتية التي تحصل عليها حتى وإن كانت لصالح أطراف أخرى، حيث يقول رون ديبرت، مدير مركز أبحاث سيتيزن لاب بجامعة تورنتو: إن مثل هذه الشركات سمحت للحكومات بأن “تشتري وكالة الأمن القومي الخاصة بها”، في إشارة إلى وكالة الأمن القومي الأمريكية، التي كشف إدوارد سنودن عن قوائم المراقبة المكثفة لديها.

ويضيف: هناك عدة عوامل تفسر لماذا نرى الكثير من الشركات “الإسرائيلية” الضالعة في المجال، وقال لـوكالة “فرانس برس”: إن أحدها هو موقف وكالة التجسس الإلكتروني “الإسرائيلية” الوحدة “8200”، التي تتخذ موقفًا “يُشجع رواد المشاريع من خريجيها على تطوير شركات ناشئة بعد خدمتهم العسكرية”.

وأضاف ديبرت أن هناك شكوكاً قوية في أن “إسرائيل” تحصل على معلومات استخباراتية إستراتيجية، بفضل هذه التكنولوجيا التي يتم توفيرها لحكومات أخرى عبر سحب بعض المعلومات التي تُجمع لاستخدامها الخاص.

“إسرائيل” هي المصدر

لكن بينما تواجه “إسرائيل” الآن دعوات لفرض حظر على تصدير مثل هذه التكنولوجيا، فهي ليست الدولة الوحيدة التي تعد مقرًا لشركات تبيع برمجيات التجسس الجاهزة.

ويشتبه المحللون في أن شركات برمجيات التجسس تعتمد بشكل متكرر على خبرة المتسللين القراصنة.

فقد استخدمت الإصدارات الحديثة من “بيغاسوس” نقاط ضعف في البرمجيات المثبتة بشكل شائع على الهواتف الذكية، مثل تطبيقات “واتساب” و”آيمسج” من أبل، من أجل تثبيت برامج التجسس على الأجهزة المستهدفة.

وفي حين ما زال من غير الواضح كيف اكتشف مطورو “بيغاسوس” نقاط الضعف هذه، فإن المتسللين يبيعون عادة مسارات الوصول إلى ما يُسمى “ثغرات يوم الصفر” على شبكة الإنترنت المظلمة.

ما زال التحقيق مستمرًا

وفتحت عدة دول تحقيقات موسعة حول أكبر عملية تجسس هزت العالم، وما زالت التسريبات والتحقيقات الدولية تكشف عن المزيد من المعلومات والأسماء وعمليات التجسس التي تورطت فيها “إسرائيل” بالتعاون مع عدد كبير من الأنظمة الدكتاتورية في المنطقة والعالم.

 

 

 

 

 

 

___________________

مصادر ذات صلة:

1- بيع الاستخبارات.. لماذا تتجسس إسرائيل على العالم؟ الشرق القطرية،

2- ملك ورؤساء في قائمة تجسس “بيغاسوس”.. أرقام لافتة، عربي 21،

3- تقرير أوروبي: أبرز الدول التي كانت ضحية فضيحة برنامج التجسس بيغاسوس،

4- فضيحة تهز العالم.. ما هو برنامج “بيغاسوس” للتجسس وكيف يخترق هاتفك؟

5- فضائح التجسس تلاحق شركة “أن أس أو” الإسرائيلية بمسعاها للاقتراض،

6- إليك كيفية التحقق بنفسك اذا كان بيغاسوس يتجسس على هاتفك،

7- باكستان تدعو الأمم المتحدة للتحقيق في استخدام الهند برنامج بيغاسوس للتجسس،

8- مؤسس “أن إس أو” يتهم قطر وحركة المقاطعة بالوقوف وراء فضيحة “بيغاسوس”،

Exit mobile version