إندبندنت: العواقب المروعة لأزمة لبنان أكبر من أن يتجاهلها العالم

ترى صحيفة إندبندنت البريطانية أن تقديم حلول للعدد الهائل من المشاكل الذي تعاني منه لبنان لا يبدو أمرا سهلا، لكن نظرا لحجم الأمور الموجودة على المحك فإن عدم القيام بأي شيء ليس خيارا على الإطلاق.

هذا ما لخصت به مراسلة صحيفة “ذي إندبندنت” (The Independent) البريطانية، بل ترو، تقريرا لها من بيروت عن الوضع المزري الذي يمر به لبنان حاليا.

ولإبراز ما وصلت إليه الأمور، ضربت ترو مثالا قالت فيه إن مجرد مروحة تعمل بالبطارية تباع اليوم في بيروت بمليون و400 ألف ليرة أي بما يعادل ألف دولار، وهو نفس المبلغ الذي يتقاضاه الموظف اللبناني ذو الدخل المتوسط خلال شهرين.

وقالت إن ارتفاع درجات الحرارة، وكون سكان بيروت لا يحصلون على سوى ساعة أو ساعتين من الكهرباء يوميا جعل الطلب يزداد على مثل هذه المروحات المستوردة مما يجعلها غالية.

وليست المروحة -وفقا للكاتبة- سوى مجرد مثال بسيط على مدى شدة أزمة العملة الآن في لبنان، الذي يرى البنك الدولي أنه يئن تحت وطأة واحدة من أسوأ الانهيارات الاقتصادية في التاريخ الحديث.

ووصفت هذه الهيئة الدولية ما يعانيه لبنان بأنه مثيرا للدهشة بشكل خاص، لأن مثل هذا الانكماش الوحشي عادة ما يكون بسبب الحرب أو الصراع، أما في لبنان فإن البنك وصفه بأنه “كساد متعمد”، ملقيا باللوم فيه على النخبة الحاكمة.

ولإلقاء الضوء على ما آلت إليه الأمور في لبنان بشكل أوضح، لفتت المراسلة إلى أن الليرة اللبنانية فقدت ما يقرب من 90 في المائة من قيمتها منذ بداية العام الماضي وتستمر في التراجع، حيث انخفض سعر الصرف في السوق السوداء إلى 17 ألف ليرة للدولار، رغم أنه لا يزال مربوطًا رسميًا عند 1500 ليرة.

وبالقيمة الحقيقية، هذا يعني أن تكلفة المروحة تبلغ ما يقرب من ألف دولار، والطعام أصبح باهظ الثمن بالنسبة للعائلات بعد الآن، إذ تضاعفت أسعار المواد الغذائية أكثر من 4 مرات خلال العام الماضي.

Exit mobile version