صفع النائبة التونسية عبير موسى.. “من يزرع الشوك يجنِ الجراح”

تعرضت رئيسة “الحزب الدستوري الحر” التونسي عبير موسى للصفع مرتين أثناء استمرارها في محاولات منع أعمال الجلسة العامة بالبرلمان التونسي للنظر في مجموعة من مشاريع القوانين، ورغم أن النائبة منذ دخولها البرلمان بعد انتخابات 2019م وهي تواصل الاعتداءات على النواب والوزراء كما سيأتي (غيض من فيض)، إلا أن رئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان) التونسي أدان ما حصل، وقال النائب ماهر مذيوب، مساعد رئيس المجلس المكلّف بالإعلام والاتصال إن “رئيس البرلمان راشد الغنوشي عبّر عن شديد استهجانه وتنديده بكلّ اعتداء على المرأة التونسيّة، وأي اعتداء على المرأة عموما”، وذلك على خلفيّة صفع النائب الصحبي صمارة لعبير موسى، يوم الأربعاء 30 يونيو 2021م بعد استفزازه وفق شهادة نواب من بينهم النائب السيد الفرجاني.

وقال مذيوب إنّ رئيس البرلمان اعتبر هذا الفعل “مشينا ومدانا ولا يقبل أي تأويل”، مشددا على رفضه آليات الاعتداء على المرأة”.

وأشار إلى أن مكتب المجلس “سيجتمع وسيقع اتخاذ الإجراءات المناسبة”.. في حين طالبت نائبة رئيس البرلمان سميرة الشواشي، التي تعرضت للاعتداء من قبل عبير موسى سابقا، النائب الصحبي صمارة بمغادرة الجلسة، على اعتبار أن “كل إناء بما فيه يرشح” على حد قولها، ولم تتشف فيمن أهانتها واعتدت عليها سابقا.

فعل مدان رغم السابقة

وقد أدانت العديد من الأحزاب والمنظمات ما جرى في بيانات منفصلة، معتبرة أن ما حدث حلقة في سلسلة من العنف السياسي الذي مارسته عبير موسى.

 وأدانت بشدة “الارتفاع الخطير لمنسوب العنف داخل المجلس النيابي بمختلف أشكاله”، مطالبة الطبقة السياسية وجميع الفاعلين السياسيين بضرورة الوعي بخطورة المرحلة، وتحمل مسؤولياتهم في هذه الفترة الحساسة التي تشهد فيها البلاد أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية وصحية” .

يُذكر أن البرلمان شهد منذ انطلاق المدة النيابية الحالية، تكرار حالات الاعتداء بالعنف، سواء لفظيا أو جسديا، بين عدد من النواب وفي مقدمتهم عبير موسى.

وقد شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب، يوم الأربعاء، والمخصصة لمواصلة النظر في مشروع قانون تنظيم العمل المنزلي، بحضور وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السنّ، الحادثة التي كانت سببا في رفع الجلسة.

وكانت أشغال الجلسة العامة المخصصة للمصادقة على المشروع، انطلقت الثلاثاء في قاعة الجلسات بالمقر الفرعي، بعد محاولة تعطيلها من قبل عبير موسى وكتلتها (16 نائبا)، وتم نقلها أمس الأربعاء إلى المقر الأصلي للمجلس بقصر باردو.

موسى.. سجل حافل بالعدوان

لم يكن منع البرلمان من أداء مهمته الخطيئة الوحيدة لعبير موسى؛ فقد ارتكبت سلسلة من الاعتداءات الخطيرة ضد نواب ووزراء ومؤسسات قانونية، لم تتورع عن اقتحامها، كفرع الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وهيئة الحقيقة والكرامة، واتهامها لصحافيين بالفعل المشين، ولم يسلم منهما موظفو المجلس وعملته.

ففي 13 يناير الماضي اضطرت النائبة الأولى لرئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان) التونسي سميرة الشواشي، إلى رفع جلسة رؤساء الكتل، بسبب الاعتداء اللفظي الذي وجهته ضدّها رئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسى.

وكانت حركة النهضة قد أدانت في بلاغ لها تعطيل عبير موسى وأعضاء من كتلتها النيابيّة عمل مجلس النواب باقتحام قاعة المجلس، واستعمال مكبرات الصوت للتشويش على أشغاله.

واستنكرت الحركة الاعتداء اللفظي لموسى على رئيسة الجلسة سميرة الشواشي وعدد من نواب الشعب وخاصّة مقرّر لجنة الماليّة النّائب فيصل دربال الذي تمّ الاعتداء عليه ومحاصرته؛ مّا تسبّب له في نوبة قلبية تمّ نقله إثرها، بقرار من طبيب المجلس، إلى المصحة لأخذ الإسعافات الطبية اللازمة.

“قلب تونس” يندد

وقد ندد حزب “قلب تونس” بشدّة بالألفاظ المهينة وأسلوب السب والقذف العنيف والمستفز المُستعمل من قبل عبير موسى ضدّ النائب الأول لرئيس مجلس نواب الشعب خلال ممارسة مهامها بترأسها لجلسة عامّة.

وأدان الحزب وكتلته البرلمانية بكلّ قوّة السلوك المزدوج والمتناقض لعبير موسى عندما تطالب بالكف عن ممارسة العنف ضدّها وضدّ المرأة، والحال أنّها لا تتوانى عن ممارسة العنف لإهانة شخص سميرة الشواشي والتحريض ضدّها وتعريض سلامتها الجسدية للخطر.

الاعتداء على وزير الصناعة

ويوم 15 يونيو 2021 م اعتدت عبير موسى على وزيرة التعليم العالي، في مقر البرلمان وخلال جلسة عامة على وزير الصناعة والطاقة والمناجم محمد بوسعيد.

وعطلت موسى وكتلتها سير الجلسة بعد يوم واحد من اعتدائها على وزيرة التعليم العالي ووزير الشؤون الاجتماعية خلال جلسة برلمانية عامة أيضا.

وكانت رئاسة الحكومة قد أعلنت في وقت سابق أنها ستقاضي موسى على اعتدائها على أعضاء الحكومة وتعطيل سير عمل مؤسسات الدولة.

شهادة من داخل المجلس

وعودة لحادثة صفع موسى من قبل النائب الصحبي صمارة، أكد النائب السيد الفرجاني لـ “المجتمع” أن النائب المذكور يعيش حالة أزمة بسبب فقده عددا من أفراد أسرته، ومعاناته من أمراض مزمنة، قائلا: “أنا متأكد أن ابن القيروان (الصحبي صمارة) المنكوبة (بكورونا) الذي فقد أخيرا عددا من ذويه المقربين إليه وجميع أفراد عائلته مسها الضر، ومع أمراضه الكثيرة من السكري إلى ضغط الدم مع الاستفزاز المجاني والمتكرر من عبير موسى، دفعت به أن يقوم باللامعقول تجاهها”.

وتابع: “ولكنها لم ترحم وضعه وفقدانه العديد من أفراد عائلته في موجة جائحة كورونا، وواصلت ارتكاب الحماقات واستفزازها له، ومن يزرع الشوك يجن الجراح”.

Exit mobile version