مع تصاعد هجمات طالبان.. المبعوثة الأممية تدعو لدفع الأطراف الأفغانية للتفاوض والبنتاغون يلمح لإمكانية إبطاء الانسحاب

قالت الممثلة الأممية الخاصة لأفغانستان خلال جلسة لمجلس الأمن إن سحب القوات الدولية هز البلاد، داعية لضغوط دولية نحو التفاوض، واعتبر مسؤول أفغاني أن تصعيد حركة طالبان غير مبرر، كما ألمحت وزارة الدفاع الأميركية إلى إبطاء الانسحاب، تزامنا مع تقدم طالبان ميدانيا.

وخلال الجلسة الخاصة بمجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء، قالت الممثلة الأممية إن الإعلان عن سحب جميع القوات الدولية أدى لهزة في النظام السياسي الأفغاني، مضيفة “على مجلس الأمن بذل قصارى جهده لدفع الأطراف نحو المفاوضات ونبذ الحرب”.

بدوره، قال وزير الخارجية الأفغاني حنيف أتمار إن انسحاب القوات الأجنبية سيكتمل في أسبوعين، معتبرا أنه “سيتضح للجميع أن طالبان لن تفي بالتزاماتها”.

وقال وحيد عمر مستشار الرئيس الأفغاني إن حالة من القلق تسود بين الأفغان بسبب التطورات الأمنية في البلاد، مؤكدا في الوقت نفسه أن القوات الحكومية تستطيع السيطرة على الوضع.

وأضاف عمر أنه لا يمكن تبرير الحرب في أفغانستان بعد بدء الانسحاب الأميركي، وتابع “لكن حركة طالبان صعدت عملياتها”.

وقال عمر إن الحكومة الأفغانية توقعت أن تركز طالبان على المفاوضات لا على الحرب، مضيفا أن الحركة لم تقدم حتى الآن رؤيتها بخصوص إقامة حكومة إسلامية.

إبطاء الانسحاب

وبالأمس الاثنين، عقد المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي مؤتمرا صحفيا تحدث في عن “مرونة في المواقف” في ظل التقدم العسكري الذي تحرزه حركة طالبان، مؤكدا أن الانسحاب قد يتباطأ إذا واصلت طالبان تحقيق مكاسب في جبهات عدّة.

في الوقت نفسه، شدد كيربي على أن “هناك شيئين لم يتغيّرا: أولاً، سننجز الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من أفغانستان باستثناء تلك التي ستبقى لحماية الوجود الدبلوماسي، وثانياً، سيتمّ ذلك بحلول مطلع أيلول/سبتمبر، وفقاً لما أمر بذلك القائد الأعلى” للقوات المسلّحة الرئيس جو بايدن.

ولفت كيربي إلى أن الجيش الأميركي سيواصل تقديم إسناد جوي للقوات الأفغانية، لكنه شدّد على أن هذا الدعم لن يستمر على حاله حتى اليوم الأخير للوجود العسكري الأميركي في أفغانستان.

ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مصادر أن مسؤولي الأمن القومي الأميركيين سيعقدون اليوم اجتماعا لبحث الانسحاب العسكري من أفغانستان.

ومن المقرّر أن يلتقي بايدن في البيت الأبيض الجمعة الرئيس الأفغاني أشرف غني وكبير مفاوضي حكومته في المفاوضات مع طالبان عبد الله عبد الله.

تقدم طالبان

وفي موازاة الانسحاب الأميركي، تحقق طالبان تقدماً ميدانياً على حساب القوات الأفغانية منذ الشهر الماضي.

وسيطرت طالبان اليوم على معبر شير خان، أبرز معبر حدودي مع طاجيكستان في شمال أفغانستان والذي يربط البلاد ببقية آسيا الوسطى، وكذلك على المناطق المؤدية إلى قندوز، كبرى مدن شمال شرق البلاد، وفقا لمسؤولين محليين.

وأكد عضوان في المجلس المحلي عمر الدين والي وخالد الدين حكمي لوكالة فرانس برس انه تمت “السيطرة على معبر ” على بعد 50 كلم شمال قندوز.

Exit mobile version