بـ”جريمة الفجر” في جنين.. الاحتلال يبحث عن “نصر وهمي”

قتلت قوة خاصة صهيونية، فجر الخميس، ثلاثة فلسطينيين في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، هم أسير محرر وضابطين في الاستخبارات العسكرية.

ويرى محللون فلسطينيون، أن هذه “الجريمة” تمثل محاولة من تل أبيب للبحث عن “نصر وهمي”، بعد هزيمتها في معركة مدينة القدس المحتلة وعدوانها على قطاع غزة، ما يستدعي إعادة النظر في الاتفاقيات مع الاحتلال، ولاسيما الخاصة بالتنسيق الأمني.

واقتحمت قوة خاصة صهيونية مدينة جنين، وطاردت مطلوبين اثنين من حركة “الجهاد الإسلامي”، وعندما تصدت لها عناصر أمنية فلسطينية، قتلت ضابطين في الاستخبارات العسكرية وأحد المطلوبين (أسير محرر) واعتقلت الآخر.

– الرئاسة الفلسطينية تدين الجريمة وتقول إن “الانتهاكات المتواصلة وعمليات القتل اليومية ستخلق توترا وتصعيدا خطيرا”

** “سابقة خطيرة”

ومنددة بهذه الجريمة، قالت الرئاسة الفلسطينية إن “استمرار ممارسات الاحتلال وانتهاكاته المتواصلة لحقوق شعبنا الفلسطيني واعتداءاته وعمليات القتل اليومية ستخلق توترا وتصعيدا خطيرا”.

وحمّل الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، في بيان، حكومة الاحتلال المسؤولية كاملة، وطالب المجتمع الدولي بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.

ووصف الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، طلال دويكات، في تصريح للأناضول، استهداف جيش الاحتلال لمقر أمني فلسطيني في الضفة الغربية واستشهاد اثنين من عناصره بأنها “سابقة خطيرة”.

وأضاف دويكات أن “الجريمة الجديدة هي إضافة لسجل جرائم جيش الاحتلال، وتعبر عن وجهه (الاحتلال) الحقيقي”.

وتابع: “ما جرى فجرا مدعاة لأن يكون هناك تفكير معمق من قبل القيادة الفلسطينية فيما هو مطلوب منا جميعا لحماية شعبنا ومقراتنا الأمنية”.

** “نصر وهمي”

المحلل السياسي الفلسطيني، نواف العامر، رأى في عملية الاحتلال محاولة لـ”البحث عن نصر وهمي، بعد هزيمة الاحتلال في معركته في القدس وعدوانها على قطاع غزة”.

وأضاف العامر: “لا يوجد مبرر لجرائم الاحتلال الصهيوني، الاحتلال يرى في مدينة جنين بؤرة وحاضنة للمقاومة، وتسعى دوما لكسرها”.

– نواف العامر، محلل سياسي: الاحتلال يرى في جنين “حاضنة للمقاومة” وتبحث عن “نصر وهمي” بعد هزيمتها بالقدس وعدوانها على غزة

وتابع: “الاحتلال يريد أن تثأر لهزيمتها في غزة، وتستعرض عضلاتها في الضفة الغربية المحتلة”.

وفي 13 أبريل/نيسان الماضي، تفجرت الأوضاع في فلسطين؛ جراء اعتداءات “وحشية” الاحتلال بالقدس، وامتد التصعيد إلى الضفة الغربية والمناطق العربية داخل الأراضي المحتلة، ثم تحول إلى مواجهة عسكرية في غزة، استمرت 11 يوما وانتهت في 21 مايو/ أيار الماضي.

وأردف العامر أن “ما جرى من استهداف لمقرات أمنية فلسطينية يعني أن الكل الفلسطيني مستهدف، ما يدعو السلطة الفلسطينية لبذل مزيد من الخطوات الجدية والذهاب نحو الانفكاك عن الاحتلال ووقف العمل بالاتفاقيات الموقعة، وخاصة الأمنية”.

واستطرد: “وقف التنسيق الأمني هو أداة ضغط وخنق لشريان التعاون الأمني، ليتراجع الاحتلال عن انتهاكاته”.

لكنه استدرك بقوله: “من الواضح أن السلطة الفلسطينية لا تريد أن تسمح بحدوث مواجهة وتصعيد في ساحة الضفة الغربية، بالرغم من كل جرائم الاحتلال”.

** محاولة لرفع رصيد الحكومة

أستاذ الإعلام في جامعة النجاح الوطنية بنابلس (شمال)، فريد أبو ضهير، قال إن “حادثة جنين ليست بالعفوية، الاحتلال يعرف أدق التفاصيل في المدن والبلدات، وخاصة المناطق التي ينفذ فيها مهام”.

– فريد أبو ضهير، أكاديمي: ما حدث يجبب أن يعزز الوحدة الفلسطينية وأي تهدئة يجب أن تشمل الضفة بما فيها القدس

وأضاف أبوضهر: “من الواضح أن جيش الاحتلال رصدت أهدافا معينة في وقت معين، ونفذتها”.

وتابع: “من الواضح أيضا أن جيش الاحتلال يريد أن ترفع من رصيدها بعد حرب غزة، والانتكاسة التي أصيبت بها واهتزاز صورتها أمام الرأي العام اليهودي والدولي”.

وشدد على أن “رفع الرصيد في الاحتلال يأتي دوما على حساب الدم الفلسطيني”.

وأكد أن هذه الجريمة يجب أن “تعزز الوحدة الفلسطينية، وأن يكون هناك موقفا صلبا أمام الاحتلال، أي تهدئة يجب أن تشمل الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس”.

ودعا أبو ضهير إلى تبني استراتيجية فلسطينية واضحة لحماية الشعب الفلسطيني المستهدف في كل مكان.

وزاد بأن الاقتحامات والقتل الصهيوني “جريمة حرب”، والعالم مطالب بالتدخل.

**مراجعة الاتفاقيات

المحلل السياسي الفلسطيني، أحمد رفيق عوض، قال إن “هذا الحدث قد يكون عرضيا، لكنه يستدعي مراجعة حقيقية للاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان المحتل”.

وتابع أنه “من الواضح أن حكومة الاحتلال تنفذ مخططاتها وترصد أهدافها ضاربة بعرض الحائط كافة الاتفاقيات الموقعة مع الفلسطينيين”.

– أحمد عوض، محلل سياسي: مطلوب مراجعة حقيقية للاتفاقيات مع الاحتلال وخاصة الأمنية فما قيمتها إن لم تحم المقرات الأمنية والمواطنين (؟!)

وأضاف أن “اقتحام منطقة مصنفة (أ) بحسب اتفاقيات أوسلو، دون تنسيق، وملاحقة شبان وقتلهم، وإطلاق النار على مقرات أمنية يعني أنه لا قيمة لكل الاتفاقيات”.

وتساءل عوض: “ما أهمية الاتفاقيات إذا لم تحم المقرات الأمنية والمواطنين (؟!)”، داعيا القيادة الفلسطينية إلى التحرك بصورة عاجلة.

وفي عام 1993، وقعت منظمة التحرير الفلسطينية والكيان المحتل اتفاقية “أوسلو” للسلام، ونصت على الاعتراف المتبادل وإعلان مبادئ السلام، وتبعتها اتفاقيات سياسية واقتصادية وأمنية.

وقسمت اتفاقية أوسلو الثانية (1995) الضفة الغربية إلى مناطق “أ”، السيطرة عليها أمنيا وإداريا للسلطة الفلسطينية، و”ب” تسيطر عليها حكومة الاحتلال أمنيا وفلسطين إداريا، والمنطقة “ج”، وهي تمثل 61 بالمئة، وتخضع لسيطرة أمنية وإدارية صهيونية.

Exit mobile version