“قائمة منقولات زوجية” خالية تتصدر أحاديث المصريين!

“من يؤتمن على العرض لا يُسأل عن المال.. اتق الله في كريمتنا”، بهذا الكلمات خط الأب المصري ناصر مخلوف وصية لزوج ابنته محمد العداوي بدلاً من كتابة قائمة منقولات زوجية وذهب كالعادة بين المصريين قبل الزواج، ولكن الأمر هذه المرة بسبب وسائل التواصل الاجتماعي لم يمر مرور الكرام، وتصدر محركات البحث المصرية وراجت القصة بين المصريين عبر برامج “التوك شو”، لتصير حديث الساعة.

خطوة جريئة

العروس هي “مريم”، باحثة ماجستير بكلية الزراعة جامعة المنصورة، تكلمت بعد تكالب وسائل الإعلام المحلية عليها، موضحة أنها فوجئت بما قام به والدها، لكنها بعدما قرأت الوصية وتابعت تفاعل المصريين مع والدها تقديراً واحتراماً، شعرت بالفخر بما قام به، حيث إن ابنته أهم من أخشاب وذهب، كما قالت.

من جانبه، أوضح والدها ناصر عبداللطيف مخلوف، مفتش في وزارة البيئة المصرية، أن ابنته أغلى من أي شيء، ومن لا يحافظ عليها لن يحافظ على ورقة مدون فيها مئات الأشياء مهما غلا ثمنها.

الأسرة التي تسكن في مدينة بلقاس بمحافظة الدقهلية شمال العاصمة القاهرة باتت حديث المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة، حيث إن قائمة المنقولات الزوجية واحدة من أهم إجراءات الزواج في مصر، وقد يترتب عليها خلافات توقف إتمام العقد، فضلاً عن أنها تعد عقداً من عقود الأمانة، التي نص عليها قانون العقوبات المصري، التي تمتلئ محاكم الأسرة بمصر بآلاف القضايا التي تدور حول ذات الورقة.

وبالرجوع إلى أمانة الفتوى في دار الإفتاء المصري، قالت: “الأصل في المنقولات الزوجية عرفًا أنها ما يشتريه الزوج من أثاث وأجهزة لتجهيز منزل الزوجية، وجرى العرف في مصر على أن يقوم الزوج بكتابة قائمة منقولات زوجية يقر فيها بملكية الزوجة لها وذلك بدلًا عن المهر أو عن جزء منه، وفي هذه الحالة تأخذ القائمة حكم المهر”.

وأضافت في فتوى حديثة على موقعها الإلكتروني الرسمي، بحسب ما رصد مراسل “المجتمع”، أن “إقرار الزوج في وثيقة الزواج بملكية الزوجة لجميع المنقولات الموجودة بمنزل الزوجية، وكذلك ممتلكاتها الخاصة، وأنها جميعًا بعهدته، هو في حقيقته اشتراط وتعهد من الزوج لصالح الزوجة بأن كل ما يوجد في منزل الزوجية من المنقولات هو ملك للزوجة؛ إذ إن الزوجة وأهلها إنما يضعون هذا الشرط في وثيقة الزواج ضمانًا لحقوق الزوجة في المستقبل، وهو شرط لا يخالف الشرع، واشتمال وثيقة الزواج عليه لا يؤدي إلى بطلان الوثيقة، والوقوف على عدد هذه المنقولات ووصفها أمر آخر يثور في حالة استحقاقها، والتحقق منه أمر موكول لمحكمة الموضوع”.

جدل محتدم

وانقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي بمصر، ما بين موافق ومعارض، بحسب ما رصد مراسل “المجتمع”.

الكاتب الصحفي أحمد زهران علق في تدوينات له قائلاً: “أنا أوافق على هذه الورقة، طالما أن الأساس هو التقوى، ولقد خص النبي صلى الله عليه وسلم النساء بجانب كبير من الأحاديث التي تحث على تقوى الله فيهن، لأنهن عوان يعني أسيرات عند الرجال، وطالما بقي الزوج صاحب تقوى والمرأة كذلك فستكون التقوى حامية من الزيغ والضلال”.

وأضاف أنه للأسف هذا أصبح نادراً في مجتمعنا المصري الآن بعد أن كان هو الأصل في مجتمعات الإسلام الأولى، ولذا ظهر ما نطلق عليه القائمة لحفظ الحقوق والأمانات، وكلما تراجع الناس خلقاً وديناً فستظهر مثل هذه الأوراق كثيراً، فقد أصبحت اليوم ضرورة بل قد تكون واجباً نظراً لما آل إليه حال الكثير من شباب ونساء المسلمين.

وأكد أن “الأصل هو التقوى وحفظ الحقوق وصيانة المحرمات، ومتى غاب ذلك أو قل تصبح مثل هذه الأوراق وثائق واجبة لحفظ الحقوق لأصحابها ولرد الأصول لمالكيها”.

وعلق المدون المصري علي عبدالله علي، في تدوينة حظيت بآلاف المشاركات قائلاً: “من حق ولي الفتاة أن يطالب المتقدم بالتوقيع على قائمة منقولات حسبما جرى العرف، ومن حقه التنازل عن ذلك إن أراد، ولا حرج عليه في الحالتين، وقائمة المنقولات لا تقلل من الفتاة ولا تعتبر سلعة إن اشترطت وجودها لإتمام الزواج، ومن يقول بذلك شخص قليل العقل والفهم، وإلا فالشرع أقر بدفع مهر للفتاة من أجل الزواج، فهل وجود المهر يجعل الفتاة سلعة؟!”.

واستهجن الناشر سامح يسري ما حدث من الأب في قائمة المنقولات قائلاً: “لا تزوجوا بناتكم لمن لا يوقع على القائمة وله الحق فقط في المناقشة إذا كان المكتوب غير الحقيقة ومبالغ فيه”.

المحامي أسامة الطراوي أكد أن ما حدث من الأب خطأ؛ لأنه إذا حدث أي انفصال وتطلب الزوجة بالمنقولات نجد أن الزوج عنده ألف طريقة للهروب من الموضوع كله.

ويرى الطراوي أن الزوج إذا كان رجلاً بحق والأب اختاره بعناية وسؤال، فإنه قد يكون أحسن وأضمن من مليون قائمة منقولات.

وترى المحامية عائشة نبيل أن الزوجة إذا كرهت زوجها ستترك له “كل حاجة وتخلع”، وأنه لو إنسان غير جيد وزوجته تريد الطلاق وهو يريد البقاء من أجل عدم استطاعته تسديد ما عليه لها قد يُكرهها على الانفصال مع التنازل عن كل شيء أو يتركها تتجرع الجحيم معه.

Exit mobile version