السلاح الفتَّاك القادم!

بعدما وضعت الحرب أوزارها، وسكتت فوهات المدافع وأزيز الطائرات وزخات الصواريخ، تأملت في نفسي عن أعظم الدروس المستفادة من معركة “سيف القدس” هي فاعلية سلاح منصات التواصل الاجتماعي في ساحات الحرب الإعلامية الشرسة بين الكيان الصهيوني وحلفائه من جهة، وجبهة المقاومة وأحرار العالم من جهة أخرى.

لقد صرح كبار القادة الصهاينة بأن “حماس” كسبت الحرب في ساحات التواصل الاجتماعي، على الرغم من تأثير اللوبي الصهيوني عليها، ولا سيما “فيسبوك” و”تويتر”، إلا أن المقاومة وعلى رأسها “حماس” استعدت لتلك اللحظة بحنكة لافتة وتوفيق رباني في الأخذ بزمام المبادرة لعميق إدراكها بالأثر الإستراتيجي لكسب معركة الوعي قبل البندقية والصاروخ، فلا مقارنة بين موازين القوة العسكرية، فالكيان الصهيوني متفوق بدرجة كبيرة، وتحولها إلى المنصة العالمية الصينية “تيك توك”، فنقلت الحدث مباشرة إلى الرأي العام العالمي؛ فكشفت جرائم الكيان الصهيوني في قتل الأطفال والمدنيين الأبرياء وتوحشه وعنصريته؛ مما كسب ذلك تعاطفاً عالمياً غير مسبوق ومكاسب إستراتيجية للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، هذه الآثار الإيجابية العظيمة أكدت قناعتي بضرورة تأسيس مشروع “منصة التواصل الاجتماعي العالمية” على مستوى الأمة بتمويل من الجهات الرسمية والشعبية، وأن يؤصل شرعياً على رأس أولويات المصارف الخيرية الشرعية، والله الموفق.

Exit mobile version