أسباب عدم الثبات على الدين وإن كبرنا في السن!

نظن أحياناً بأن كبر السن يمنع الإنسان من الانحراف أو الانجراف وراء الشبهات أو الشهوات؛ بسبب قربه من الآخرة وعدم حماسه السابق لحب الدنيا كما كان شاباً.

لكن الناظر لواقع حياتنا يجد الكثير ممن حاد عن الصراط وغرق في الملذات قد أخذته الدنيا بعيداً عن طاعة الله تعالى واشتغاله بما يرضيه، فما هي تلك الأسباب؟

1- صحبتنا القديمة ما زلنا متمسكين بها: محبة الإنسان لقرنائه تجعله يتأثر بأفعالهم وسلوكياتهم ورغباتهم، خصوصاً تلك الصحبة التي ابتعد عنها بعد توبته إلى الله تعالى ثم رجع إليها.

2- عدم تغيير البيئات التي كنا نعيشها: كالأمكنة والمحلات والمساكن والمجالس التي كانت تذكّرنا بحياتنا السابقة التي كنا ننتهك فيها حرمات الله تعالى.

3- عدم مصاحبة الصالحين وأهل العلم والدعوة: لأن فيها جمال وكمال الأوقات المملوءة بطاعة الله سبحانه، فمعهم وبهم يسمو المرء في الحياة الدنيا، ويجعله الله عز وجل من المصطفين الأخيار في الآخرة، حتماً ستزيد عبادته ونسكه بسببهم، وحتماً سيرتقي في العلم والفهم، وكذلك سيكون فاعلاً متصلاً مع مجتمعه، نائباً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله عز وجل.

4- الاستماع للخلافيات والإصغاء للجدل بين الجماعات الإسلامية والمشايخ الذين يطعنون بالدعاة الآخرين، مما يسبب لنا نفرة من الدين والمتدينين، ونجد القسوة في قلوبنا، وهذا مشاهد، فكم من شخص أراد الهداية والاستقامة، ثم ترك هذا الطريق بسبب ذلك.

5- عدم الالتزام بورد القرآن اليومي وقراءة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم: فهجر القرآن طامة عظمى في حياة المؤمن، فلا يستقيم المرء إلا بكلام الله عز وجل، ولم يكن القرن الأول خير القرون إلا بتمسكه بكلام الوحي والعمل به، والتربية في المدرسة المحمدية مباشرة، فالحياة اليومية بدون الوحيين تعني الممات!

6- عدم حضور مجالس الذكر وحلق القرآن والعلم: تخيل بسبب تسويفنا وعدم حضورنا لتلك المحاضرات والحلق المباركة مع إخوتنا وأصحابنا في المساجد وغيرها سنفقد استغفار الملائكة وكل من في الأرض لنا!

7- ترك النوافل من سنن رواتب وقيام ليل وغيرها: الله عز وجل يحب المرء الذي يتقرب إليه بالنوافل، فهذا الفقد العظيم هو فقْد قرب الله عز وجل منا ومحبته لنا، فماذا أعظم من تلك الخسارة؟!

8- عدم وجود زاد يومي من الوعظ والآداب والذكر مع الأهل والأصحاب: التربية الروحية والإيمانية زاد مسيرنا إلى الآخرة، فلا تستقيم بيوتنا وزوجاتنا وأبناؤنا وبناتنا إلا بحلق التعليم والذكر في البيوت، فلو خصصنا حلقة يومية للزوجة والأبناء لا تتجاوز الدقائق كقراءة كتب الرقائق والآداب الشرعية ومعاني أسماء الله تعالى وأحوال الصحابة رضي الله عنهم وحياة الأئمة والسلف، وبعض معاني الآيات وتفسيرها لكانت خير عظيم ووسيلة لثباتنا على دين الله عز وجل، وكذا الحال مع الأصحاب في المجالس والدواوين.

9- عدم المحافظة على صلوات المسجد والمكوث فيه بعد الصلاة: وفيه فوات لخير عظيم، ومنها دعاء الملائكة لنا: اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما دمنا في مصلانا، فدعاء الملائكة من أعظم بركات الثبات على الدين.

كما أن صلاة الجماعة خير معين للمحافظة على أوقاتها، وأن فوات وقت صلاة العصر عمداً يحبط العمل كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.

وكذلك المكوث في بيوت الله لأجل الفريضة بيئة خصبة وقواعد متينة تثبّت أركاننا على الدين.

10- السكوت أمام المنكرات والارتضاء بها والجلوس في مكانها.

11- قلة الأذكار والأوراد، وهجر الدعاء وسكب العبرات بين يدي الله تعالى.

12- المبالغة في التعلق بالشخصيات (علماء، دعاة، مفكرين، مشايخ)، وليس بالشريعة نفسها والنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، “فأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أفضل هذه الأمة، أبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم..”.

Exit mobile version