واأقصاه!

أحيانًا يقف القلم حائراً، بل يجف حبره عند الأحداث الجسام، وعندما نرى ما يحدث في القدس من اعتداءات على المصلين العزل واقتحامات شبه يومية للمسجد الأقصى المبارك، ما كان ليحدث ذلك لولا أن اليهود يدركون جيداً أنهم آمنون من العقاب، ويعلمون أنهم مهما فعلوا ما بدا لهم من انتهاكات لن يرد عليهم أحد، فمنذ عام 1969 عندما تم إحراق “الأقصى” من قبل متطرف أسترالي، وقالت الهالكة جولدا مائير، رئيسة وزراء الكيان آنذاك: “لم أنم طوال الليل، كنت خائفة من أن يدخل العرب “إسرائيل” أفواجاً من كل مكان، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده”!
إن نصرة القدس واجب شرعي على كل مسلم، فوالله لو لم ننفض الغبار ونهبّ لنجدة القدس و”الأقصى” سيأتي يوم تهدم فيه المدينة والمسجد ولا يحرك أحد من المسلمين ساكناً.
إن الذي يحدث ما هو إلا نتيجة مؤسفة لمسيرة قطار “التطبيع” على دماء وأشلاء إخواننا الفلسطينيين، مهما حاول المطبعون أن يجملوا تطبيعهم لنصرة فلسطين وحلّ الدولتين الذي لا يوجد إلا في أحلامهم، فاليهود لا يريدون حل الدولتين، وإنما يحلمون بـ”إسرائيل الكبرى” (من البحر إلى النهر، أو كما يزعمون من النيل إلى الفرات).
لا سلام مع المغتصب والمحتل، قال الله تعالى:  (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ).
لن يكون هناك نصر في فلسطين إلا إذا كانت القدس في قلوبنا ونضحي من أجلها بدمائنا.
لقد وصل الخزي والعار عند أغلب الدول حتى بيان استنكار لا يصدر خوفاً من اليهود.
إن نصرة فلسطين لا تكون إلا بداية بتعليم أبنائنا أن فلسطين محتلة، وأن اليهود محتلون همجيون، وأن المسجد الأقصى أسير في أيدي هؤلاء البرابرة.
فمتى نجد المعتصم الذي هبّ لنجدة امرأة مسلمة؟! متى نرى من يهب للأقصى عندما قال:
يا أيها الملك الذي * لمعالم الصلبان نكس
جاءت إليك ظلامة * تسعى من البيت المقدس
كل المساجد طهرت * وأنا على شرفي أنجس
يجب أن نزرع الأمل في نفوس المسلمين، وأن يكون شعار المسلم في الحياة:
ألا كل شعب ضائع حقـــــه سدى * إذا لم يؤيد حقه المدفع الضخم
متى عفت الذئبان عن أكل صيدها* وقد أمكنتها من مقاتلها البهم؟
فمتى نرى المدفع الضخم يتجه نحو الصهاينة؟ (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ).
ورسالتي للصهاينة ومن دار في فلكهم: قسماً بالله، إن لـ”الأقصى” رباً يحميه، ولكنكم لن تهنؤوا باغتصابكم له؛ لأن وعد الله تعالى سيتحقق لا محالة؛ (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).

نكشة:
من أمن العقوبة أساء الأدب!

Exit mobile version