مريم الغاوي.. مقاومة وصمود في حي الشيخ جراح بالقدس عقداً من الزمن

في حي الشيخ جراح، أحد أبرز أحياء مدينة القدس المحتلة، وأكثر أحيائها ارتباطاً بالتاريخ والحضارة، فتاريخ عمارته يعود لأكثر من 900 عام، وهو من الأحياء الفلسطينية العربية التي تحيط بالبلدة القديمة للمدينة، وله مكانة علمية وثقافية عبر التاريخ، وعلى أرضه تدور حالياً معركة الوجود والمقاومة والثبات على الأرض، حيث سيشرع الاحتلال، اليوم الأحد، بتنفيذ قرار طرد وتهجير 28 بيتاً وعقاراً سكنياً يقطنها نحو 500 فلسطيني في أوسع عملية تهجير وتطهير عرقي تستهدف الوجود الفلسطيني، وسط غضب فلسطيني على ممارسات الاحتلال العدوانية وتجاهل المجتمع الدولي لها.

 مريم الغاوي.. حكاية صمود

ذياب: لن نستسلم وسنصمد في بيوتنا في الشيخ جراح

تقول مريم الغاوي، صاحبة بناية سكنية في حي الشيخ جراح بالقدس، لـ”المجتمع”: إن معركتها مع الاحتلال بدأت في أغسطس 2009، حين أجبرتها قوات الاحتلال تحت تهديد السلاح على مغادرة منزلها هي وأفراد عائلتها وجيرانها، لافتة إلى أن قوات الاحتلال قامت بتفجير بوابة المنزل مع ساعات الفجر، ولم يتوقف المشهد الإجرامي عند هذا الحد، كما تروي، بل أقدم الاحتلال على حمل الأطفال وهم نيام ليلاً والنساء ورميهم في الشارع، وقد تجلت في هذا المشهد بشاعة هذا المحتل.

وتابعت: لقد تم تسليم منزلي للمستوطنين بدون رحمه، لقد استولوا عليه وعلى ذكرياتي وكل ما أملك بقوة السلاح، وأنا أتواجد وأرابط أمام منزلي ولن أتركه، داعية كل أحرار العالم للوقوف إلى جانب أهالي الشيخ جراح الذين يتعرضون لعمليات تهجير من قبل الاحتلال وعصابات المستوطنين.

قمع الفعاليات التضامنية

مركز وادي حلوة: الاحتلال يستهدف كل من يتضامن مع أهالي الشيخ جراح

من جانبه، قال مركز وادي حلوة في القدس المحتلة، في بيان له تلقت “المجتمع” نسخة منه: إن قوات الاحتلال تواصل اعتقال العشرات من المتضامنين مع أهالي الشيخ جراح في القدس، الذين ينظمون وقفات احتجاجية رفضاً لقرارات إخلاء عائلات الحي لصالح المستوطنين.

وأكد مركز وادي حلوة أن قوات الاحتلال اعتدت على المتظاهرين من الشبان والشابات، بالقنابل الصوتية والضرب والدفع، وصادرت الأعلام الفلسطينية التي رفعت في التظاهرات، وتواصل كذلك منع وصول المتضامنين مع أهالي الشيخ جراح للمنطقة التي تشهد حالة غليان وتوتر.

وأشار المركز إلى أن المحكمة العليا في كيان الاحتلال ستعقد، اليوم الأحد، جلسة للنظر بالاستئناف المقدم من عائلات حي الشيخ جراح على قرارات إخلائهم من منازلهم لصالح المستوطنين.

قطع التواصل بين الأحياء العربية

من جانبه، يقول فخري أبو ذياب، وهو صاحب منزل مهدد بالتهجير في حي الشيخ جراح، لـ”المجتمع”: إن هدف الاحتلال من عملية التهجير والتطهير العرقي في الشيخ جراح هو قطع التواصل السكاني بين الأحياء العربية وكسر طوق الأحياء العربية حول البلدة القديمة للقدس، لافتاً إلى أنه يقطن في الحي نحو 55 عائلة فلسطينية.

ودعا ذياب كل أحرار العالم لمساندة أهالي الشيخ جراح، وإطلاق حملات دولية لفضح ممارسات الاحتلال العدوانية العنصرية، مؤكداً أنه لن يغادر منزله وسيقي صامداً كما كل أهالي القدس الذين يتعرضون لحرب شرسة من الاحتلال بهدف تفريغ المدينة المقدسة من الوجود الفلسطيني.

Exit mobile version