فصيل شيوعي مصري يدين مذبحتي رابعة والنهضة بعد عرض مسلسل “الاختيار 2”!

في ظل انتهاك صارخ للدستور، تمديد “الطوارئ” بمصر للمرة السابعة عشرة، ومع إعدام جماعي لـ17 مصرياً بريئاً من بينهم محفظ للقرآن الكريم في سن الثمانين، وآخر مصاب بشلل الأطفال، في القضية المعروفة باسم كرداسة، ثم عرض مسلسل “الاختيار 2” الذي كتبه طائفي متعصب اسمه بيتر ميمي، حيث يقلب الحقائق، ويحول الجلاد إلى بطل، والضحية البريء إلى إرهابي وخائن، ومع التزام معظم القوى السياسية الصمت، أو تأييد الظلم الصارخ، يكسر الاشتراكيون الثوريون (فصيل شيوعي) الصمت، ويصدرون بياناً يدين ويتضمن 10 ملاحظات على مذبحتي رابعة والنهضة.  

وأكد البيان، في النقطة الأولى، أن مذبحة 14 أغسطس 2013م في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر تمثل نقطة تحول خطيرة في التاريخ المصري الحديث، فقد دشن ذلك اليوم عهد الظلام والخوف الذي تعيش فيه مصر حتى يومنا هذا.

وأضاف البيان، في النقطة الثانية، أن المذبحة الكبرى أظهرت مدى همجية ودموية الطبقة الحاكمة المصرية للحفاظ على سلطتها وثروتها.

وأوضح، في النقطة الثالثة، أن القتل هو رد الفعل الحقيقي لتلك الطبقة، ليس لحكم الإخوان المسلمين أو رئاسة محمد مرسي، ولكن للتهديد الذي مثلته ثورة يناير 2011م للنظام الحاكم.

وذكر، في الملاحظة الرابعة، أن ما سمي بالتفويض لتلك المذابح لم يبدأ بمظاهرات 26 يوليو التي طالب بها وزير الدفاع آنئذ، ولكن بدأ بمظاهرات 30 يونيو 2013م، ربما كان الوضع غير واضح للبعض أثناء تلك الأيام، ولكن الآن وبعد 8 أعوام من الثورة المضادة التي ما زلنا نعيش في ظلها فلم يعد هناك شك أن مظاهرات 30 يونيو 2013م لم تكن “موجة ثورية ثانية”، ولا مجرد “تصحيح” في مسار الثورة، بل تعبئة جماهيرية لانقلاب عسكري ولتصفية الثورة المصرية، ولذا كانت مذبحة 14 أغسطس 2013م في رابعة والنهضة بمثابة الميلاد الدموي لنظام الثورة المضادة.

ويشير البيان، في الملاحظة الخامسة، إلى أن الهدف من المذبحة لم يكن مجرد فض الاعتصامات المناهضة للانقلاب، ولكن الهدف الأساسي كان بث حالة من الرعب لوقف كافة أشكال المقاومة السياسية والاجتماعية في مصر، لأن فض الاعتصام لا يستدعي كل تلك الدماء وتلك الجثث، ولكن الثورة المضادة أرادت بذلك العنف الوحشي أن ترسل رسالة إلى الشعب المصري كله: إما قبول الانقلاب وما يستتبعه، وإما مواجهة آلة القتل العسكرية.

ويرى البيان، في الملاحظة السادسة، أن مسؤولية المذبحة لا تقع فقط على الجيش والشرطة، ولكن أيضًا على كل من فوّض وطبّل وحلَّل دم الشهداء على أيدي المثقفين والكتَّاب والفنانين والإعلاميين الذين طالبوا بالفض الذين برروا له قبل وبعد المذبحة، كما تقع المسؤولية أيضًا على السياسيين من الأحزاب القومية والليبرالية التي قبلت المشاركة في حكومة الانقلاب وظلت في الحكومة حتى تم الاستغناء عن خدماتهم.

وأوضح البيان، في ملاحظته السابعة، أن القوى اليسارية التي هللت للانقلاب والمذبحة بحجة “مواجهة الإرهاب” والتخلص من الحكم “الظلامي” للإخوان، لم تخن كل مبدأ ديمقراطي وإنساني فحسب، بل عبرت أيضًا عن مدى الإفلاس السياسي، وساءل البيان تلك القوى: هل من ظلام وإرهاب أكثر مما نشهده اليوم؟

وأشارت الملاحظة الثامنة إلى أن الفض الدموي لرابعة كان الافتتاحية لمسلسل الإجهاض الذي أفشل كل تحرك وكل مظاهرة وكل إضراب منذ الانقلاب وحتى يومنا هذا، فقد كان اعتصاما رابعة والنهضة آخر الاعتصامات الكبيرة التي شهدتها ميادين مصر بعد ثورة يناير، وفضها على هذا النحو الدموي كان بهدف القضاء على ثقافة الاحتجاج نفسها وليس القضاء على اعتصامات الإخوان، فلم ينجح تنظيم اعتصام واحد في شوارع وميادين مصر منذ ذلك اليوم الأسود.

ويحمّل البيان، في ملاحظتيه التاسعة والعاشرة، بعض المسؤولية للإخوان.

وأكد البيان أن الحكم بالقمع والقتل وحدهما لا يمكن أن يستمر على المدى الطويل، ولكنه لن يسقط بالأمنيات والأحلام، ويستدعي إعادة بناء المقاومة الديمقراطية والاجتماعية من جديد واستعادة المساحات الديمقراطية التي حاصرها النظام وخنقها.  

يذكر أن الاعتصام استمر 48 يوماً، وقامت الشرطة المصرية مدعومة بقوات من الجيش فجر 14 أغسطس 2013م بفضه مخلفة أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى، وصلت إلى 2600 شهيد في بعض المصادر.

Exit mobile version