فلسطين.. المقدسيون انتصروا في “هبة باب العامود” وأزالوا الحواجز العسكرية والاحتلال يستهدف المتظاهرين بعنف

لا تزال حالة الغضب تتأجج في مدينة القدس المحتلة، رفضا لإجراءات الاحتلال، حيث استمر المقدسيون في الهبة التي اندلعت منذ نهاية الأسبوع الماضي، ونظموا سلسلة فعاليات جماهيرية ومواجهات، ترافقت مع أخرى مماثلة شهدتها العديد من مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك بعد نجاح المقدسيين في إجبار قوات الاحتلال على مغادرة منطقة “باب العامود”، وإزالة الحواجز الحديدية من المكان، والتي كانت سببا في موجة الغضب، لكونها كانت سببا في قمع المقدسيين، ومنعهم من أداء العبادات في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.

انتصار القدس

وكعادة الأيام الماضية، نظمت العديد من الفعاليات والمسيرات الجماهيرية في مدينة القدس المحتلة، رفضا لإجراءات الاحتلال الأخيرة التي بدأ الكيان الصهيوني تطبيقها مع بداية شهر رمضان، في إطار التضييق على المصلين المقدسيين، والصائمين الذين يتوجهون يوميا للمسجد لأداء الصلاة والإفطار في رحابه.

واعتدت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، على الشبان المتواجدين في باحات باب العامود بالقدس المحتلة، وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال اعتقلت شابا واستولت على أعلام فلسطينية رفعت في المكان، واعتدت على عدد من الشبان بالضرب ما تسبب بإصابة عدد منهم بجروح.

كما اختطفت قوات الاحتلال “مستعربون” أربعة شبان خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة بيت حنينا، بالقدس المحتلة، دعما للحراك الشعبي ضد المستوطنين.

وعقب تلك المواجهات، انسحبت قوات الاحتلال من منطقة “باب العامود”، بعد إغلاقها أمام الفلسطينيين منذ بداية شهر رمضان المبارك، وسمحت للمقدسيين بالوصول إلى محيط البلدة القديمة، في إطار خطوات ترمي لإعادة الهدوء، وتخفيف غضب المقدسيين، حيث تمكن الشبان المقدسيون بعدها من إزالة السواتر الحديدية والمتاريس التي أغلق فيها جيش الاحتلال تلك المنطقة، والتي اعتاد سكان المدينة على إحياء فعاليات ثقافية فيها خلال رمضان، وذلك بعد أن تجمع الشبان في تلك المنطقة، وقاموا بالتكبير وهم يزيلون تلك الحواجز، بعد الانتهاء من أداء صلاتي العشاء والتراويح.

وقد جاء النجاح هذا ليضاف إلى نجاح المقدسيين سابقا في معركة “البوابات الحديدية” التي وضعت أمام الأقصى، حيت تمكنوا من إجبار الاحتلال على إزالتها، وكذلك بعد نجاحهم في معركة فتح مصلى باب الرحمة.

إشادة فلسطينية

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين إن المقدسيين أعادوا رمزية باب العامود في المكان والتاريخ والجغرافيا والسياسة، وحققوا انتصارا آخر في معركة المواجهة المستمرة من أجل القدس، لافتة إلى أن حراكهم انسجم مع موقف القيادة الفلسطينية، وهو جزء لا يتجزأ من معركتها لتثبيت الهوية الوطنية الفلسطينية العربية للمدينة المقدسة، وقالت في بيان لها “لم تخفهم الاعتقالات ولا الضرب ولا التهديدات بالموت، بقدر ما شعروا بنشوة انتصاراتهم”.

وقالت حركة فتح إن تراجع قوات الاحتلال أمام صمود وثبات الفلسطينيين “دليل آخر بأن الحق سينتصر على الباطل المتمثل بدولة الاحتلال ومستوطنيها”، وقال المتحدث باسم الحركة حسين حمايل “ما حصل هو دليل حي بأن شعبنا الفلسطيني هو خير من أوكلت له هذه الأمانة التي حافظ عليها بتضحياته من الشهداء والأسرى والجرحى”، وأضاف “أثبتت هذه الجولة قوة ورباطة الجأش التي يتمتع بها شعبنا العظيم”.

جيش الاحتلال و”مستعربون” نفذوا حملات اعتقال والمستوطنون شنوا هجمات إرهابية

من جهته قال رئيس المكتب السياسي لحركة حمـاس إسماعيل هنية، إنه “لا هدوء مع الاحتلال إذا استمر بالعدوان على مدينة القدس”، فيما قال الناطق باسم حماس حازم قاسم معلقا “إقدام شرطة الاحتلال على إزالة حواجزها في باب العامود بعد ثورة الشباب المقدسي، نموذج على قدرة الفلسطيني على التحدي والصمود وفرض إرادته على المحتل”، وأضاف “ستظل وحدة الموقف الميداني، واعتماد الفعل المقاوم على اختلاف أشكاله، ضمانا للقدرة على الإنجاز في القضايا الوطنية وفي مواجهة الاحتلال”.

من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن المقدسيين حققوا إنجازاً في مواجهة الاحتلال الغاصب بعد أن أجبرته انتفاضتهم على إزالة الحواجز من منطقة باب العامود، وأضافت “هذا التراجع الصهيوني ما كان ليتم لولا إرادة الصمود والمواجهة وإصرار الشباب المقدسي على تحدي القرارات العسكرية والتصدي لها”.

مواجهات شعبية

كذلك شهدت العديد من مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، مسيرات غضب ليلية، رفضا لإجراءات الاحتلال في القدس، حيث هتف المشاركون ضد الاحتلال، ورددوا أغاني وطنية تمجد الأقصى، وذلك بعد يوم شهد مواجهات ليلية في العديد من مناطق التماس في الضفة وغزة، أسفرت عن وقوع عشرات الإصابات في صفوف المواطنين، واعتقال آخرين.

واندلعت مواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في حي بيت حنينا، وقرب حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة، حيث قامت شرطة الاحتلال بالاعتداء على المشاركين في المسيرات، كما اندلعت مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي قرب حاجز قلنديا العسكري، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع والصوت صوب المواطنين.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الإثنين، مواطنين من مدينة الخليل، بعد أن اعتدى عليهما أحد المستوطنين بالضرب قرب مستوطنة “كريات أربع”، شرق مدينة الخليل، وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت الشابين رسمي طارق جابر (25 عاما)، وصفوان باسل جابر (20 عاما)، بعد أن هاجمهما المستوطن أثناء تواجدهما قرب منزليهما في حارة جابر شرق المدينة.

إلى ذلك، نصبت قوات الاحتلال عدة حواجز عسكرية على مداخل مدينة الخليل الشمالية والجنوبية، ومداخل بلدات السموع ويطا وسعير وحلحول، وأوقفت مركبات المواطنين، وفتشتها، ودققت في بطاقات راكبيها، وأعاقت تنقلهم.

كما شاركت حشود كبيرة من المواطنين في مسيرة حاشدة دعت إليها حركة فتح، في مدينة جنين، إسنادا للقدس ودعما للأقصى ولهبة المقدسيين الذين يتعرضون لاعتداء قوات الاحتلال والمستوطنين، واعتقلت قوات إسرائيلية خاصة من “المستعربين”، الأسير المحرر محمد السعدي من مكان عمله في مدينة جنين.

وتظاهرت حشود من المواطنين على مقربة من السياج الحدودي شرق مدينة غزة، نصرة للقدس والمسجد الأقصى، كما تظاهر آخرون في منطقة حدودية تقع شرق مدينة خانيونس، وأطلقوا هناك مفرقعات نارية.

وقد دعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، إلى تصعيد “هبة القدس” وتشكيل قيادة موحدة للمقاومة الشعبية، وقالت في بيان لها “إننا مطالبون اليوم وأكثر من أي وقت مضى للعمل الموحد في مواجهة الاحتلال، وهذا يتطلب منا جميعاً أن نعمل جاهدين لإطلاق القيادة الموحدة”.

وأكدت على أهمية الوحدة في الميدان والابتعاد عن أي خلافات، وتحييد أي اختلافات، مشددة على أن الوقت الآن للمعركة مع الاحتلال وضد سياساته، وهي حالة الإجماع الوطني الدائم، وطالبت اللجنة، الأمتين العربية والإسلامية وقوى الحرية والسلام كافة وأحرار العالم بالتعبير عن رفضهم للاحتلال وسياساته، ودعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتوفير الحماية لشعبنا ومعاقبة مجرمي الحرب الإسرائيليين جيشاً وحكومة.

إلى ذلك فقد اقتحم مستوطنون بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ساحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، إن عشرات المستوطنين اقتحموا ساحات المسجد خلال الفترة الصباحية، ونفذوا جولات استفزازية في ساحاته، وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم.

هجمات استيطانية

وفي سياق الهجمات الاستيطانية، هاجم مستوطنون مركبات المواطنين بالحجارة على الطريق الواصل بين جنين ونابلس، وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، إن مستوطنين أغلقوا الطريق الواصل بين جنين ونابلس، وهاجموا مركبات المواطنين بالحجارة، ما أدى إلى تضرر بعضها، لافتا إلى أن الأهالي تصدوا لهجوم المستوطنين ما أدى لاندلاع مواجهات وسط إطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز المسيل للدموع من قبل جنود الاحتلال.

وكان مسؤول الأمن في مستوطنة “إليعازر” المقامة على أراضي المواطنين في بلدة الخضر جنوب بيت لحم اعتدى، ليل الأحد، بالضرب على الشاب أحمد محمد شحادة صلاح (28 عاما) أثناء حراثته لأرض في منطقة “منطورة”، عندما طلب منه المغادرة فرفض الأخير، حيث قام بضربه على رأسه بعقب البندقية فسقط مغشيا عليه.

كما أغلق مستوطنون بمساندة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، مدخل قرية أم صفا شمال غرب مدينة رام الله، وقال رئيس مجلس قروي أم صفا مروان الصباح، إن مستوطنين بمساندة جيش الاحتلال أغلقوا المدخل الشرقي للقرية بالقلاع والحجارة أمام المواطنين، فيما منعت قوات الاحتلال المواطنين من المرور عبر المدخل.

Exit mobile version