أفريقيا في مواجهة كورونا: الاعتماد الكلي على لقاح “أسترازينيكا” يضعف نتائج التحصين

بينما أعلنت ثماني عشرة دولة أفريقية عن انتشار نسخة جنوب أفريقيا (B.1.351) المتحورة من فيروس كورونا، أظهر لقاح أسترازينيكا البريطاني السويدي تأثيرا ضعيفا جدا في مواجهة هذه النسخة.

ويتراكم القلق إزاء هذا اللقاح الذي تعتمد عليه غالبية دول أفريقيا. فوصول وارداته يشهد تأخرا كبيرا، وتأثيراته الجانبية محل شك، وأثره ضعيف أمام نسخة جنوب أفريقيا.

وقد اعتمدت آلية “كوفاكس” التضامنية الدولية هذا اللقاح لكونه الأقل سعرا، والأسهل من حيث الاستعمال، حيث من المقرر أن يلقح به 20% من سكان 92 بلدا من البلدان ذات الدخل المحدود.

وتدخل ضمن تصنيف “ذات الدخل المحدود” غالبية دول القارة الأفريقية، بل إن 31 بلدا منها قد استلمت سابقا 16 مليون شحنة من لقاح أسترازينيكا، قبل أن توقف الحكومة الهندية صناعة اللقاح التي يتولاها معهد سيروم الهندي بتعاقد خاص.

وأعلن معهد سيروم بداية الشهر الجاري أن صادراته من اللقاح يمكن أن تستأنف في شهر يونيو/ حزيران المقبل، إذا ما خفّ انتشار الوباء داخل الهند.

ولم يخف جون انكخازونغ، مدير المركز الأفريقي للوقاية من الأوبئة، قلقه الشديد إزاء التأخر المتكرر لوصول توريدات اللقاح، حيث أكد “أن تأخر وصولها سيؤثر تأثرا سلبيا على سير حملات التلقيح الأفريقية”.

ووجدت دول جنوب أفريقيا التي أوقفت استخدام مليون حقنة من لقاح “أسترازينيكا”، والكاميرون وغانا، أنها توجد في مواجهة نسخة جنوب أفريقيا من الفيروس دون تأثير للقاح “أسترازينيكا” في التصدي لانتشارها مع أنها السبب في الموجة الثانية التي هي أكثر الموجات التي أدت إلى سقوط ضحايا.

ودعا مدير المركز الأفريقي للوقاية من الأوبئة التابع للاتحاد الأفريقي، للحذر ومراقبة تحرك الفيروس عبر الفحوصات المستمرة.

ويؤكد أنتوني كوستلو أستاذ الصحة العالمية في جامعة University College في لندن “أن اعتماد القارة الأفريقية الكلي على لقاح “أسترازينيكا يعتبر مصدر قلق كبير لأننا لا نعرف التطور الذي سيؤول إليه الفيروس، وفي حالة ما إذا ظهر أن انتشار الفيروس لم يتوقف يكون من اللازم وجود لقاح بديل”.

ولم يتردد الاتحاد الأفريقي في البحث عن بديل للقاح “أسترازينيكا” حيث قام المكتب الأفريقي لشراء اللقاحات يوم 29 مارس/ آذار الماضي بطلب توريد 400 مليون لقاح من “جونسون أند جونسون”.

ومع أن وصول الطلبات لن يتم قبل الصيف المقبل، فإن جميع الدول الأعضاء الاتحاد الأفريقي قد حجزت حصصها من اللقاح.

وفي انتظار ذلك، فإن حملات التطعيم باستخدام لقاح “أستررازينيكا” ستتواصل في الأماكن التي توجد فيها كميات منه.

وعندما أعلنت الوكالة الأوروبية للأدوية ندرة حدوث جلطات دم بسبب أسترازينيكا، أيد ذلك مسؤولو منظمة الصحة العالمية والمعهد الأفريقي لرقابة الأوبئة، الذين أكدوا أن “فوائد هذا اللقاح تفوق بكثير المخاطر التي يسببها”.

Exit mobile version