غزة.. مسحراتي بساق واحدة

 

بساق واحدة وعكازين، يجوب الشاب هيثم نصر (22 عاما) شوارع مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، لإيقاظ النائمين لتناول طعام السحور في شهر رمضان.

المسحراتي “نصر”، الذي يضع على كتفيه الكوفية الفلسطينية، ما يزال يمارس مهنته التي اعتاد عليها كل عام في شهر رمضان، بشكل تطوعي، على الرغم من بتر ساقه اليمنى بعد تعرضه لإصابة برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء مشاركته في مسيرات العودة وكسر الحصار السلمية على حدود غزة عام 2018.

وبحسب إحصائيات لوزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، فقط تسبب قناصة الجيش الإسرائيلي في بتر أطراف 158 فلسطينيا، خلال مسيرات العودة.

وعلى إيقاع طبله، ينادي نصر بصوته الرنان معلنا دخول وقت السحور .

وخلال مروره بين الأزقة والشوارع يردد نصر ما يجول بخاطره من أناشيد وابتهالات دينية لإيقاظ النائمين، منذ بدء عمله عند منتصف الليل وحتى قبيل أذان الفجر.

ويقول نصر في حديث لمراسل الأناضول “لقد أصابني جيش الاحتلال على حدود غزة، عندما كنت أشارك بشكل سلمي في المظاهرات”.

وأضاف “الإصابة أدت إلى بتر ساقي اليمنى، لكن هذا لم يمنعني من ممارسة مهنة المسحراتي التي اعتدت أن أقوم بها بشكل تطوعي في كل رمضان منذ سنوات”.

ويرى أن مهنة المسحراتي، تقترب من الانقراض، بسبب “التطور التكنولوجي”، الذي جعل الناس يعتمدون على الهواتف المحمولة، للاستيقاظ لتناول طعام السحور.

لكنه يؤكد تمسكه بهذه المهنة “كي يبقيها حية في أذهان الناس والأطفال كونها من العادات والتقاليد الاجتماعية”.

ويقول إن عمله يدخل الفرحة في نفوس الناس، مضيفا “الأطفال يشعرون بالسعادة عندما يروني من شرفات المنازل”.

ولفت إلى أنه يعمل بشكل تطوعي ومجاني، بالرغم من أنه بحاجة إلى دعم ومساندة، بسبب وضعه الاقتصادي الصعب، بحسب قوله.

وقال نصر” قبل إصابتي وبتر ساقي كنت معيلا لبيت أهلي المكون من 10 أفراد، لكن اليوم نريد من يعيلنا جميعا”.

وأضاف “لا أقدر على العمل والمساعدات التي يتم صرفها من وزارة التنمية الاجتماعية لا تكفي، كون بيتنا بالإيجار”.

ولفت إلى أنه كان يعمل بمهنة البناء، لكنه اضطر لتركها بعد بتر ساقه.

ويتمنى “نصر” أن يتمكن من توفير حياة كريمة لنفسه وأهله، بعيدا عن “العوز والفقر”.

ويعرب عن أمله في أن توفر له المؤسسات الطبية “طرفا اصطناعيا يمكنه من السير دون الحاجة للعكازين”.

ووفق معطيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي) لعام 2019، يبلغ ذوي الإعاقة في غزة، نحو 48 ألف شخص، أي ما يشكل 2.4 بالمئة من سكان القطاع.

 

Exit mobile version