حالة من الانتقاد الشعبي المتصاعد ، تواجه العديد من المسلسلات الرمضانية في مصر بسبب مخالفتها للقيم والأخلاق الحميدة ، بالتزامن مع بدء تحقيق رسمي من الجهات المعنية وانتقادات متتالية من مجلس النواب وبعض الفنانين .
تحقيق وانتقاد برلماني
وفي بيان له وصل “المجتمع” قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بمصر ، التحقيق مع المسئولين عن إنتاج مسلسل “الطاووس”، ومسئولي القنوات التي تقوم بعرضه، بعد أن تلقى شكاوى عديدة، حول استخدام لغة لا تتفق مع الأكواد التي أصدرها المجلس، وتؤكد على ضرورة إعلاء القيم وعدم المساس بالأسر المصرية أو الحط من شأنها، أو إظهارها في صورة تسيء إليها.
وأكد المجلس في بيانه “أنه ينحاز إلى حرية الفن، وإطلاق طاقات الإبداع والتفرد والقيم الجمالية، ولا يضع قيوداً من أي نوع على تلك المعاني النبيلة، ولكنه يعمل في نفس الوقت على تنقية الأجواء ومنع الصور التي تسيء للفن المصري الأصيل”.
وأشار المجلس إلى أن احترام المشاهدين من أولويات الأعمال الفنية الهادفة، حفاظاً على الهوية وتماسك الأسر والابتعاد عن أي صورة تشوهها، أو تحض على العنف اللفظي والجسدي، وأن تتبنى الأعمال الدرامية محتوى إيجابي يحترم القيم المتعارف عليها.
ويعد المجلس في مصر هو السلطة المختصة فى مصر بحماية الرأي والفكر والتعبير وضمان استقلال الإعلام طبقًا لنصوص الدستور والقانون .
وفي السياق أعلنت الدكتورة سوزان القليني، عضو المجلس القومي للمرأة، ومقررة لجنة الإعلام، انطلاق أعمال لجنة الرصد الدرامي للأعمال الدرامية الرمضانية هذا العام وفق وسائل إعلام محلية.
ودخل مجلس النواب على خط الانتقاد ، واستنكرت النائبة مايسة عطوة، عضو مجلس النواب في بيان اطلع عليه “المجتمع” صورة المرأة في مسلسلات رمضان الجاري،والذي يحرص بشكل كبير على تغيير الواقع، حيث أنه أكبر دليل على ذلك رصد مشاهد العنف ضد المرأة “تعنيف- ضرب- ابتزاز- اغتصاب” في الأعمال الدرامية وفق ما جاء في البيان.
وفي السياق نفسه استنكر النائب أحمد مهني، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، صورة المرأة في مسلسلات رمضان2021 خاصة في مسلسل “اللي مالوش كبير، معلنا رفضه التام للحلقات الأولى خاصة أنه يحض على استمرار العنف ضد المرأة.
وأكد مهني، خلال بيان صدر عنه ، أن مسلسل “اللي مالوش كبير” حرص على بث صورة سلبية عن المرأة في غياب زوجها، ليس فقط ذلك وإنما روج لصورة العنف ضد الزوجة بوجه عام.
الأمر وصل إلى الفنانين ، حيث شنت الفنانة المصرية سماح أنور، هجوما حادا على مسلسل “ملوك الجدعنة”، ووصفته في تدوينة عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بأنه ترويج للمخدرات والانحرافات الأخلاقية والبلطجة والعنف والتجاوز ضد المرأة.
انحرافات كثيرة
وشهدت العديد من المسلسلات المعروضة حالياً ، هجوما شديدا على وسم ” #مسلسل_الطاوس_ضد_القيم” على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ربطت بعض التغريدات بين الهجوم على المسلسل وبين قضية اغتصاب فتاة في فندق شهير مؤخرا عرفت باسم “قضية الفيرمونت” ، وزعموا أنه محاولة للتغطية على الحديث عن المتهمين ، كما ذكر حساب”كيان” وآخرين على ذات الوسم على “تويتر“.
واستنكرت الصحفية بجريدة الدستور الخاصة بمصر سمر مدحت في تدوينة لها على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” تركيز المجلس الأعلى للإعلام على مسلسل “الطاووس” وتجاهله مسلسلات أخرى مليئة بالانحرافات ومنها مسلسل “ملوك الجدعنة” والعنف الموجود به ، وبرنامج “رامز جلال” وتحرشه اليومي بالفنانات ، ومشاهد سمية الخشاب ومحمد رمضان في مسلسل “موسى” ، مضيفة أن الأمر له علاقة بقضية “الفيرمونت”بحسب ما ترى.
وانتقد الشاعر وكاتب المسرح هاني قدري ما وصفه بـ”القبح” المستشري في الدراما المصري في رمضان ، وضرب مثلا بمسلسل ملوك الجدعنة قائلا في تدوينة له :”القبح قبح حتى لو باسم الفن”.
وانتقد وجيه عاشور على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك ” ما تقدمه الدراما في رمضان بمصر، مستنكرا حدوث انتهاكات أخلاقية في بلد فيه الأزهر الشريف خاصة أن المسلسلات حفلت بانحرافات أخلاقية منها الانجاب خارج اطار الزواج والعلاقات الجنسية المنحرفة .
واستنكر د.رأفت حلمي بسطا استشاري العلاج النفسي والادمان وتعديل السلوك في تدوينة له في ما يتم ترويجه من عنف وتجاوز أخلاقي في العديد من المسلسلات ومنها مسلسل ملوك الجدعنة، متسائلا :” أين القدوة و القيم والمبادئ والفضيلة والدين الذي يصدره الإعلام لأولادنا”.
وكانت لجنة الدراما في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أصدرت قبيل شهر رمضان الكريم عدد من الأكواد الإعلامية التي أصدرها المجلس الأعلى للإعلام حفاظًا على الهوية وتماسك الأسرة المصرية منها : ضرورة الابتعاد عن أي صور تشوه الأسرة والمرأة والطفولة، والابتعاد عن العنف سواء اللفظي أو الجسدي.
وشددت على عدم اللجوء إلى الألفاظ البذيئة وفاحش القول والحوارات المتدنية والسوقية التي تشوه الميراث الأخلاقي و القيمي والسلوكي بدعوى أنّ هذا هو الواقع.
وأكدت ضرورة البعد عن إقحام الأعمال الدرامية بالشتائم والسباب والمشاهد الفجّة، والتي تخرج عن سياسة البناء الدرامي، وتسيء للواقع المصري والمصريين، خاصة وأنّ الدراما المصرية يشهدها العالم العربي والعالم كله.