في ذكرى وفاة الشيخ نادر النوري.. ترك علامة بارزة في العمل الدعوي والخيري

تحل اليوم ذكرى وفاة الشيخ نادر عبدالعزيز النوري، إحدى أهم الشخصيات البارزة بالكويت، ذلك الرجل الذي كان له علامة بارزة في العمل الدعوي والخيري بدولة الكويت وخارجها.

الشيخ في سطور:

الشيخ نادر النوري، أحد مؤسسي الحركة الإسلامية في الكويت، ذلك الرجل الذي تربى في أحضان إحدى الجمعيات الخاصة بالإصلاح الاجتماعي، وكان صديقاً للشيخ عبدالله المطوع (أبي بدر)، الذي كان يترأس جمعية الإصلاح الاجتماعي، وكان لهذا الرجل تأثير كبير على شباب جيله، وذلك بتواضعه وزهده وكذلك بخلقه وعلمه.

هذا، ويشهد العديد من البلدان الإسلامية بالجهود الخيرية والإغاثية التي قام بها الشيخ نادر النوري، وكذلك تلك الجهود التي تعلقت بمشاريعه الدعوية والاجتماعية والتعليمية، التي لم تقتصر على الكويت فحسب، بل انتشرت في ربوع الأرض.

ولد الشيخ نادر النوري في عام 1954م، في أسرة محافظة بالكويت، وترتيبه بين أخوته كان السابع، وامتازت شخصية الشيخ منذ صغره بالمحافظة على الصلاة والالتزام بتعاليم الدين، وازداد التزامه تباعاً مع الأيام، حتى إن عمه الشيخ عبدالله النوري قد أوصاه بجمعية عبدالله النوري، عندما رأى فيه قربه للدين والالتزام؛ فأراد أن يوليه شؤون الجمعية، ونتيجة لحب الشيخ للعمل الخيري فقد انخرط في هذه الجمعية مثل جده وعمه اللذين كانا من أهم رجال الخير في الكويت.

درس الشيخ نادر النوري في العديد من المدارس بالكويت، فكان من بينها روضة دمشق، والخليل بن أحمد، ولم تخلُ حياته الأولى من الشقاوة التي تميز الأطفال، بعد ذلك انتقل إلى الاستقامة والحفاظ على الصلاة وحب الالتزام، والتقرب من جده وعمه اللذين كانا لهما بالغ الأثر في الحياة الدعوية، كذلك انخرط في حب الخير، فكان من رجال الخير الكويتيين، سافر للعديد من البلدان، وكان له العديد من الهوايات، ومنها ركوب البحر والصيد والرماية وكذلك جمع المقتنيات التراثية.

أعماله الخيرية

أما عن أعمال الشيخ نادر النوري الخيرية، فقد تمكن هذا الشيخ من توسيع العمل الخيري في الكويت وخارجها، فأقام العديد من الأعمال الخيرية المتميزة، فكان من بينها أنه تمكن من كفالة 370 طالباً، وكان هؤلاء الطلاب في 16 دولة، فضلاً عن كفالة المعلمين الشرعيين عن طريق صرف مبالغ شهرية، وكذلك كفالة 115 معلماً في 26 دولة، هذا وقد تمكن من تنفيذ مشروع إفطار صائم في 37 دولة، وقد استفاد من هذا المشروع أكثر من 30 ألف شخص، كذلك مشروع الأضاحي وقد تمكن من تنفيذه في 50 دولة واستفاد منه حوالي 190 ألف شخص.

كانت من بين المشاريع الخيرية التي قام بها عدد من الإنشاءات، حيث أنشأ 160 مسجداً، وكذلك أنشأ 14 مدرسة إسلامية، هذا فضلاً عن 5 مستوصفات طبية، وكذلك عمل على حفر 424 بئراً سطحية، فضلاً عن حفر 58 بئراً ارتوازية، وكذلك عمل على إنشاء 12 مركزاً إسلامياً.

كانت من بين الأمور التي اهتم بها مشاريع طباعة المصاحف، وكذلك صرف مبالغ وقفية لبناء المساجد وترميمها، وكذلك مبالغ ريع وقفية لعمل أضاحٍ وأخرى لإفطار الصائم وأخرى لرعاية الأيتام، وكذلك وفر مبالغ وقفية خاصة بالتأهيل والتعليم وذلك لدعم دور العلم.

وفاته

أما عن وفاة الشيخ نادر النوري، فقد توفي ذلك الشيخ الجليل في 16 أبريل 2014م، وتم تشييع جنازته في اليوم التالي، وقد شارك في هذه الجنازة آلاف من أبناء الكويت ومحبي الشيخ الجليل.

قالوا عنه

قال عنه مدير عام جمعية النجاة الخيرية د. محمد الأنصاري: «لا أعرف من أين أبدأ، وبأي الخصال الكريمة والحسنة أستهل الحديث؛ فلقد عرفناه على الدوام محباً للعمل الخيري والدعوي، صاحب ابتسامة جميلة يوزعها على كل من يقابله، استطاع من خلال أسلوبه المميز، ودماثة خلقه ودعوته الربانية الخالصة، أن يجعل له مكانة مميزة في قلوب من يجلس معه أو يستمع لحديثه، فكان له عظيم الأثر في تربية أبنائنا على المنهج الوسطي المعتدل، وغرس في نفوسهم حب العمل الخيري والدعوي وخدمة الإسلام والمسلمين”.

وذكر الأنصاري أن الشيخ النوري صاحب مدرسة عظيمة في العمل الخيري والدعوي؛ فقد قضى رحلة طويلة امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً في الحقلين الدعوي والخيري، فتجده يشارك في الندوات والمؤتمرات والتجمعات الدعوية والمحلية والدولية، كما تعرفه بقاع ضربها زلزال، ومناطق دمرها فيضان، وأناس شردهم إعصار، وأطفال أصابهم اليتم، وفقراء أنهكهم شظف العيش، يعرف له العلماء والدعاة فضله وقدره في حقل الدعوة الإسلامية، ويتقدم صفوف رجالات العمل الخيري والتطوعي.

اللقاء الأخير

من جانبه، قال د. عبدالله العتيقي، أمين سر جمعية الإصلاح الاجتماعي الأسبق: “إن مكتب الراحل ومكان إقامته كان قبلةً للمحتاجين والسائلين والمحرومين”، وأضاف العتيقي: «يشهد الله أننا قضينا معك أحسن الأوقات، وسمعنا منك أحسن الدروس والعظات، وقرأنا لك في مجلة “المجتمع” سلسلتك «رسائل الإخاء» التي كنت تحرص على هذه الأخوة حرصاً شديداً، بدليل قولك لي قبل شهر تقريباً من وفاتك بتاريخ 13 مارس 2014م، حين عدتك في المستشفى، حين قلت لك: إن إخوانك يسلمون عليك، وكانوا في رحلة للبر، فأجبتني كتابياً على سبورة صغيرة بيدك: «وأنا أحبكم، سامحوني وحللوني”.. «وكأنك تعلم بقرب موعد انتهاء أجلك».

كل ميدان

بدوره، قال د. خالد شجاع العتيبي: “عرفت الشيخ نادر النوري يرحمه الله شيخاً فاضلاً، دمث الأخلاق، طيب المعشر، لا تكاد الابتسامة تفارق محيّاه، نذر نفسه لأعمال الخير حتى وهو يعاني ويصارع المرض؛ فتجده يضرب بسهم في كل ميدان.. غفر الله له، ورحمه، وجعله من ورثة جنة النعيم، وألهم أهله الصبر والسلوان، وأحسن عزاءهم فيه”.

مثال للداعية

من جانبه، قال رئيس لجنة الإفتاء، د. محمد الطبطبائي: “رحم الله تعالى الشيخ نادر النوري، وقد عرفته مثالاً للداعية في خلقه وهمته العالية في نشر الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وكان محل ثقتنا في توصيل الأموال لمستحقيها، ونسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويلهم أهله الصبر والسلوان”.

60 دولة

بدوره، قال مدير إدارة المشاريع في جمعية عبدالله النوري، منسق عام ملتقى الكويت الخيري، جمال النامي: “تعرفت على الراحل عن قرب منذ أن كان مسؤولي المباشر في عملي مدير لجنة فلسطين الخيرية في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، ثم انتقلت برغبته إلى جمعية الشيخ عبدالله النوري، فما رأيت شخصاً يعرف الأسماء والأماكن التي زارها لأكثر من 60 دولة في العالم أكثر منه، وكوَّن علاقات، وأشرف على مشاريع خيرية بتمويل كويتي شعبي، بالتعاون مع 2900 جمعية خيرية في تلك الدول”.

فقيد الكويت

بدوره، قال الأمين العام للرحمة العالمية، يحيى سليمان العقيلي: “إن الشيخ نادر النوري تعرف فضله ودوره مجاميع الدعاة والمراكز الإسلامية التي كان يجوب بلادها تأسيساً وتربية وتعليماً للدعاة، فهو من الرجال الذين تتربى النفوس بالنظر لهم والاقتداء بهم”، مضيفاً: “أنه فقيد الكويت الذي رفع اسمها عالياً في أرجاء المعمورة”.

شعلة نشاط

من جانبه، قال الشيخ يوسف الشطي: “لقد عملت معه منذ عام 1989 بوزارة الأوقاف، فكان شعلة من العمل والإخلاص والهمة والحماس، لا يفتر عن العمل الدعوي والنشاط الخيري داخل وخارج الكويت، وتشهد له كثرة استقبالاته للوفود من خارج الكويت وتيسير أمورهم وتقديم المساعدة اللازمة، ولا تفارقه الابتسامة، وكان يقول: “لا أحب السفر خارج الكويت”، وعندما عمل في مجال العلاقات الخارجية أصبح كثير الأسفار، وكالنحلة في تقديم الدعم الخيري لإخوانه المسلمين خارج الكويت.

القدس

بدوره، قال مدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية السابق، د. سليمان شمس الدين: “عرفته، وعملنا معاً منذ عام 2007 خلال عملي في الهيئة الخيرية، فكان –وسيظل- نادراً في تفانيه وتجرده لقضايا المسلمين في كل مكان، وقضية المسلمين الكبرى قضية فلسطين والقدس أخذت شغاف قلبه وفؤاده، وحسب علمي أنه زار البيت المقدس في صغره؛ فأنارت قلبه لقضيتها”.

Exit mobile version