المحرر المقدسي مجد بربر.. 20 عاماً من الصمود والتحدي لقيود الاحتلال

رغم مرور سنوات طويلة من الأسر، فإن إرادة المحررين لا تنكسر، كما أراد السجان بإجراءاته العنصرية، التي تهدف إلى النيل من نفسية الأسير؛ فالاحتلال بكل أذرعه يسعى لكسر معنويات الأسرى، وأن يكون للأسر بصمة سيئة على حياته بعد التحرر. 

تعد قصة الأسير المحرر المقدسي مجد بربر، الذي ترك خلفه عند اعتقاله الزوجة فاطمة بربر، والطفل منتصر، والطفلة زينة، نموذجاً للتحدي لكل إجراءات الاحتلال بعد خروجه من السجن وعلى أعتابه، كانت ملحمة التحدي لمخابرات الاحتلال وشروطهم على الأسرى المحررين من القدس.

يقول المحرر مجد بربر: “في اللحظة الأولى من التحرر كانت سياسة الاحتلال التنغيص عليّ وعلى عائلتي وكل من كان في استقبالي، وتم نقلي إلى مركز المسكوبية سيئ الصيت والسمعة  لفرض شروط متعددة، وعلى الفور رفضت كل الشروط من خلال رفضي التوقيع على تعهد يتضمن اعتقال خمسة أيام في المنزل، وعدم تواجدي في مناطق الضفة الغربية، ورفضت هذا التصنيف؛ فكما أن الضفة محتلة فأيضاً القدس محتلة، وتراجعت مخابرات الاحتلال عن هذه الإجراءات بعد إصراري على رفضها وعدم قبولها، وهم لا يستطيعون ثني أي فلسطيني عن ثباته وصموده وتمسكه بوطنه وهويته، ولن نسمح لسنوات القيد والأسر أن تجعلنا نتخلى عن هذا الانتماء والصمود والثبات”. 

كنافة لأول مرة

يتابع المحرر مجد حديثه بالحديث عن تناوله الكنافة بعد حرمان لمدة 20 عاماً بعد إطلاق سراحه: “بعد الإفراج عني من الاعتقال داخل المنزل، اقترح عليّ أصدقائي تناول الكنافة النابلسية، وعند تناولها شعرت بسعادة لا توصف؛ فهذه هي الكنافة الحقيقية لأول مرة؛ فالأسرى يصنعون الكنافة من مواد متوفرة في السجن وهو الخبز المبشور الناشف وقطع الجبنة الصفراء والبيضاء وصبغة كي تعطي اللون الأحمر والاحتلال منع الصبغة، فاضطررنا إلى استخدام الكركم عوضاً عن الصبغة الممنوعة؛ فالأسرى يقومون بصناعة الكنافة ولو بشكل بدائي حتى يثبتوا أن قدراتهم لا تتوقف ولو على مستوى صناعة الحلوى”.

سقف واحد

وتقول زوجته فاطمة بربر: “بعد 20 عاماً استطعنا أن نكون تحت سقف واحد أنا وزوجي وابنتي وابني، ومع ذلك فالاحتلال يلاحقنا، وهاجمنا ليلة الإفراج عنه بالأسلحة والقنابل وغاز الفلفل الفتاك، وتم نقل والدة زوجي للمشفى هي والكثير من الأقارب، وكان التنكيل بشكل جماعي ومقرف؛ فهم جاؤوا للانتقام ولم يكفهم حرمان أكثر من 20 عاماً للعائلة، إلا أن عرس الاحتفال بحريته جعلنا نشعر بالسعادة؛ فخروجه من الأسر كان بمثابة عرس للجميع”. 

حالة أسطورية

من جهته، قال رئيس لجنة أسرى القدس أمجد أبو عصب: “المحرر مجد بربر مثل حالة أسطورية برفض إجراءات الاحتلال العنصرية، وكسر هيبته بجدارة ووطنية؛ فالاحتلال يعتبر الفرحة في مدينة القدس خرقاً لقوانين الاحتلال ومخالفة يحاسب عليها القانون، إلا أن المحرر بربر كان من الذين صمدوا أمام هذه الإجراءات في اللحظات الأولى من تحرره”.

يشار إلى أن الاحتلال يحاول تجسيد منع إظهار الفرح ورفع الرايات أثناء تحرر الأسرى، ويحشد القوات، ويقتحم منازل الأسرى قبل يوم من تحررهم لتهديد عائلاتهم بالاعتقال وفرض الغرامات. 

Exit mobile version