تونس.. فضيحة من العيار الثقيل تهز الأوساط السياسية والقضائية في البلاد

نشر النائب المستقل بمجلس نواب الشعب التونسي راشد الخياري تسريبات صوتية لرئيس الكتلة الديمقراطية محمد عمار، تحدث فيها عن تفكيك القضاء، وابتزاز كتلة قلب تونس من أجل التصويت على سحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي، مقابل خروج القروي من السجن، وأن قاضي التحقيق الذي أصدر بطاقة إيداع بالسجن في حق نبيل القروي على علاقة بمستشارة الرئيس نادية عكاشة المثيرة للجدل في تونس.

كما تضمنت التسريبات اتهامات لرئيس الجمهورية قيس سعيد من خلال تحكمه وسيطرته على القضاء عبر زوجته القاضية إشراف شبيل.

ردود عاصفة

وقال رئيس مجلس شورى حركة النهضة عبدالكريم الهاروني، أمس الإثنين، لإذاعة “موزاييك” الخاصة: إن الحركة تعودت على مثل هذه المؤامرات والتهم، وستفسح المجال للقضاء لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وأضاف الهاروني: متطرفون من حزب التيار الديمقراطي يبحثون عن إعادة التموقع السياسي من خلال مثل هذه الأساليب، وأيضًا من خلال الدفع برئيس الدولة نحو تصرفات وتصريحات ستضر بالدولة وستعطل المسار الاقتصادي والسياسي، علمًا أن الحركة كانت مستعدة للتعامل مع عقلاء التيار الديمقراطي.

وأشار إلى أنه بالتوازي مع السعي للحوار الهادف لإنقاذ الدولة، سيواصل البرلمان والحكومة العمل الجاد من أجل تجاوز الأزمة بتونس.

من جانبه، اعتبر وزير العدل السابق والقيادي البارز في حركة النهضة نور الدين البحيري، مساء الأحد الماضي، أن التسريبات الأخيرة التي عاشت على وقعها البلاد فضيحة، وهي امتحان عسير للدولة.

ودعا عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك” إلى فتح تحقيق عاجل وجدّي ومحاسبة كل من تثبت إدانته مهما كان انتماؤه وموقعه، كما دعا إلى إعلام الرأي العام في الداخل والخارج بما تنتهي إليه الأبحاث يوماً بيوم، مشددًا على أن الالتزام التام بالشفافية واجب وطني ودستوري وأخلاقي.

موقف حازم

وقال: إن التردد والتهاون في التعاطي مع هذه التسريبات الفضيحة الخطيرة جدًا والصادمة هو خيانة للأمانة وامتحان عسير وصعب للجميع دون استثناء.

وأشار البحيري إلى ضرورة وعي التّونسيين عمومًا والحكومة والمؤسستين الأمنية والعسكرية والقضاء المستقل على وجه الخصوص بخطورة التهديدات والمخاطر التي تستهدف الدولة، مطالبًا بالتعاطي مع التسريبات بجدية ومسؤولية.

وأضاف أنه على كل من ستشمله الأبحاث في هذا الملف في أي موقع كان في الدولة (رئاسة جمهورية، ومجلس نواب شعب، وقضاء وهيئات دستورية..) وضع أنفسهم على ذمة القضاء وعدم التمسك بالحصانة وعرقلة مسار الأبحاث وتعطيلها.

ودعا البحيري مكونات المجتمع المدني والإعلاميين والمنظمات المستقلة وعموم التونسيين وخاصة الشباب إلى التسلح باليقظة والتحرك جماعات وفرادى لمنع وإفشال أي محاولة لطمس الحقيقة ومغالطة الرأي العام والتواطؤ مع المذنبين المحتملين للإفلات من العقاب.

وتابع: يجب استحضار أن ما ارتكبه ويرتكبه يوميًا الحزب الفاشي “الحزب الدستوري الحر” من تجاوزات وجرائم داخل مجلس نواب الشعب وخارجه ليس عملًا عفويًا أو معزولًا، بل هو حلقة في سلسلة مؤامرات تستهدف تونس وأمنها ووحدتها واستقرارها، وهو ما يوجب بذل كل الجهد لكشف وفضح كل المتحالفين مع عبير موسي وأتباعها داخل البلاد وخارجها.

الرئاسة منخرطة

وأكد وزير الخارجية السابق والقيادي في حركة النهضة رفيق عبدالسلام، الإثنين، أن التسريبات الواردة على لسان رئيس الكتلة الديمقراطية محمد عمار تبين أن الرئاسة منخرطة على سبيل اليقين في التآمر على مؤسسات الدولة وإرباكها بدل أن تكون عامل استقرار ووحدة بين التونسيين.

وأضاف، عبر صفحته على “فيسبوك” أن رئاسة الجمهورية منخرطة مباشرة في نسج المؤامرات والدسائس للإطاحة برئيس البرلمان.

وشدد رفيق عبدالسلام على ضرورة أن يختار رئيس الجمهورية بين أن يكون رئيس دولة مؤسسات وقانون أو مجرد حاجب لغرفة مغلقة ومظلمة يسكنها مجموعة من المتآمرين.

أدلجة الدولة

في سياق متصل، أكد رئيس كتلة قلب تونس أسامة الخليفي، الإثنين، في تعليقه حول التسريبات الصوتية التي نشرها النائب بمجلس نواب الشعب راشد الخياري على صفحة “الغرف المظلمة” على “فيسبوك”، مساء الأحد الماضي، أن حزبه لن يساند هذا “العبث”، وقال: إنّ رئاسة الجمهورية تحاول “أدلجة الدولة”.

وأفاد الخليفي، في تصريح لإذاعة “الديوان أف أم” الخاصة، بأنّ البلاد ستدخل في حرب أهلية نتيجة الانقسامات بين الأطراف السياسية والصراعات الأيديولوجية”، وأنّ الوضع الرّاهن يستدعي استقرارًا سياسيّا والكثير من الهدوء، لإعادة كسب ثقة التونسيين.  

ضرب القضاء

وقال النائب في البرلمان عن حزب قلب تونس عياض اللومي: إن بعض المحيطين برئيس الجمهورية وأعضاء من الكتلة الديمقراطية يريدون إحداث فراغ سياسي وهيكلي، وإن حزب التيار الديمقراطي يتحكم في القضاء عبر نادية عكاشة، مديرة ديوان الرئيس.

وشدد اللومي، في تصريح لـ”شمس أف أم” الخاصة، الإثنين، على أن هناك سعياً لضرب القضاء واستقلاليته عبر الحديث عن تفكيك المجلس الأعلى للقضاء الذي تسبب فيه محمد عبّو؛ مما تسبب في صراع بين القضاة لم تشهد له تونس مثيلًا، مضيفًا أنه من العيب أن يتطرق محمد عمار إلى زوجة رئيس الجمهورية.

ودعا اللومي رئيس الجمهورية إلى فتح عينيه وخاصة على عكاشة التي يبدو أنها بصدد لعب لعبة قذرة مع القضاة، وأنه في الظروف الطبيعية من المفروض أن يستقيل رئيس الجمهورية وكل أعضاء الكتلة الديمقراطية، خاصة بعد فضيحة التسريبات التي تعد فضيحة دولة بامتياز.  

Exit mobile version